سيقوم معظم الكنديين بتقديم ساعاتهم ساعة واحدة بسبب بدء التوقيت الصيفي ليلة السبت.
إلا أن Joseph De Koninck، وهو أستاذ فخري في علم النفس بجامعة أوتاوا، يقول إن تغيير الساعات يمكن أن يكون له نتائج صحية سلبية.
وأضاف أن العمل بالتوقيت الصيفي بشكل دائم ، كما اقترحت بعض المقاطعات ، قد يحمل أثراً سيئاً على النوم.
و قال De Koninck في مقابلةٍ عبر الهاتف : “ساعتنا البيولوجية التي تحكم كل ما نقوم به، متزامنة مع الشمس”.
وأوضح أن ” جميع الأبحاث تُظهر أن تغيير الساعات له تأثير سلبي على الأداء. حيث نلاحظ زيادة في حوادث السيارات ، و المشاكل الصحية ، والنوبات القلبية ، وأشياء من هذا القبيل.”
وقد يستغرق الأمر أسبوعاً أو أسبوعين بعد تغيير الساعة للتكيف مع دورة النوم الجديدة. و لكن المشكلة الأكبر تأتي مما يسميه الباحثون في مجال النوم “الاضطراب الاجتماعي” ، والذي يمكن أن يعزى إلى حقيقة أن الشمس تغرب في وقت لاحق من المساء.
و يؤدي غروب الشمس في وقت متأخر خلال فصل الصيف إلى تأخير وظائف الجسم التي تعزز النوم ، مثل انخفاض درجة حرارة الجسم وإفراز الميلاتونين.
وغالباً ما يؤدي هذا إلى قلة النوم ، و يشير De Koninck إلى أن ذلك يرتبط بمجموعة من العواقب الصحية.
و قال :”النوم هو القاسم المشترك للصحة الجسدية والعقلية. لذا تظهر الأبحاث وجود مشاكل مرتبطة بالحرمان من النوم، مثل زيادة حالات السمنة، لأن الهرمونات لا تتجدد بشكل جيد”.
هذا وقد فكرت بعض الحكومات في العمل بالتوقيت الصيفي بشكل دائم. ففي عام 2019 ، أقرت بريتيش كولومبيا تشريعاً للالتزام بشكل دائم بالتوقيت الصيفي في حال اتخذت ولاية واشنطن وأوريغون وكاليفورنيا أيضاً هذه الخطوة.
كما تم تمرير مشروع قانون مشابه في المجلس التشريعي في أونتاريو ، بشرط التزام كيبيك وولاية نيويورك أيضاً بالتوقيت الصيفي.
مع العلم أن Saskatchewan تستخدم التوقيت القياسي المركزي على مدار العام. وقد انتقلت يوكون للعمل بالتوقيت الصيفي على مدار العام في عام 2020.
ولكن De Koninck يحذّر من أن الاستمرار في العمل بالتوقيت الصيفي قد يكون أسوأ من الحفاظ على الوضع الراهن. حيث سيبقى معظم الناس مستيقظين في الظلام خلال فصل الشتاء ، مما قد يجعلهم يشعرون بتقلب المزاج في الصباح.
و قال De Koninck : “بالنسبة لكندا ، هذا يعني أن جميع المدن الكبرى ستشهد شروق الشمس بعد الساعة الثامنة صباحاً، وأحياناً بعد التاسعة صباحاً”.
وأشار إلى أن ضوء الصباح هو الذي يقوم بمزامنة ساعتنا البيولوجية. أي أن كافة وظائف الجسم، مثل هضم الطعام، تتم مزامنتها على أساس ذلك”.
وقد جربت روسيا ، وهي دولة كبيرة شمالية حالها حال كندا ، التوقيت الصيفي الدائم في عام 2011 قبل أن تتخلى عنه في عام 2014.
و نظراً للحجم الهائل للمنطقة الزمنية الشرقية ، فإن البقاء في ضوء النهار الدائم قد يكون سيئاً بشكل خاص في Thunder Bay ومناطق أخرى في شمال غرب أونتاريو ، والتي يمكن أن تشهد شروق الشمس في الساعة 9:45 صباحاً في الشتاء.
كما يمكن أن تشهد Calgary و Edmonton ، بالإضافة إلى مدن أخرى تقع على خطوط العرض العليا ، شروق الشمس في الساعة 9:30 صباحاً.
و قال De Koninck إن الحل المثالي هو التبديل إلى الوقت القياسي الدائم. أما إذا قررنا العمل بالتوقيت الصيفي بشكل دائم ، فيجب أن يبدأ ذلك في وقتٍ لاحق من العام لضمان وجود المزيد من ضوء الصباح للأشخاص الذي يستيقظون مبكراً.
كما يقترح تغيير الساعات في ليالي الجمعة لمنح الناس مزيداً من الوقت خلال عطلة نهاية الأسبوع للتكيف.
و قال De Koninck: “أسوأ شيء يمكن فعله هو استخدام التوقيت الصيفي على مدار العام”.