قال الزعيم الليبراليّ “جاستن ترودو”، أن الحكومة المعاد انتخابها برئاسته وفي حال فوزه بالانتخابات، ستقوم برفع الضرائب التي تدفعها شركات الخدمات المالية “الأكبر والأكثر ربحاً” في كندا، بهدف المساعدة على دفع تكاليف برنامج الإسكان المنشود، والذي يتطلب مليارات الدولارات.
و أشار ترودو إلى تعافي البنوك وشركات التأمين الرئيسية في كندا من وباء COVID-19 بشكلٍ أفضل من الشركات في المجالات الأخرى، لذلك عليها أن تدفع أكثر، للمساعدة في تعويضِ تكلفة المرحلة ، وهي مرحلة ما بعد الجائحة.
هذا الالتزام، يأتي خلال أسبوعٍ تصرّح فيه البنوك الكنديّة عن أرباحٍ فصليّة هائلة، تغذيها احتياطيات رأس المال التي خصصتها البنوك في العام الماضي، من أجل الحماية من خسائر القروض المحتملة، المتعلقة بـ COVID.
وأكد “ترودو” أن حكومته سترفع معدل ضريبة دخل الشركات بمقدار ثلاث نقاط مئوية ـ لتصبح 18% بدلاً من 15% ـ على جميع أرباح البنوك وشركات التأمين، التي تتجاوز مليار دولار، بهدف دعم الكنديين من الطبقة المتوسطة في حياتهم، وتحقق أهدافهم بامتلاك منزل”.
كما أنه أعلن عن خطةِ إسكانٍ تتألف من ثلاث نقاط، وهي:
- برنامج لمنح الكنديين دعماً مالياً إضافياً لشراء منزل.
- دعم المنازل المعروضة.
- إنشاء ميثاقِ حقوقٍ لمشتري المنازل، من شأنه أن يحظر الممارسات العقارية كالمزايدة العمياء.
كما صرّح ترودو اليوم، أن الحكومة الليبرالية التي سيعاد انتخابها، ستقوم بتأسيس ما يسمى “عائد التعافي الكندي”، وهو الذي سيجعل المؤسسات المالية ذاتها، مجبرةً على “المساهمةِ بشكلٍ أكبر خلال السنوات الأربع المقبلة، من تعافي اقتصاد كندا”.
وفي حين أن التفاصيل لاتزال قليلة فيما يتعلق بهذه “الأرباح”، فقد قال الحزب إنه ستم تحديد المبالغ التي سيتوجب على البنوك وشركات التأمين أن تدفعها، عبر التشاور خلال الأشهر المقبلة مع المشرف على المؤسسات المالية، وسيتم بعد ذلك، تحصيلها على مدار السنوات الأربع.
كما أعلن الحزب، أن هاتين المبادرتين، من شأنهما أن تؤمّنا حداً أدنى وقدره 2.5 مليار دولاراً بشكلٍ سنويّ، على مدى الأربع سنوات المقبلة، و ذلك ابتدءً من السنة المالية 2022-2023.
ومما صرح به “ترودو”، أن البنوك قد حصلت على أرباحٍ غير متوقعة، وذلك لأنّ برامج الإغاثة الحكومية السخيّة، ساهمت في إبقاء الكنديين سليمين مادياً خلال الاضطرابات الاقتصادية التي تسببت بها الجائحة، وهذا أدى للمزيد من المدّخرات، وبالتالي فقد ساعد في تخفيض ديون الأسر، وتقليل القروض المتأخرة.
وأضاف “خلال فترة الوباء، قدم الكنديون تضحياتٍ كبيرة. لم يكن هذا هو حال الكنديين جميعاً. بالنظر إلى أن بنوكنا قد أبلغَت عن أرباحٍ كبيرةٍ بشكل استثنائيّ، حيث أنها نجحت بشكلٍ لا يصدق، فإننا نطلب منهم الآن أن يقدموا القليل”.
وأضاف: “وبينما نحن نُعيد بناء أمّتنا من جوانب عدّة، سوف نطلب من المؤسسات المالية الكبيرة أن تساهم في شيءٍ قليلٍ لكي نتمكّن من القيام بالمزيد من أجلكم، وخصوصاً لنساعدكم على امتلاك منزلكم ومستقبلكم”.
التهرّب الضريبي
و أشار ترودو إلى عدم تسامح الحكومة مع ما يسمّى “التخطيط الضريبي المعقد” أو “تقاسم الأرباح” الذي تقوم به الشركات الهادفة لتفادي تطبيق الإجراءات الجديدة.
كما أنه وعد بقوانين تستهدف مكافحة تجنّب الالتزام، من أجل ضمان قيام الشركات بدفع ما يريد الليبراليون منهم أن يدفعوه.