في 22 يناير/كانون الثاني ، و في حوالي الساعة 5 مساءاً ، كانت ياسمين صالحي تسير في أحد المواقف في محطة حافلات EXO بالقرب من زاوية شارعي St-Antoine و Mansfield.
لكن ولسوء حظها، تعرضت للصدم من قبل حافلة مسافرة على طريق St-Antoine باتجاه Mansfield و تم نقلها إلى المستشفى وهي في حالة حرجة لكنها ومع الأسف لم تنجو.
وقد صرح متحدث باسم شرطة مونتريال أن تحقيقهم في ما حدث مع ياسمين خلُص إلى عدم وقوع أي جريمة مقصودة.
لكن والدتها، Laleh Tajrobehkar، قالت إن الشرطة لم تتواصل معهم كما يجب، وأنهم لم يُخبروهم بأن السائق لن يواجه أي اتهامات، وأضافت أن التحقيقات لم تكن كاملة، و إنه لا يزال هناك الكثير من الأشياء التي لم يتم شرحها بعد.
وتساءلت ” هل تم اختبار سائق الحافلة لمعرفة ما إذا كان يتعاطى الكحول أو المخدرات؟”
كما ذكرت أن المحقّق أخبرها أن ابنتها كانت مرئية تماماً من كاميرات المراقبة التي حصلوا عليها، لأنها كانت ترتدي سترةً بألوان زاهية “.
وتساءلت “كيف كان من الصعب عدم ملاحظتها من قبل السائق وهي تسير في الشارع”.
وقد صرّح مكتب الطب الشرعي في كيبيك أن عمليات التحقيق في الوفاة جارية على قدم وساق ، لكن و كما جرت العادة في التحقيقات النشطة ، لن يقوم بتقديم المزيد من التفاصيل حالياً.
إجراءات السلامة الجديدة تثير مزيداً من التساؤلات
هذا وقد أكد متحدث باسم هيئة النقل EXO أنه لم يكن هناك إهمال من جانب السائق وأن الاصطدام لم يكن بسبب السرعة أو المناورة الخطرة.
و أضاف أنه تم تنفيذ عدة احتياطات إضافية في المحطة منذ وفاة ياسمين ، يشمل ذلك وضع المزيد من اللافتات ، و تعيين مفتشين في المحطة في جميع الأوقات، بالإضافة إلى تذكير سائقي الحافلات بتوخي الحذر الشديد حول المشاة في مواقف الحافلات ، و و وضع المزيد العلامات على الطرق في الربيع.
لكن بالنسبة إلى والدة ياسمين ، فإن هذه الخطوات تثير المزيد من الشكوك. حيث قالت:”إذا لم يكن هناك أحد مخطئ ، لماذا أضافوا حراساً جدداً؟ إذا لم تكن هناك مشكلة في المحطة ولم يخطئ أحد فلماذا يجب عليهم إضافة كل هذه الإجراءات ؟”
وتابعت ” أرى أن هذا اعترافٌ بالخطأ. هم كانوا يعلمون أنه يجب عليهم تصحيح شيء ما، لكنهم قاموا بتصحيحه بعد فوات الأوان، بعد مقتل ابنتي”.
كما قام والدا ياسمين بتعيين محامي، و جنّدوا بقية أفراد العائلة والأصدقاء للمساعدة في إجراء تحقيقهم الخاص .
و قالت والدتها: ” نحن لا نبحث عن أي شيء من الناحية المالية. كما نعلم أننا لن نحصل على تعويض كافي. نحن فقط نريد معرفة ما حدث”.
هذا وقد صرح مكتب الطبيب الشرعي إنه لا يوجد جدول زمني لموعد انتهاء تحقيقهم. و تعتقد الوالدة أن هذا الأمر قد يستغرق فترةً قد تصل إلى السنة.
و أكدت أنها ستستمر في طرح نفس الأسئلة على نفسها حتى انتهاء التحقيق: كيف يمكن للسائق ألا يرى ياسمين؟ و إذا كان موقف الحافلة آمناً للغاية ، فلماذا قاموا بتغييره بعد وفاة ابنتها؟
الإرث الذي تركته ياسمين
و على الرغم من حزن العائلة الشديد على انتهاء حياة ابنتهم بشكل مأساوي ، إلا أنهم يحاولون جمع الأموال لمساعدة الآخرين وإحياء ذكراها ، حيث بدأوا حملةً لجمع التبرعات لبنوك الطعام الكندية.
و كتبوا على الصفحة الخاصة بجمع التبرعات”إذا كنت تعرف ياسمين ، فأنت تعلم أنها تهتم كثيراً بمساعدة المحرومين”.
وكانوا يهدفون لجمع 27000 دولار ، لتمثل ال27 عاماً من عمر ابنتهم ياسمين.
لكن وبحلول يوم الثلاثاء تم تجاوز ذلك بكثير، حيث تم التبرع بأكثر من 56000 دولار. و قام المُتبرعون على صفحة جمع التبرعات بالتعبير عن مشاعرهم تجاه ياسمين. حيث كتب أحدهم:”أنتِ محبوبةٌ جداً يا ياسمين ، وأنا ممتنّ لأنه أتيحت لي الفرصة لكي أكون جزءاً من حياتك. ارقدي بسلام”.
هكذا تريد والدتها أن يتذكر الناس ابنتها، بسبب لطفها وذكائها و الفرح الذي جلبته لكل من يعرفها.
و قالت ” لقد كانت ياسمين فراشة اجتماعية ، و كانت تملك العديد من الأصدقاء ، و اختارت دراسة علم النفس والعلاج المهني بعد أن نشأت مع شقيقٍ مصاب بالتوحد” .