فيما لا يزال حلم الهجرة إلى كندا، يراود المئات أو الآلاف حول العالم، هناك كابوس الترحيل منها، يراود أيضاً عدداً كبيراً ممن فقدوا شروط معايير وزارتي العمل والهجرة، أو ما عادوا يستوفونها، فأصبحت مغادرة البلاد أمراً محتوماً عليهم.
من هؤلاء الأوكرانية هانا هوربانوف (33 عاماُ) التي فقدت زوجها نتيجة حادث مرور مروّع وقع في آذار/ مارس 2019 بالقرب من Verchères في منطقة Montérégie، نتيجة حفرة ضخمة بطول 7 أمتار، أحدثتها شاحنة تابعة لوزارة النقل، التي تم ركنها إلى جانب الطريق، فكلّفها الحادث حياة لاهور (32 عاماً) زوجها، الذي هاجر إلى سوريل تريسي لشغل وظيفة ميكانيكي، في سياق نقص كبير في العمالة في هذا المجال، فكان مصيره الموت وعائلته التشتت من بعده ومواجهة خطر الترحيل.
محنة حقيقية
فبعد عام ونصف العام على وفاة زوجها، تواجه هانا وطفليها “هليب” (9 سنوات) و”كيريل” (5 سنوات) محنة حقيقية ، وتقول الأم “الحادث أخذ منّي حب حياتي، ودمّر كل أحلامنا المستقبلية، وبدلاً من الحزن بسلام، أراني مجبرة على البقاء قوية والعثور على وظيفة”.
وبالفعل بعدما وجدت وظيفة، اضطرت إلى تركها في يناير / كانون الثاني الماضي، بعدما أُلغيت تأشيرة عمل زوجها بسبب وفاته، ورُفِضَ طلبها لتمديدها، وكذلك طلبها بالحصول على واحدة خاصّة بها.
وبانتظار الرد على طلبها للحصول على الإقامة الدائمة “لأسباب إنسانية”، كان على الأم الشابة أنْ تتقدّم بطلب للحصول على تأشيرة زائر على أمل أنْ تتمكّن من البقاء في كندا.
في ظل الانتظار
المحامية التي تولت القضية ناتاليا دزيرا قالت: “لدى هانا فرصة جيدة، ولكن إذا تم رفض طلب الزائرة، فقد تضطر إلى المغادرة قريباً جداً. أجد أنّه من غير الإنساني أنّها لا تستطيع العمل. إنها حالة استثنائية”.
وفيما ترغب المحامية بتسريع معالجة الطلب من جانب وزارة الهجرة، أبلغتهم وزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة في كندا بأنّها لا تستطيع التعليق على هذه الحالة، ليبقى الانتظار سيد الموقف، وتعيش هانا الأوكرانية حالة من القلق والخوف على مصير أبنائها.
حياة أفضل
وقالت: “أعيش على تأمين حياة زوجي وحصلت على مبلغ تعويض، لكن هذا المبلغ سينفد في المستقبل القريب. وإذا تم ترحيلنا إلى أوكرانيا، فلن تُتاح لأبنائي فرصة العيش بشكل جيد مادياً ومعنوياً، فـ”هليب” (الكبرى) تتذكر التفجيرات برعب. تستيقظ لوقت طويل وهي تبكي في الليل. فقط عندما وصلنا إلى هنا تمكنت من تهدئة كوابيسها”.
وتابعت: “أخشى على صحة أبنائي، فتوفير الرعاية الصحية أقل بكثير في بلدنا الأصلي، ومنذ وقوع الحادث، يحتاج “كيريل” (الأصغر) إلى رعاية طبية بسبب الآثار اللاحقة التي أحدثها الحادث”.
سبب إنساني
من جهته، أعرب النائب الفيدرالي لويس بلاموندون، عن أسفه لوضع هانا غير المستقر، قائلاً: “مات زوجها. تحسنت لغتها الفرنسية. وجدت وظيفة. إنها مهاجرة متكاملة. هؤلاء هم المهاجرين الذين نبحث عنهم، لماذا لا تظهرون التعاطف. هو سبب إنساني”، مشيراً إلى أنّه “إذا تم عرض السيدة هوربانوف للترحيل في أي وقت ، فسأتحدى وزير الهجرة ماركو مينديسينو وسأستخدم سلطتي التقديرية لتعليق الترحيل”.
روابط ذات صلة :
وزارة الهجرة الكندية : ملتزمون بإلغاء رسوم الجنسية الكندية
وزير الهجرة يعلن عن برنامج جديد لمنح الإقامة الدائمة للعاملين في القطاع الصحي