توصّلت دراسة استقصائية إلى أن العديد من الكنديين لجأوا إلى الطعام لمواجهة الشعور بالوحدة أثناء الوباء. ويمكن أن يفسّر ذلك زيادة الوزن التي عانى منها حوالي (57.9٪) من الذين شملتهم الدراسة.
من بين 9991 شخص أجابوا على استطلاع حديث أجرته جامعة Dalhousie في Nova Scotia، بالتعاون مع Caddle، عن تغييرات غير مقصودة في وزنهم منذ بداية الوباء.
واعترف 42.3٪ منهم باكتسابهم الوزن. لكن وعلى العكس من ذلك، لاحظ 15.6٪ من المستجيبين عدم وجود تغيير ملحوظ في وزنهم.
وقد اكتسب حوالي 37.3٪ من بين أولئك الذين لاحظوا زيادة وزنهم ما بين 2.72 و 4.5 كيلوغرام.
و أكّد Sylvain Charlebois، المدير الأول لمختبر جامعة Dalhousie للعلوم التحليلية في الأغذية الزراعية، أن تقلبات الوزن طبيعية على مدى العمر.
وأوضح: “نميل إلى اكتساب المزيد من الوزن مع تقدمنا في العمر حتى لو تناولنا نفس الكمية من الطعام كما في السابق، وذلك بحسب بحثٍ حديث وجد أن تحول الدهون في الأنسجة الدهنية يتناقص مع تقدم العمر”.
ومن بين الأهداف المعلنة للمسح هو استطلاع آراء السكان حول العوامل التي أثّرت بشكل كبير على عادات الأكل لدى الكنديين خلال الـ 14 شهراً الماضية.
وتابع :”علمنا أن 67٪ من الكنديين الذين شملهم الاستطلاع اعترفوا بأن التوتر كان العامل الأكثر تأثيراً على حياتهم الشخصية على مدار الـ 14 شهراً الماضية، حيث يلجأ الكثيرون للطعام في أوقات التوتر”.
و لم تتفاجأ الدكتورة Stephanie Chevalier، الأستاذة المساعدة في كلية التغذية البشرية بجامعة McGill، حيث أوضحت: “سيتعامل الناس مع التوتر بشكل مختلف تماماً في سياق الحجر، حيث سيلجأ الناس إلى الطعام لأنه يبعث على الراحة. فهم متواجدون في المنز ، ولديهم إمكانية الوصول إلى الطعام في كافة الأوقات. تناول وجبة خفيفة أمر ٌ سهل عندما تعمل من في المنزل”.
كما اقترحت الاستفادة من الأجواء اللطيفة لأخذ استراحة من جهاز الكمبيوتر بين الحين والآخر ، أو الذهاب في نزهة لمدة 10 دقائق، حتى داخل المنزل.
و أضاف Charlebois أن الناس لا يميلون إلى التنقل بالقدر الذي اعتادوا عليه، نظراً لتقليص الوقت الذي يقضونه في التنقل وشراء الحاجيات.
و تُرجمت الهجرة إلى العمل عن بُعد إلى نمط حياة أكثر استقراراً، ناهيك عن الافتقار إلى الاتصالات. وتم استبدال التجمعات في أماكن العمل بمحادثات افتراضية وجيزة( إن وجدت).
و لعبت الوحدة أيضاً دوراً في علاقة الكنديين بالطعام، حيث اعترف 48٪ من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع أن تناول الطعام يجعلهم يشعرون بتحسن في حال شعورهم بالوحدة، بينما قال 61.3٪ إن تناول وجبة خفيفة بين الحين والآخر ساعد على رفع معنوياتهم منذ أن بدأ الوباء.
وأشار Charlebois إلى أن هذه النتائج والتعليقات التي تركها المستجيبون تظهر أن الكثير من الناس كانوا معزولين وربما شعروا بالاكتئاب.
كما أظهر الاستطلاع دور العزلة والفصل بين الناس وأصدقائهم وزملائهم، وأنها كانت من أكبر التحديات التي يواجهها الناس.
فعلى سبيل المثال، يعتبر 67٪ من الكنديين أن الانفصال عن أحبائهم هو من أهم أسباب الضغوط النفسية.
و بالإضافة إلى ذلك، فقد أثّر فقدان الروتين الطبيعي نتيجة الوباء على عادات الأكل وطقوس تناول الطعام.
و قال 8.8٪ فقط ممن شملهم الاستطلاع إنهم كانوا قادرين على تنظيم وجبات الطعام، بينما أشار 32.5٪ منهم إلى أنهم كانوا قادرين على القيام بذلك في معظم الأوقات.
المنهجية
تم إجراء استطلاع جامعة Dalhousie بالتعاون مع Caddle في أبريل/نيسان 2021، و بمشاركة 9،991 شخص. هامش الخطأ هو +/- 1.3٪ ، 19 مرة من 20. و يعود السبب في اختلافات في المجاميع إلى التقريب.
المصدر: CTV