لأكثر من 7 عقود، قامت الحكومة الفيدرالية بنشرِ دليلِ الجنسية الكندية ، وهو كتيّبٌ يتناول في طيّاته تاريخ كندا، وجغرافيتها، وهيكلها السياسي، والمبادئ الأساسية التي تخوّلك أن تكون مواطناً صالحاً.
بالرغم من ذلك، فالإصدار الحالي لم يتم تحديثه منذ أكثر من عقد من الزمان، الأمر الذي أثار انتقاداتٍ، بسبب استخدام المصطلحات القديمة، وإهمال تصحيح اللحظات المظلمة من ماضي كندا، بما فيها محاولات استيعاب الشعوب الأصلية بالقوة.
في عام 2015، تضمنت إحدى “الدعوات إلى العمل”، والتي صدرت عن لجنة “الحقيقة والمصالحة”، أن مجموعة المعلومات التي يتم تقديمها للوافدين الجدد، يجب أن تعكس تاريخاً أكثر شمولاً لشعوب كندا الأصلية المتنوعة، بما فيها معلوماتٍ حول المعاهدات، وحول تاريخ المدارس الداخلية.
و يتضمن الدليل الحالي فقرةً واحدةً فقط، تتعلق بالمدارس الداخلية.
بعد سنواتٍ من التأخير – وفي أعقاب الاكتشاف الأخير لمئاتٍ من القبور من دون شواهد، والتي عُثر عليها في موقعِ المدارس السكنيّة السابقة في (Kamloops – بريتيش كولومبيا)، و في (Marieval – ساسكاتشوان) – تتوقع الحكومة الفيدرالية الآن، أن يتم نشر هذا هذا لاحقاً.
لذلك، فإن دليلاً دراسيّاً جديداً، من شأنه أن يقدم صورةً أكثر “صدقاً” لماضي البلاد، ولحاضرها.
وفي هذا الصدد قال ” الكسندر كوهين ” السكرتير الصحفي لوزير الهجرة ” ماركو مينديسينو ” : “سوف يعطي الدليل الجديد للكنديين الطَّموحين صورةً متجانسة عن تاريخ بلادنا، بما فيها من معلوماتٍ مستفيضةٍ عن اللحظات المظلمة لكندا”.
وأضاف” أن الدليل سوف يتضمن قسماً فيه تلخيصٌ لمحاولات الحكومة لإجبار الشعوب الأصلية على تبني العادات الأوروبية، وذلك من خلال سياسات “مصمَّمة لإنهاء أساليب حياة السكان الأصليين، ولغاتهم، ومعتقداتهم الروحية”.
وأردف قائلاً: “يتضمنُ الدليلُ وصفاً شاملاً للأهوال التي حصلت في المدارس الداخلية، مثل الاعتداء الجسدي والجنسي، وحقيقة أن العديد من الأطفال قد ماتوا في مدارس داخلية، وتم دفنهم في قبورٍ لا تحمل أية شواهد ” .
كما سيتطرّق الدليل الجديد إلى تاريخ العبودية في كندا، وإلى التمييز ضد المهاجرين الصينيين ، وسيذكر حادثة Komagata Maru، التي تسببت بمنع أكثر من 350 مهاجراً من جنوب آسيا، من دخول كندا ، واعتقال الكنديين اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية، و هدم Africville، وهو مجمع للكنديين من ذوي الأصول الإفريقية في ” هاليفاكس ” .
كما سيذكر الدليل الجديد نساء كندا من السكان الأصليين، المفقودات منهنّ، والمقتولات.
وسيقرّ الدليل بوجود العنصرية المنهجية، والجهود المبذولة لمكافحتها، فضلاً عن معلوماتٍ جديدة تتعلق بمجموعةٍ متنوعةٍ من المجموعات الأقل تمثيلاً تاريخياً، مثل الأشخاص الناطقين بالفرنسية، والنساء، والكنديين ذوي الأصول الإفريقية، ومجتمع المثليين LGBTQ2، والكنديين ذوي الإعاقة، بحسب ما قال ” كوهين ” .
بعض الأشخاص الذين سيتم ذكرهم في الدليل:
– Olivier Le Jeune، وهو أحد أوائل الأفارقة المستعبدين.
ـ Boyd Whiskeyjack، عضو مجلس إدارة جمعية Edmonton 2 Spirit.
– قادة السكان الأصليين، مثل السيناتور Murray Sinclair و Nora Bernard .
– ناشطات نسويات بارزات، مثل مصممة الطائرات Elsie MacGill و Idola Saint-Jean، الصحفية في كيبيك وبطلة حق المرأة في التصويت.
– اللاجئون، مثل قاضية المحكمة العليا Rosalie Abella و Sharmarke Dubow.