بعد مرور حوالي العام على الإغلاق الجزئى لأكبر المدن في كيبيك في محاولة لإبطاء انتشار عدوى COVID-19، الخبراء يقولون إننا نملك سبباً للتفاؤل هذا الخريف.
ففي 28 سبتمبر/إيلول 2020، أعلن رئيس الوزراء فرانسوا لوغو أن الكثير من سكان المقاطعة سيعيشون ضمن أعلى مستوى تأهب لمدة 28 يوماً اعتباراً من 1 أكتوبر/تشرين الأول. كما ستدوم القيود لفترة أطول بكثير، ولن تتمكن المطاعم في مونتريال من إعادة فتح غرف تناول الطعام الخاصة بها حتى يونيو/حزيران.
أما اليوم، فهناك علامات على أن المقاطعة ربما تكون قد تجاوزت ذروة الموجة الرابعة من الوباء، وذلك مع انخفاض إصابات COVID-19 اليومية.
وقد أبلغت وزارة الصحة يوم الإثنين عن تسجيل 519 إصابة جديدة بـ COVID-19، وهو أقل عدد من الحالات اليومية الجديدة تم تسجيله خلال حوالي 3 أسابيع، وأقل بكثير من متوسط الإصابات اليومية الجديدة تم الإبلاغ عنها خلال الأيام السبعة السابقة (680 إصابة).
يُذكر أن الموجة الثانية من الوباء بدأت في أواخر سبتمبر/إيلول 2020، قبل أن تبلغ ذروتها في يناير/كانون الثاني.
وأوضح الدكتور Donald Sheppard، مدير مبادرة McGill متعددة التخصصات في العدوى والمناعة، أن الموجة الرابعة بدأت في وقت سابق من العام وربما وصلت إلى ذروتها حالياً.
وقال في مقابلةٍ له:”هناك علامات تدعو للتفاؤل، فعندما ننظر إلى الأرقام نلاحظ أننا قمنا بتسوية منحنى الإصابات، وذلك عن طريق باللقاحات بدلاً من إجراءات الصحة العامة”.
مع العلم أن أكثر من 85٪ من سكان كيبيك الذين يبلغون من العمر 12 عاماً فما فوق مُلقحين بالكامل، وفقاً لمعهد الصحة العامة في المقاطعة.
وخلال الموجة الثانية، بلغ عدد الإصابات اليومية الجديدة في كيبيك ذروته بأكثر من 3000 إصابة في يناير/كانون الثاني. لكنها بقيت أقل من 900 إصابة في اليوم منذ أن بدأ عدد الإصابات الجديدة في الارتفاع مرة أخرى هذا الصيف.
وبيّنت وزارة الصحة أن عدد حالات الاستشفاء المرتبطة بـ COVID-19 ارتفع بمقدار 2 ليصبح 299 شخصاً، منهم 95 في العناية المركزة، ما يمثّل زيادةً قدرها 5 عن اليوم السابق.
وأضاف Sheppard أن أرقام المستشفيات في كيبيك تتماشى مع التوقعات، حيث أدت حملة التلقيح إلى عدد أقل من الإصابات الجديدة، ودخول نسبة أقل من تلك الإصابات إلى المستشفى. لكن النسبة المئوية لتلك الإصابات التي تتطلب عناية مركزة كانت أعلى، لأن المتغير دلتا يعد أكثر ضراوة.
وعلى الرغم من تفاؤل Sheppard، إلا أنه قلق أيضاً من أن مستوى المناعة التي توفرها لقاحات COVID-19 قد تتضاءل بمرور الوقت.
فقد أظهرت بعض الدراسات انخفاضاً ملحوظاً في المناعة بعد مرور 6 أشهر. لكن ونظراً لأن كيبيك انتظرت وقتاً أطول لإعطاء الناس جرعتهم الثانية من اللقاح، يحتمل أن يتمتع السكان بمستوى مناعة أعلى من أولئك الموجودين في المناطق الأخرى الذين تلقوا جرعتهم الثانية بعد 21 يوماً.
ويعتقد Sheppard أنه لن يكون هناك حاجة لتطبيق حظر أو إجراءات إغلاق هذا الشتاء، بشرط توزيع الجرعات الثالثة بسرعة في حال كان الناس يواجهون ضعف المناعة، بالإضافة إلى عدم ظهور متغير “كارثي” جديد.
بينما تعتقد الدكتورة Catherine Hankins، الرئيسة المشاركة لفريق عمل المناعة ضد COVID-19 الكندي، إنه من السابق لأوانه القول إن كيبيك قد تجاوزت ذروة الموجة الرابعة.
لكن وعلى الرغم من ذلك، فهي لا تتوقع أن يكون هناك إغلاق آخر، بسبب تفويضات ارتداء الكمامات وجوازات سفر اللقاح التي أصدرتها حكومة المقاطعة، والتي قالت إنها ستساعد في الحد من انتشار للمرض. وأضافت أن الأشخاص الذين يعملون من منازلهم في الشتاء سيساهمون في ذلك أيضاً.
وعبّرت عن قلقها من أن الفيروس سيستمر في الانتشار في الأجزاء ذات معدلات التلقيح الأقل من العالم، مما سيؤدي إلى ظهور متغيرات جديدة.
المصدر: CTV