في ظل جائحة COVID-19، بدأت أسعار المنازل في كندا بتحدّي الجاذبية، في ظل الطلب المتزايد على العقار، إلا أنّه وبينما يرى البعض أنّ انخفاضاً مزدوج الرقم سيحصل في المستقبل، تعتقد “كابيتال إيكونوميكس” أنّه رغم نقاط الضعف، فإنّ أسعار المنازل سترتفع بنسبة 12% في نهاية 2022.
وقال خبير الاقتصاد في “كابيتال” ستيفن براون بأنّ مبيعات المنازل وأسعارها شهدت مكاسب قياسية خلال الصيف، لكن ليس كل أنواع المساكن تشهد نفس الطلب، إذ رغم أنّ جمعية العقارات الكندية لا تقسّم بياناتها إلى نوع الإسكان، فقد علمنا من بيانات العقارات المحلية أن مبيعات المنازل تتجاوز مبيعات الشقق”.
ففي منطقة تورنتو الكبرى، على سبيل المثال، ارتفعت مبيعات المنازل بنسبة 50% في آب / أغسطس عن العام السابق، بينما ارتفعت مبيعات الشقق بنسبة 11%. وحتى تاريخه، ارتفعت مبيعات المنازل بنسبة 1%، بينما انخفضت مبيعات الشقق بنسبة 17%.
وتشير نسبة المبيعات إلى القيد الجديد للمنازل أيضاً، لجهة ارتفاع الأسعار بنسبة 10%، لكن نسبة الشقق تشير إلى انخفاض بنسبة 5%.
أسباب زيادة العرض والطلب
وهناك عدة أسباب لذلك، فقد أدّى العمل من المنزل إلى زيادة الطلب على مساحات معيشية أكبر، كما أدّى ارتفاع البطالة بين الفئات ذات الدخل المنخفض بسبب الوباء إلى تضرّر سوق إيجار الشقق، إضافة إلى أنّ انخفاض الهجرة أسفر عن خفض الطلب على الشقق، وهذا صحيح بشكل خاص في تورونتو وفانكوفر.
لكن “كابيتال” تشير إلى أن الشقق لا تشكّل سوى جزءاً متواضعاً من السوق، فحتى في تورنتو ذات الشقق الغالية، تمثّل الشقق في الأوقات العادية ما يزيد قليلاً عن 25%، حيث قال براون: “على الرغم من هذا الضعف، فإن نسبة المبيعات الوطنية إلى القائمة الجديدة تشير إلى مكاسب قوية في الأسعار”.
صراع السوق والوباء
من هنا يتبدّى دائماً سؤال حول إلى متى سيستمر الوباء؟، وهل سيصبح العمل من المنزل دائماً؟، ومتى ستعود الهجرة إلى طبيعتها؟.
وتبقى الأجوبة على الأسئلة السابقة مجهولة، لكن “كابيتال” تبني توقّعاتها على 3 نقاط من أساسيات السوق.
وتعتقد “كابيتال” أنّ بعض التحوّل إلى العمل من المنزل على الأقل سوف يستمر، ما يعني أنّ حصة الدخل التي يرغب المشترون في إنفاقها على المسكن سترتفع. ومن المرجّح أيضاً أنْ يستمر سعر منازل الأسرة الواحدة في الارتفاع مقارنة بالشقق، وهو عكس الاتجاه الذي شوهد منذ عام 2017.
*العامل الثاني هو أنّ معدلات الرهن العقاري ستظل منخفضة لفترة طويلة، وربما سنوات. ووفقاً لبيانات RateSpy.com، انخفض متوسّط المعدل الثابت لخمس سنوات إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 1.99% في أيلول / سبتمبر، منخفضًا من 3.04% في نهاية عام 2019 و3.74% في نهاية عام 2018.
وتعتبر ” كابيتا ” أنّ ما سبق رفع السعر الذي يمكن أنْ تتحمّله الأسرة المتوسطة بنسبة 13% من عام 2019 و24% من 2018. كما ارتفعت أسعار المنازل الوطنية خلال هذا الوقت بنسبة 4% فقط منذ عام 2019 و6% منذ عام 2018.
*النقطة الثالثة هي أنّه خارج تورنتو وفانكوفر، ظلّت الشقق استثمارًا جاذباً. حيث وجد استطلاع أجراه البنك التجاري الدولي أنّ 25% من مالكي المنازل قالوا إنّ أسعار الفائدة المنخفضة دفعتهم للبحث عن عقار استثماري.
وختم براون: “المحصلة هي أنّه على الرغم من التحديات التي تواجه أسعار الشقق في تورنتو وفانكوفر، لا يزال هناك مجال لارتفاع أسعار المساكن الإجمالية بشكل حاد ، ويرجع ذلك أساساً إلى انخفاض تكاليف الاقتراض، نتوقع مكاسب بنسبة 12% بنهاية عام 2022، وهو أعلى بكثير من التوقعات بأن الأسعار سترتفع بنسبة أقل من 5%”.