بعد فترة طويلة من ترك زملائه للعبة الجليد “الهوكي” بعد تغيير الخطط، كان أحد الأولاد قد استمرّ في مطاردة قرص الهوكي بتصميم، و بوجهٍ مشرق.
نادى المدرب: “يامن ، يامن، تبديل ! ”
الطفل، الذي تملّكته فرحةٌ طفوليةٌ من المباراة، نظر إلى مقاعد الاحتياط، واستمع إلى أمر مدربه، وبدأ التزلج بابتسامة عريضة.
في الساحة في “سانت جون”، يشبه “يامن باي” أي صبيٍ آخر يبلغ من العمر 11 عاماً في “أفالون سلتكس”، إنه متحمسٌ وسعيدٌ كلياً.
قبل عام، كان حديث كافة وسائل التواصل الاجتماعي، تحت عنوان “طفل سوري لاجئ، يرغب بشدة أن يلعب الهوكي مع أصدقائه، لكنه لا يملك أية معدات”.
كان الرجل الذي قام بنشر المنشور على مواقع التواصل، جالساً في مقعد الفريق المنافس في صباح يوم الأحد بالذات، يقود فريق ابنه في مباراة ودية ضد فريق “باي”.
” الناس مذهلون”
الرجل إسمه “مايكل دويل”، وهو يرفض أن يكون له فضلٌ في حصول “باي” على فرصة اللعب على الجليد، و في أي شيء قد أنجزه الطفل منذ ذلك الحين.
نشر “دويل” هذا المنشور، بعد أن قدِم أحد الجيران وقال له إن هناك صبياً صغيراً، يحتاج لمساعدة ليلعب الهوكي.، فنشر دويل التغريدة السابقة على إثر هذا الطلب، وتم انتشار التغريدة كالنار في الهشيم.
قال “دويل”: “في غضون 20 دقيقة، بدأت حاجيات اللعبة، تصل إلى بيتي. بدأ الناس أيضاً يجمعون الأموال، وتمكنوا من جمع مبالغ ومعدات تكفي لتسجيل ثلاثة أطفال في لعبة هوكي صغيرة.
وأضاف: “كان الناس مذهلين”. “اجتمع المجتمع كله، لم أختبر شيئاً مماثلاً.”
أثارت القصة اهتمام مذيعTSN “جيمس دوثي”، حيث كتب فصلاً من كتابه الجديد “Beauties”، عن “يامن باي”.
يامن المولود في محافظة حلب بسوريا، كان قد هرب برفقة عائلته إلى العراق، عندما اشتدت الحرب في البلاد. وسافر مع والدته وشقيقتيه وشقيقه إلى كندا في نهاية المطاف، حيث استقروا في “سانت جون” في مارس/آذار من عام 2019.
ومنذ ذلك الحين عثر على مكان له مع فريق “Avalon Celtics”.
قال “باي” بعد المباراة: “أنا أحب الهوكي، لأنني أحب فريقي”.
مدرب المستقبل؟
أصبح لدى “يامن” سببٌ جديد ليفخر به، فقد فاز فريق “سيلتكس” في بطولة عيد الميلاد وفاز “باي” بأول ميدالية ذهبية له، بعد أقل من عام على ممارسته لهذه الرياضة.
قال دويل: “إنه طفلٌ ودودٌ، ابتسامته جميلة، تراها تنتشر بين اللاعبين والمدربين والآباء الآخرين. إن ما يميز قصته ، هو الإيجابية التي تسيطر على حلبة التزلج بسببه، إنها فرحة التي يحققها بلعبه الهوكي. يأتي إلى حلبة التزلج مبتسماً، ويغادرها بابتسامة”.
ويؤكد “يامن” أنه يريد أن يصبح مدرباً في المستقبل ” ، ولن ينسى بأي حالٍ، الكرَم الذي أظهره الناس، عندما احتاجت عائلته القليل من المساعدة،.
ختم قائلاً “أريد أن أشكر كلّ شخصٍ ساعدني في لعب الهوكي”.