كانت الساعة 2 صباحاً عندما أراد Sam Neuman العودة إلى بيته من منزل صديقه في مونتريال. وبعد مضي ساعة ونصف، مع أكثر من 10 محاولات حجز، تمكّن من العثور على سيارة Uber.
وأوضح Neuman: “أصبحت Uber الملاذ الأخير، وفي حالات الضرورة القصوى فقط. عادةً ما أعتمد على النقل العام ، أو الدراجة بمجرد ذوبان الثلج”.
وفي غضون ذلك، سلّط Alexis Douglas الضوء على الجانب الآخر من الصورة، نظراً لأنه عمل لدى أوبر منذ قدومها إلى كيبيك في عام 2016. واستفاد من حقيقة أنه ولكي تتمكن من العمل لدى Uber، ما عليك سوى إكمال رحلة واحدة في الشهر، بالإضافة إلى القيام بفحص السيارة واجتياز اختبار القيادة عبر الإنترنت.
وقال: “كسائقين، نحن نعتمد على (ارتفاع التسعيرة المفاجئ/Surge Pricing)، ومن دونه لا يمكن أن نربح أكثر من 20 دولار في الساعة. وكسائقين شخصيين ، يتعين على سائقي Uber دفع تكاليف التأمين وصيانة السيارات والوقود ، إلى جانب الضرائب العادية”.
يُذكر أن الارتفاع المفاجئ في التسعيرة يحدث عندما يكون الطلب على السائقين مرتفعاً ويكون التوافر منخفضاً. على سبيل المثال: تعتبر الأسعار المرتفعة أثناء العاصفة الثلجية أو غيرها من الظروف الجوية الصعبة بمثابة حافز لسائقي Uber للتوجه إلى الطرق.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة Uber أعلنت في 11 مارس/آذار أنها ستضيف رسوماً إضافية مؤقتة على الوقود لسيارات الأجرة التابعة لها لتعويض ارتفاع تكاليف البنزين. حيث سيُفرض على الراكب 50 سنتاً إضافية على كافة الرحلات، وستكون هذه التكلفة الإضافية من نصيب السائق.
ونوّه Douglas إلى أن زيادة التسعيرة تخلق معضلة لكل من العميل والسائق، وقال: “عندما يكون هناك نقص في السائقين ، ينتهي بنا الأمر بإلغاء الكثير من الطلبات ، لأننا نعلم أنه يمكننا الحصول على طلب آخر على الفور”.
وأشار إلى أحد السيناريوهات الشائعة التي يقبل فيها الطلب، ثم تحدث زيادة مفاجئة في التسعيرة، وتابع قائلاً:”عادةً ما أقوم بإلغاء الطلب العادي وانتقل إلى الطلب الذي يتضمن زيادة في التسعيرة. إنه أمر محبط للغاية بالنسبة للزبون”.
والجدير بالذكر أن الطلب أقل من المعتاد حالياً بسبب القيود الصحية لـ COVID-19 والتداعيات الأخرى للوباء، لذلك نادراً ما يكون هناك ارتفاع في التسعيرة.
لكن بالنسبة لDouglas، هناك أسباب إضافية تثنيه عن العمل أكثر بجانب المال، وأوضح: “أعتقد أنه مزيج من العوامل. يحجم السائقون عن العمل لأنهم لا يريدون أن يمرضوا”.
وأكّد أن هذا الأمر يضع السائقين في مأزق مزدوج، حيث يعتمد سائقو Uber على معدلات رضا العملاء العالية. ويسمح نظام التصنيف ثنائي الاتجاه الخاص بالشركة للسائقين والركاب بتقييم بعضهم البعض بناءاً على تجربة رحلتهم. ما يعني أن Douglas يحاول تجنّب الحجج بأي ثمن، في الوقت الذي يحافظ فيه على وعي شديد بالمخاطر الصحية.
وعلى الرغم من أن السائقين والعملاء يجب أن يلتزموا بارتداء الكمامات في جميع الأوقات ، إلا أن إثبات تلقّي اللقاح غير مطلوب. وبيّن مدير الشؤون العامة في Uber Quebec، أنهم سيعيدون النظر في تفويض ارتداء الكمامات مع تخفيف لوائح COVID-19 الإقليمية.
وتجدر الإشارة إلى أن المشاكل التي يواجهها سائقو وعملاء Uber لم تؤثر على الشركة، فالطلب يتجاوز العرض بشكل كبير. كما رفعت الشركة التي تدير Uber ، (Uber Technologies Inc، توقعات أرباحها في الربع الحالي في 7 مارس/آذار ، مشيرة إلى انتعاش في الطلب على خدمات التوصيل بعد الانخفاض خلال موجة Omicron.
وأوضحت الشركة أن الرحلات تعافت بنسبة 90٪، كما تعافت الحجوزات الإجمالية بنسبة 95٪ في فبراير/شباط مقارنةً بفترة 2019.
وفي الوقت نفسه، شهدت أعمال التوصيل في Uber ، والتي تشمل Uber Eats ، طلباً قوياً مع معدل تشغيل سنوي للحجوزات وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في فبراير/شباط.