أظهرت استطلاعات الرأي الجديدة أن معظم الكنديين يبتعدون بشكل متزايد عن شراء سلع باهظة الثمن وسط معدلات التضخم المرتفعة وارتفاع أسعار الفائدة، مع ذلك فإن بعض الخبراء يشير إلى أن هناك طرق لتعديل ميزانيتك عندما لا يكون تجنب عمليات الشراء الكبيرة خياراً.
يمكن القول أن حوالي 75٪ من الكنديين يشعرون أنه وقت سيئ لإجراء عمليات شراء كبيرة سواء منازل أو سيارات، ووفقاً لاستطلاع صدر يوم الخميس من معهد Angus Reid فإن هذا الرقم أعلى بحوالي 20 نقطة مئوية من استطلاع مماثل أجري قبل عامين.
من الجدير بالذكر أن التضخم بلغ 8.1٪ في يونيو/تموز وهي مستويات لم تحصل منذ عام 1983، وفي الوقت نفسه أصبح الاقتراض أكثر تكلفة حيث يواصل بنك كندا رفع أسعار الفائدة لتقليل الطلب على الإنفاق.
في غضون ذلك توافق الخبيرة المالية Rubina Ahmed-Haq على أنه من الحكمة في الوقت الحالي تأجيل عمليات شراء التذاكر الكبيرة، قائلةً أنه من المفيد تأجيل عمليات التجديد الكبيرة أو الرحلات المكلفة لمدة عام أو 18 شهراً، حيث يمكن استخدام هذا الوقت لتنظيم المشروع بدلاً من ذلك.
وتقول أيضاً إن النفقات الأخرى، مثل الأجهزة المنزلية أو السيارات الجديدة يمكن أن تشهد انخفاضاً في الأسعار خلال فترات الركود الاقتصادي كما حصل في الأزمة المالية خلال عامي 2008-2009، متوقعةً الحصول على صفقة أفضل من خلال الانتظار إذا كان ذلك ممكناً.
☆ كيفية إعداد الميزانية للمشتريات التي يجب شراؤها
توصي Haq بأن أول شيء يجب فعله في مثل هذا الموقف هو إدارة التوقعات، إذ أن الوصع المالي قد لا يكون مناسباً اليوم للحصول على سيارة الأحلام مثلاً، لكن قد يكون التأجير خيار لتكاليف أقل مقدماً على النقل، لأنه في نهاية مدة الإيجار ستتاح لك الفرصة لشراء السيارة مباشرة مقابل قسط بسيط.
يمكن أن تكون الخطط القائمة على التقسيط الأن جذابة للمشترين الذين لا يملكون آلاف الدولارات لشراء منتجات كبيرة التكلفة، لكن Haq تحذر الأسر من التورط في صفقات مغرية كهذه.
وقالت Haq في حين أن عملية شراء واحدة كهذه قد تخفف العبء على المدى القصير، فإن اتباع نهج التقسيط على خمسة أو ستة عناصر أصغر يمكن أن يبدأ بالفعل في إضافة الدفعات الشهرية ويصبح غير قابل للإدارة.
بالنسبة للمنازل فإنه على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة الذي دفع معدلات الرهن العقاري الشهرية إلى الأعلى، فإن التباطؤ الناتج في سوق الإسكان قد يجعله في الواقع وقت جيد لبعض المشترين للحصول إلى منزل.
وبالنسبة لأولئك الذين يحرصون على دخول السوق، أو الذين يجدون أن الرهن العقاري الحالي أصبح مكلفاً للغاية، فإن هناك بعض الاستراتيجيات للالتزام بالميزانية.
حيث أن بعض الرهون العقارية المدعومة من الحكومة والمؤمن عليها بمعدلات فائدة ثابتة مدتها خمس سنوات تبدو كخيار أرخص هذه الأيام، لكن مع ذلك فإن الحل الشائع لأزمة الرهن العقاري هو تغيير الاستهلاك أي مقدار الوقت الذي تسدد فيه القرض، حيث أن تعديل الرهن العقاري لمدة 20 أو 25 عاماً إلى 30 عاماً ينتج عنه أجزاء أصغر من الدفعات الشهرية.
صحيح أن الحياة ضيقة ويمكن إدارتها بالنسبة لثلاثة من كل أربعة كنديين استطلعت آراؤهم ARI والذين يؤجلون عمليات شراء أكبر، فإن الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لمجموعة فرعية أصغر من الأسر.
حيث أن حوالي 28٪ من المشاركين في الاستطلاع إنهم إما بالكاد يبقون رؤوسهم فوق الماء في الوقت الحالي، أو أسوأ من ذلك، وهذا ارتفاع من 18٪ في تموز/يوليو 2020.
في غضون ذلك تقول Haq إن ارتفاع التكاليف يؤثر على الأشخاص ذوي الدخل الثابت أو المنخفض بشكل مختلف عن أصحاب المنازل وأولئك الذين تمكنوا من الادخار من خلال الوباء.
في مثل هذه الحالة ذكرت Haq إن الأمر الأكثر أهمية هو التدفق النقدي أي التأكد من أن الأموال الواردة كافية لتغطية الفواتير والتزامات الديون، كما توصي بإلقاء نظرة على النفقات الشهرية وتقليص خدمات الاشتراك غير الضرورية، والذهاب إلى متجر البقالة الأقل تكلفة وتجنب تحمل ديون جديدة كلما أمكن ذلك.
وأضافت Haq أنه في بعض الأحيان قد تضطر إلى تعديل خطة الادخار الخاصة بك بأموال أقل لتدنيها كل شهر، لكن لا تنسى أموال التقاعد، إذ أنه يمكن أن يكون لخفض المدخرات آثار دائمة، حيث أن أحد الجوانب المهمة للاستثمارات هو قدرتها على التعقيد بمرور الوقت.
فإذا كنت في خطر فقدان دفعة الرهن العقاري، يجب أن تكون استباقياً وأن تتواصل مع المقرض أو الوسيط بمجرد أن ترى مشكلة، فانتظار الحديث عن الضيق المالي قد يعني فقدان المدفوعات، ومواجهة التخلف عن السداد وبدء عدد من العقوبات.
لذلك فإن التحدث إلى أحد المقرضين حول خطة لتغيير شروطك أو تنظيم جدول تأجيل يمكن أن يساعد في تجنب الموقف السيئ قبل أن يمر.