من المتوقع أن يختتم بنك كندا عاماً تاريخياً يتميز بارتفاع معدلات التضخم و تشديد السياسة النقدية الصارمة برفع سعر الفائدة مرة أخرى يوم الأربعاء.
حيث يتوقع المتنبئون أن البنك المركزي سيرفع سعر الفائدة الرئيسي و الذي يبلغ حالياً %3.75 بمقدار ربع أو نصف نقطة مئوية الأسبوع المقبل.
في أعقاب الارتفاع السريع للتضخم هذا العام رفع بنك كندا سعر الفائدة الرئيسي ست مرات متتالية منذ أذار/مارس في سباق لتضييق الخناق على توقعات التضخم قبل أن تصبح غير مقيدة.
هذا و قام بنك كندا بتخفيض حجم زيادات أسعار الفائدة في أيلول/سبتمبر بعد رفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار نقطة مئوية تاريخية كاملة في تموز/يوليو.
بدوره ذكر محافظ بنك كندا Tiff Macklem عبر مؤتمر صحفي يوم 26 تشرين الأول/أكتوبر :
” نقترب من نهاية مرحلة التشديد هذه لكننا لم نصل بعد “.
و قالت Beata Caranci كبيرة الاقتصاديين في TD أن السياسة الأخيرة لبنك كندا بشأن المخاطر المتعلقة بارتفاع أسعار الفائدة تشير إلى أن البنك بدأ في التفكير في الآثار المترتبة على الزيادات الشديدة في أسعار الفائدة.
فيما حذرت نائبة محافظ بنك كندا Carolyn Rogers مالكي المنازل الجدد الذين لديهم رهون عقارية متغيرة السعر من المرجح أن يجدوا التكيف مع أسعار الفائدة المرتفعة مؤلماً.
و استشهدت Rogers ببحث جديد من البنك المركزي وجد أن نصف الرهون العقارية متغيرة السعر قد وصلت الآن إلى معدل بدء التشغيل حيث تغطي المدفوعات الشهرية لأصحاب الرهن العقاري رسوم الفائدة فقط.
و قال Stephen Gordon أستاذ الاقتصاد بجامعة لافال أن البحث عن الرهون العقارية يشير إلى أن البنك المركزي قد يرغب في إيقاف رفع أسعار الفائدة قريباً لرؤية آثار ارتفاع أسعار الفائدة في الاقتصاد.
حيث يجمع الاقتصاديون عموماً أن ارتفاع أسعار الفائدة قد يستغرق من عام إلى عامين حتى يتم الشعور به بالكامل في الاقتصاد.
كما حذر محافظ بنك كندا السابق Stephen Poloz مؤخراً من أن الزيادات الحادة في أسعار الفائدة سيكون لها على الأرجح تأثير أقوى على الاقتصاد مما يتوقعه الكثيرون.
وفي حديثه في مؤتمر في أوتاوا استضافته كلية آيفي للأعمال بجامعة ويسترن قال الحاكم السابق إن اقتصاد اليوم أكثر حساسية لأسعار الفائدة مما كان عليه قبل 10 سنوات بسبب مستويات الديون المرتفعة.
من جهته بنك كندا برر زياداته القوية في أسعار الفائدة بالقول أن الاقتصاد محموم و يحتاج إلى أسعار فائدة أعلى لخفض التضخم.
و بحسب Caranci فإن بنك كندا قد يجد بيانات التضخم الأخيرة مشجعة.
في غضون ذلك كانت مجموعات العمل قلقة بشكل خاص بشأن تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على التوظيف.
لكن الاقتصاديين مثل Gordon يقولون أن البطالة قد لا ترتفع بالقدر الذي ترتفع فيه عادة خلال فترات الركود لأن الاقتصاد يبدأ من نقطة بطالة منخفضة للغاية.
و في الأسبوع المقبل سينتبه مراقبو السوق إلى حجم رفع سعر الفائدة بالإضافة إلى سياسة بنك كندا في بيانه الصحفي للحصول على تلميحات حول ما إذا كان ينبغي توقع المزيد من رفع أسعار الفائدة..