هافنتغون بوست : تابع أبناء الجالية اللبنانية في كندا وقائع ومجريات الانفجار المرعب والمميت الذي استهدف عاصمة وطنهم الأم مدينة بيروت، يوم الثلاثاء، وما تسبب به من دمار وخراب وآلاف الضحايا ما بين قتيل وجريح.
ففي ظل محاولتهم مكافحة حزنهم، سارع اللبنانيون الكنديون، إلى صب كل اهتمام على كيفية مد يد المساعدة لأبناء وطنهم، خصوصاً أنّ “المجتمع اللبناني الضيق في مونتريال، حتماً له ارتباطات شخصية في لبنان منهم من أُصيب أو قضى في المأساة”، حسب ما قالت لمياء شارليبوا، التي تدير صفحة فيسبوك اجتماعية.
ففيما أعلن مسؤولون لبنانيون عن أنّ الانفجار دمّر مساحة واسعة جداً من العاصمة اللبنانية بيروت، امتدت على عشرات الكيلومترات، ما عادت تحتوي لا على أبنية ولا على جدران أو سيارات، والزجاج انتشر في كل الأماكن، إضافة إلى مصرع أكثر من 135 شخصاً وإصابة نحو 5000 آخرين، فيما عمليات البحث لا تزال جارية، فإنّ شارليبوا، توفى صديق لها وآخر فقد إحدى عينيه في الانفجار، وقالت: “جميعنا لدينا شخص مصاب، أو لم يتم العثور عليه حتى الآن، أو مات.. كلنا مرعوبون وحزانى للغاية، الألم واليأس يسيطران علينا، ولكن في الوقت نفسه نحن نعمل ونسعى لحشد أكبر مساعدة ممكنة وبكل الطرق أو الأساليب”.
أحمد معطي من فوغان
*من جهته، أكد محمد معطي (من فوغان) أنّ جمع التبرّعات هو أحد الطرق القليلة للشعور بالفائدة من الجانب الآخر من العالم.. لافتاً إلى أنّه كان “على الهاتف مع أشقائه في العاصمة اللبنانية عندما دمّر الانفجار جزءاً من المدينة، وسمع الطفرة والذعر الذي أعقب ذلك”.
وشدد معطي على أنّ “هناك شعور بالعاطفة المختلطة، بالامتنان لأننا في بلد عظيم مثل كندا، وفي الوقت نفسه نشعر بالذنب الشديد لأنه لا يمكننا العودة إلى المنزل مع أفراد العائلة والأصدقاء ونساعد في الواقع مع قال كارثة”.
وكشف عن أنّه بدأ وآخرون في مجموعة “لبنانيون في كندا”، التي أسسها على فيسبوك، بالعمل على جمع الأموال على أمل أن يتمكنوا من جعل الأمور أسهل قليلاً لمن هم في لبنان.
أحمد عراجي وجمع التبرعات
*أما رئيس نادي أوتاوا اللبناني أحمد عراجي فقال: “أجد صعوبة بتفسير حجم المأساة بالكلمات، فنحن بالخارج لا يمكننا تقديم إلا القليل أمام هول الكارثة. لقد مرت البلاد بالكثير، وهذا هو آخر شيء يمكن أن يتوقع الناس الآن، خاصة مع الأزمة الاقتصادية، ذروة الفقر، انهيار العملة و19COVID”.
وفي مسعى لبلسمة جراح أبناء الوطن، بدأت مجموعته بجمع التبرعات عبر الإنترنت، محققة آلاف الدولارات في وقت مبكر من بعد ظهر الأربعاء لصالح الصليب الأحمر اللبناني والمستشفيات.
وقالت شارليبوا: “لبنانيو كندا يدعمون بعضهم البعض، وقد شعروا بالارتياح من مكالمات ورسائل التعزية من الأصدقاء والغرباء من جميع أنحاء كندا”.
شارل أبو خالد
من جهته، قال رئيس جمعية رجال الأعمال الكنديين واللبنانيين شارل أبو خالد: “المناقشات جارية بالفعل مع الحكومة الفيدرالية لإرسال مساعدات غذائية وطبية طارئة، فالانفجار أدى إلى تدمير جزء كبير من احتياطيات الحبوب في لبنان، ومستشفيات بيروت تضرّرت، وتفتقر إلى الأدوية”، مشيراً إلى أنّ “اللبنانيين شعب واجه عقوداً من المآسي، بما في ذلك الحرب الأهلية والهجمات الإرهابية المتفرقة. نحن حقّاً في حالة من الصدمة والشك.متى سينتهي هذا الكابوس؟”.
تضامن كندي
*وفي حين نكّست مونتريال علمها إلى منتصف الصاري، أعلنت القنصلية اللبنانية في المدينة وقفة احتجاجية على ضوء الشموع ليلة اليوم الخميس، فيما حثّت شارليبوا الحكومة الكندية على المساعدة عن طريق إرسال فرق الاستجابة للكوارث، وخبراء بيئة، ومواد بناء، لأن مساحة المنازل التي دمرت وساعة جداً.
يذكر أنّ المحقّقين في لبنان بدأوا بالبحث في حطام المدينة عن أدلة حول سبب الانفجار، حيث أمرت الحكومة بوضع موظفي الميناء قيد الإقامة الجبرية وسط تكهّنات بأن الإهمال هو السبب، ولعل ما يؤسف له هو أنّ من بين المتوفين نزار نجاريان الذي كان يقيم في كندا لفترة طويلة، إضافة إلى إعلان القوات المسلحة الكندية عن إصابة أحد أعضائها.
وختاماً.. لا تزال التحقيقات مرتكزة على كيفية تخزين 2500 طن من نيترات الأمونيوم، وهي مادة كيميائية شديدة الانفجار تستخدم في الأسمدة، في منشأة الميناء لمدّة ست سنوات.. من المسؤول؟!
المصدر: Huffington Post