“ترودو” ينتقد “المحافظين، في خطابٍ شديد اللهج
في خطابه الحزبي الأكثر حدّة منذ شهور، أكّد رئيس الوزراء “جاستن ترودو”، لمندوبي مؤتمر السياسة الليبرالية يوم السبت، على ضرورة مضاعفة جهودهم، لضمان الفوز في الانتخابات، من أجل منع المحافظين “المنفصلين” من السيطرة على الحكم.
وفي خطابٍ افتراضي دام ل 20 دقيقة، للآلاف من أعضاء الحزب، قال “ترودو” أن الزعيم المحافظ Erin O’Toole “لا يستطيع استيعاب” النضالات التي عانى منها الكنديون خلال العام الماضي خلال COVID-19.
وأشار إلى أن المحافظين، سيكونون أقل عطاءً لبرامج الإغاثة، وسيكونون حكّام الوباء غير الموثوق بهم، إذا ما تواجدوا في السلطة.
وبينما أقر معظم مجلس العموم بالإجماع، برامج الأوبئة، ادّعى ترودو أن O’Toole كان سيقطع إعانة الإغاثة الطارئة الكندية (CERB) وهي “شريان الحياة لملايين الناس خلال أسوأ أزمة اقتصادية منذ قرن”.
كما اتهم المحافظين بالكسل، وجادل بأنهم كانوا سيتركون الطلاب في مأزقٍ خلال الوباء.
دعم المحافظون برنامج CERB، ولكنّ O’Toole قال أنه قلِقٌ من أن مثل هذه المدفوعات قد تعرّض أخلاقيات العمل في البلاد للخطر.
قال O’Toole في ديسمبر/كانون الأول: “الكنديون لا يريدون CERB، إنهم يرغبون باستعادة حياتهم، والعودة العمل”.
* رئيس الوزراء، يتهم المحافظين بتضليل المعلومات:
قال “ترودو”، أن O’Toole وتجمّع المحافظين، قد قوضوا ثقة الجمهور في جهود الحكومة لشراء اللقاح، كما زرع الشكوك حول مسؤولي الصحة العامة المكلفين بقيادة كندا خلال الأزمة.
قال ترودو: “إلى أي مدى يجب أن تكون بعيداً عن تضليل المعلومات حول الصحة العامة واللقاحات، بينما هناك فيروسٌ قاتلٌ يأخذ منكَ أحبائك وأصدقائك وجيرانك؟”.
كان حزبُ المحافظين، قد أدانَ حملة التحصين الحكومية، التي بدأت بصعوبة بسبب نقص الإمدادات. حيث بقيت كندا لأسابيع، من بين الدول الغربية الأقل مرتبةً من حيث نشر اللقاح.
قال “ترودو”، أن نتائج اللقاح الموعود “تكثيفه”، بدأت تثمر، مع توزيع أكثر من 10 ملايين جرعة في جميع أنحاء البلاد حتى الآن، والعديد من اللقاحات في الطريق.
وقال أنّ “المحافظين و Erin O’Toole، قد أخبروا الكنديين ببساطة، أن الأمر قد يستغرق سنوات قبل أن يحصلوا على جرعاتهم. لكن الواقع مختلفٌ للغاية”.
* أكذيبٌ وانقسام:
بينما قال أن الحزب الليبرالي كان يضع “خطة حقيقيةً للمشاكل الفعلية” لكندا ما بعد الوباء، اتهم ترودو المحافظين بـ”تقديم الأكاذيب وتحريض الانقسام”.
لقد سخر من مندوبي حزب المحافظين، الذين صوتوا ضد قرارٍ في مؤتمرهم السياسي الشهر الماضي، للاعتراف بأن “تغير المناخ هو أمرٌ حقيقي”.
وقال: “إلى أي مدى يجب أن تكون منفصلاً عن الواقع، لترفض الاعتراف بحقيقة تغير المناخ، حتى بوجود الفيضانات التي غمرت أقبية الناس، وحرائق الغابات التي تمزق المجتمعات؟”.
كما شجّع النشطاء الليبراليين، على التواصل مع أفراد الأسرة والأصدقاء المحافظين، الذين قد يصابون بخيبة أمل من موقف هذا الحزب بشأن القضايا البيئية.””.
