تحدث رئيس الوزراء جاستن ترودو عن التحدي الثنائي الكبير لكندا، لا سيما المنافسة الاقتصادية المباشرة مع الولايات المتحدة، مؤكداً أنه لطالما كانت التنافسية مع الولايات المتحدة تحدياً بالنسبة لكندا سواء في عهد ترامب أو كل إدارة سابقة.
وقال في بيان له أن كندا ستكتشف دائماً طرق جديدة للتأكد من أن كندا تتمتع بمجال كبير للنمو، جنباً إلى جنب مع قوة عاملة موثوقة ومتنوعة ومتعلمة جيداً تأتي مع رعاية صحية مدمجة تجعل كندا مكاناً جذاباً للاستثمار.
وأشار ترودو إلى مثالين محددين، الأول قيام شركة الصلب العملاقة ArcelorMittal Dofasco بتحويل مصنعها في هاميلتون لجعله أقل كثافة للكربون، وذلك باستخدام أفران القوس الكهربائي بدلاً من أفران الصهر التي تعمل بحرق الفحم لخفض انبعاثات الكربون السنوية بنسبة تصل إلى 60٪.
تم تمويل هذا المشروع من قبل الحكومة الفيدرالية وحكومة المقاطعة وهو أول منشأة رئيسية لصناعة الصلب في أمريكا الشمالية تقوم بإجراء التحول، وسيبدأ العمل في السنوات الأربع المقبلة.
والثاني هو إعلان General Motors الشهر الماضي أن منشأة التجميع الخاصة بها في أونتاريو، ستصبح الأولى في البلاد التي تنتج فقط السيارات الكهربائية، مع هدف 50000 شاحنة وشاحنة سنوياً بحلول عام 2025.
تعد المعادن اللبنات الأساسية للبطاريات التي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من وسائل النقل والتكنولوجيا في القرن الحادي والعشرين أساسية في هذا الجهد.
وقد قفزت كندا ثلاث نقاط إلى المركز الثاني في تصنيف BloombergNEF السنوي للمنافسين في سلسلة التوريد العالمية لبطاريات الليثيوم، وذلك بفضل الإمداد والطلب المتزايد في أمريكا الشمالية والطاقة النظيفة الأولية القوية.
من الجدير بالذكر أن الحكومة الفيدرالية خصصت 3.8 مليار دولار هذا العام وحده لتعزيز جهود التعدين والمعالجة، فضلاً عن تصنيع المكونات وإنتاج المركبات الكهربائية، كما أبرمت شركة Stellantis شراكة مع LG في مصنع للمركبات الكهربائية بقيمة 4 مليار دولار في وندسور.
تحتل البلاد المرتبة الثانية بعد الصين الرائدة عالمياً في تكرير معادن البطاريات، والتي تضم 75٪ من إجمالي قدرة تصنيع البطاريات في جميع أنحاء العالم.
وقالت BloombergNEF في تقريرها لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني إن الولايات المتحدة لا تزال في المركز الثالث، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنها ستظل معتمدة على واردات المواد الخام للبطاريات، وخاصة من شركائها في التجارة الحرة، وهذا يشمل كندا على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تميل إلى ذكرها بالاسم.
تجدر الإشارة إلى أنه لضمان بقاء كندا منافساً للولايات المتحدة وفي نفس فئة الوزن، تحتاج إلى التركيز على “البنية التحتية المعززة للتجارة، بما في ذلك مرافق الموانئ الموسعة للحفاظ على سلاسل التوريد قوية، فضلاً عن ضمان مشاركة المزيد من الكنديين في القوى العاملة.