“فرض ضرائب على الأغنياء”.. كانت صرخة حاشدة لليسار لفترة طويلة، ورغم ذلك ارتفع حجم ثروات الرأسماليين في السنوات الأخيرة؛ ففي فرنسا، أصبح مؤلف توماس بيكيتي “الاقتصادي الثقل.. رأس المال في القرن الحادي والعشرين”، من أكثر الكتب مبيعاً، وفي الولايات المتحدة الأميركية، كان عدم المساواة في الدخل وضرائب الثروة من القضايا المحورية في سباق الترشيح الديمقراطي للرئاسة.
وهنا في كندا، كشفت الحكومة الليبرالية عن نيّتها القيام بشيء ما – لم يتّضح بعد – لمعالجة ما تسمّيه “التفاوت الشديد في الثروة”.
جزء من مهمة “الضرائب والإنفاق” هو توفير إطار للأسئلة الاقتصادية الكبيرة، من خلال نسج الخيوط الاقتصادية للوصول إلى رؤية كاملة متكاملة، ففي 14 كانون الثاني / يناير الجاري، نشر مسؤول الميزانية البرلماني تقريراً بحثياً عن زيادة الحكومة المخطّط لها في الضرائب على خيارات أسهم الموظفين (أحد الإجراءين المحدّدين اللذين ذكرهما الليبراليون لمعالجة عدم المساواة في الثروة)، وأوضحت مذكّرة PBO أنّه كان من الصعب قياس حجم الاستجابة السلوكية للأفراد والشركات للإجراء الجديد.
وفي اليوم التالي، أعلنت الحكومة عن خطابات التفويض المرسلة كجزء من التعديل الوزاري المصغّر، بما في ذلك رسالة تكميلية سُلّمت إلى وزيرة المالية كريستيا فريلاند، وفي تلك الرسالة، أوضح رئيس الوزراء جاستن ترودو عدّة توقعات جديدة، بما في ذلك رغبته في أنْ “تحدّد السيدة فريلاند طُرُقاً إضافية لفرض ضرائب على التفاوت الشديد في الثروة”.
ولا يُقصد من بحث PBO أنْ يكون دحضاً لخطط الحكومة، لكن هذا التحليل (بالإضافة إلى جهد مماثل من الصيف ينظر في اقتراح الحزب الديمقراطي الجديد الخاص بضريبة الثروة) يؤكد عدم اليقين الكامن في محاولة زيادة الضرائب على الأفراد الأثرياء، فإنّ توقعهم بأنْ يدفعوا فاتورة ضريبية أعلى، يتعارض مع اقتصاديات الكتب المدرسية ، ناهيك عن الفطرة السليمة.
لكن الكثيرون يعتمدون على حجم رد الفعل هذا، حيث يعتقد المتعاطفون مع حجج “بيكيتي” أنّه سيكون هناك رد فعل ضئيل نسبياً على الضرائب المرتفعة، وأنّ الرسوم المفروضة على الدخل المرتفع والثروة ستصبح من مصادر الدخل الرئيسية، فيما ينظر آخرون إلى التاريخ، ويستنتجون أن ضرائب الثروة ستكون أقل ربحية بكثير، وهذا هو التوتر الذي تستكشفه الضريبة والإنفاق.
روابط ذات صلة :