وخلال حلقة نقاشٍ حول المسائل المناخية يوم الجمعة، وصف وزير البيئة Jonathan Wilkinson التصويت بأنه “مذهل”، وقال أن المحافظين “يتخلّون” عن العمال، الذين سيكونون جزءاً من تحوّلٍ صديقٍ للبيئة.
وقال وزير الموارد الطبيعية Seamus O’Regan، أنّ حزب المحافظين قد فشل في معالجته لقضايا المناخ بشكلٍ هادف، وأنهم “وضعوا رؤوسهم في الرمال”.
كما قال النائب الليبرالي Marci Ien، وهو أحدُ مضيفي المؤتمر، أن المحافظين “يرفضون الاعتراف بأن تغير المناخ حقيقيّ”.
وبينما صوّت المندوبون المحافظون بفارق ضئيلٍ على قرار “حقيقة تغير المناخ”، فإن كتاب سياسة الحزب، يذكُر بالفعل “تغيّر المناخ”، ويتضمن بعض خيارات السياسة البيئية لحكومةٍ مستقبليةٍ يقودها حزب المحافظين.
وعدت حكومة O’Toole، بإطلاق خطّة لخفضِ انبعاثاتِ الغازات، المسبّبة للاحتباس الحراري في كندا.
وقال أنه سيُلغي ضريبة الكربون التي تفرضها الحكومة الليبرالية على المستهلكين، ولكنّه يؤيد فرض ضريبةٍ على مصادر الانبعاثات الصناعية الكبيرة.
ومع استطلاعات الرأي، التي تقول أن معظم الكنديين لا يملكون فكرة واضحة عن O’Toole، وما الذي يمثله، فقد سعى “ترودو” لوصفه يوم السبت، بأنه انتهازيٌّ سياسيّ، سيقول ويفعل أي شيء، فقط ليتم انتخابه.
وأكد أن O’Toole قدّم وعوداً خلال انتخابات قيادة حزب المحافظين، ولقد تخلى عنها الآن، لأنه يتجه نحو الوسط، ليجذب مزيداً من الناخبين المعتدلين.
كرر O’Toole تأييده لِحقّ الاختيار، لكنّ “ترودو” قال أن وعد O’Toole بالسماح بأصواتٍ حرةٍ، بشأن قضايا الضمير، مثل الإجهاض، يجعله مدافعاً خجولاً عن حقوق المرأة.
وادعى “ترودو”، أن نهج O’Toole المتزايد لعدم التدخل للتحكم في الأسلحة، يهدّد السلامة العامة.
وقال ترودو عن O’Toole: “يقول أنه يرغب بجعلِ المجتمعاتِ أكثر أماناً. وليحصل على دعم لوبي الأسلحة، وعدَ بجعل الأسلحة الهجومية قانونية مرة أخرى”.
قال “ترودو”، أن الحزب الليبرالي أحرز تقدماً أثناء وجوده في الحكومة، مستشهداً بمزايا الأطفال الكندية، وزيادة مدفوعات المعاشات التقاعدية لكبار السن، والتزام الحكومة بالبيئة، كنجاحاتٍ سياسية، وقال: “لا يزال هناك عمل للقيام به”.
وأشار إلى إن حكومته “ستدعم الشعب”، في الوقت الذي تشهد البلاد موجة ثالثة من الوباء، ووعدَ بمواصلة دعم الإيجار للشركات الصغيرة، والمدفوعات للكنديين العاطلين عن العمل.
في وقت سابقٍ، يوم السبت، صادقَ مندوبوا المؤتمر الليبرالي على سياسةِ الدخل الأساسي الشامل، و “صفقةٍ خضراءَ جديدة”، لتسريع الانتقال لمصادر الطاقة النظيفة، والمعايير الوطنية الجديدة لدور الرعاية طويلة الأجل في البلاد، من بين خيارات السياسة التقدمية الأخرى.
لم يُشر “ترودو” لهذه الأفكار في خطابه، ولكنه قال أن أعضاء الحزب هم “قلب حركتنا الليبرالية”، وسيؤلفون إجراءات حكومته.
وقال: “فيما يتعلق بالأشياء الكبيرة التي ما زالت بانتظارنا، فهي مثل كل شيء حققناه فعلاً، أعلم أنه يمكنني الاعتماد عليكم لتذكيرنا بأن الأفضل هو ممكن دائماً”.