ما هو الشكل الذي سيكون عليه أسبوع العمل في كندا، عندما يكون لمدة أربعة أيام فقط؟
مديرة الموارد البشرية في شركة Humi ـ وهي عبارة عن شركة برمجيات للموارد البشرية Andrea Bartlett، أشارت إلى وجود العديد من التفسيرات للأسباب التي حوّلت أسبوع العمل، إلى أربعة أيام فقط:
حيث تمّ تقليص و ضغط 40 ساعة عملٍ أسبوعياً إلى أربعة أيام، لتصبح 32 ساعة عمل أسبوعياً خلال أربعة أيام، بدون إجراء تغييراتٍ على الراتب، أو أي تعديلٍ في ساعات العمل المتوقعة في الأسبوع.
وفي هذا الشأن، قالت Bartlett: “إذا ما استطاعت الشركات أن تصل إلى الحدّ الذي تطبق فيه العمل لمدة 32 ساعة في الأسبوع، خلال أربعة أيام، دون إحداث تغييراتٍ في الراتب، فهذا ما نُطلق عليه : الجانب المثالي للموظفين.
الإيجابيات :
بحسب تحليل Bartlett، فإن أسبوع العمل لمدة أربعة أيام، من المرجّح أن يعمل على زيادة الإنتاجية، وتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وتحسين الصحة العقلية للموظفين.
تجدر الإشارة إلى تجربتين تمّ إجراؤهما لأسبوعِ عملٍ أقصر من الذي نتحدث عنه، في أيسلندا، وقد حققتا “نجاحاً كبيراً جداً”، حيث أن الموظفين قد شعروا ببعض التوازن بين العمل و الحياة و الرفاهية.
كما أنهم أشاروا إلى أنهم كانوا أكثر نشاطاً، وأقلّ تعباً بعد أن عملوا لساعاتٍ أقلّ، وذلك لأن لديهم طاقةٌ أكبر، و متسعٌ من الوقت لممارسة أنشطة الأخرى، كالتمارين، والهوايات، ورؤية الأصدقاء.
وقالت Bartlett: “بعد مرور عامٍ ونصف على العمل خلال فترة الوباء، بات الناس يعملون لساعاتٍ أطول من السابق، و الفضل في ذلك يعود إلى التكنولوجيا الحديثة”.
ومع ذلك، ليس من السهل على الموظفين أن يقطعوا التواصل حقاً، وعلى ذلك، فإن تحديد جدولٍ زمنيٍّ لمدة أربعة أيام، من شأنه السماح للموظفين، بالحصول على وقتٍ أكثر بين بداية ونهاية أسبوع العمل، الأمر الذي سيخلق فيما بعد حداً أفضل بين عملهم وبين حياتهم المنزلية.
السلبيات:
تقول Bartlett: “يترافق أسبوع العمل لمدة أربعة أيام، مع بعض التحديات”.
ربما سيكون أحد أكبر التحديات، هو إعادة تحديد التوقعات، لدى العملاء والمستهلكين الذين اعتادوا على ساعاتٍ تقليدية للعمل.
فمع التغيير الذي يشهده وقت عمل الموظفين، سيكون هناك نظام ساعاتٍ جديدةٍ للعمل بها، و هذا سيؤدي إلى قيام العملاء والمستهلكين بتغيير عاداتهم للتماشي مع ساعات العمل الجديدة.
بالإضافة لذلك، تتوقع Bartlett احتمال وجود تحدياتٍ بين الموظفين الأكبر سناً والموظفين الأصغر سناً.
حيث قالت: “لطالما اتبع الكثير من الموظفين كبار السنّ، معايير العمل ذاتها على مدار الخمسين عاماً الماضية. و على ذلك، بالنسبة لأشخاصٍ يعتمدون على جدولٍ زمنيٍّ قديمٍ صارم ومحدد، إضافة لوجود وقتٍ للقيام بالتزاماتهم الأخرى ، فإن أسبوع العمل لمدة أربعة أيام، ربما يكون عائقاً أمام جودة عملهم”.