اخبار كندا : في ظل مواصلة كندا لحربها في مكافحة جائحة COVID-19، ومع اقتراب موعد بدء العام الدراسي، والعودة إلى الفصول خلال أسابيع قليلة جداً، يتحضر الآباء وأبناؤهم لمواجهة عام دراسي مختلف تماماً، حيث يعرب العديد من الآباء عن قلقهم بشأن مخاطر عودة الأطفال إلى الفصول الدراسية، الأمر الذي حدا بالبعض إلى اختيار عدم العودة إلى الفصول الدراسية على الإطلاق.
وعليه فإنّ أخصائي الأمراض المعدية الدكتور عبده شرقاوي أوضح في التالي العديد من الخطوات الاحترازية الواجب اتباعها لمواجهة تحديات “كورونا”.
العودة إلى المدرسة
بداية، أكد د. شرقاوي أنّ استئناف الدروس في المدارس آمن، ولكن لا بد من التنبه لعدد من الإشكاليات، أهمها عدد الطلاب وتقسيمهم، كما حجم الفصول ومساحة توزّع الطلاب، فكلما كان المكان صغيراً وضيقاً كان احتمال تفشي الفيروس قائماً، ففي مدرسة أحدث نسبياً وتتمتع بموارد وتصاميم متقدمة حتماً ستوفر مساحة مخصصة للأطفال للتحرك ضمن مسافة بأمان، سواء داخل الصف كأن تكون المقاعد الدراسية على مسافة متر مربع بين كل طالب، أو في الملاعب يكون موقع الفسحة واسعاً يمنع الاكتظاظ، والعكس صحيح.
وقال ” علينا أيضًا أن نكون مدركين لحقيقة أنه إذا قمنا بعمل جيد حقًا في الحفاظ على انتقال الفايروس بمعدل منخفض جدًا ، فلا يوجد سبب للاعتقاد لماذا لا يمكننا أن نجعل المدارس تعمل وتعمل بنجاح. أنا لا أقول أن العدوى لن تحدث. أعتقد أنني سأصاب بالصدمة إذا لم يحدث تفشي المرض ويجب أن نتوقع جميعًا حدوث عدوى متعددة”.
وأضاف ” هذا لا يجلب لي أي إحساس حقيقي بالذعر أو الشعور بالذعر. المفتاح هو التأكد من أن أنظمة الكشف لدينا تعمل بكفاءة عالية بحيث عندما نلاحظ مجموعة من الحالات التي تحدث في الفصل الدراسي أو داخل المدرسة يتم التعرف عليها بسرعة وأن استراتيجيات تتبع جهات الاتصال يتم استخدامها بسرعة لضمان عدم تفشي المرض وعدم تسببه باضطراب كبير داخل النظام المدرسي ” .
أوضاع صحية خاصة
وبخصوص أوضاع الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية أساسية مثل الربو، اعتبر د. شرقاوي أنّه في حال ظهور عوارض على الأطفال مشابهة لـCOVID-19، وفيما المدرّسون لا قدرة لديهم للتمييز ما إذا كانت حالة طبيعية أو إصابة بالوباء، فإنّ الآباء قد يختارون إما إبقاء أطفالهم في المنزل، أو سيتم إرسالهم صوب العزل الذاتي ريثما يتم إجراء الاختبار وصدور نتائجه، ومنطقياً هي حالة قد نضطر للمرور بها، ريثما يتم التوصل إلى آليات تجنب الوباء.
وفي ما يتعلق باستخدام الأقعنة الواقية، أكد أنّه لا إشكالية في ارتداء الأقنعة للأطفال ما بين 4 و9 سنوات على أقل تقدير، بحيث سيعتادون عليها، ويستمتعون بارتدائها كأن تحمل تصاميم ملونة عليها، لكن من المهم جداً تعليمهم كيفية خلعها، كي لا تنقل إليهم أي تلوث.
الحافلات والأدوات المدرسية
وتطرّق د. شرقاوي إلى استخدام الحافلات المدرسية لنقل الطلاب، مشيراً إلى أنّه أمر غاية في الخطورة، ومسرح واسع لنقل العدوى، خاصة إذا كانت الحافلات ممتلئة بالطلاب، ولكن أغلب الظن أنّ إدارات المدارس تنبهت للأمر، لكن لا يمكنها تصنيع حافلات تسمح بالتباعد، بل كل ما يمكن القيام به هو ارتداء الأقنعة كشكل من أشكال حماية الوجه لتقليل المخاطر، والتأكد من غسل اليدين قبل ركوب الحافلة، وتوفير معقم اليد في الحافلة عند الدخول حتى يصبح مجرّد إجراء روتيني يومي، كما من المهم بشكل خاص لسائقي الحافلات التأكد من حمايتهم وربما وضع حاجز زجاجي أو بعض العوائق الأخرى حولهم.
واعتبر أنّه لا مانع من مشاركة الأدوات في فصول مثل الفن والموسيقى، إذا كانت البيئة التي يتحرك في الطلاب معقمة، وليس فقط من COVID-19، بل التعقيم واجب، ولكن يُفضل أن يستخدم كل طفل أغراضه، وفي حال الضرورة المشاركة مع التعقيم المستمر.
عند الإصابة
وأوضح أنّه إذا كان الطفل يعاني من أعراض COVID-19 وتأكد من إصابته، فلن تتغير القواعد، بحيث سيتعين عليه وعلى أهله البقاء في المنزل، وعزل أنفسهم إذا كانوا في حالة جيدة بما يكفي للبقاء في المنزل وعدم إدخالهم إلى المستشفى – وهو سيناريو غير محتمل – وسيتعين عليهم البقاء في المنزل حتى تختفي الأعراض أو مرور أسبوعين ، أيهما أطول.
وختاماً شدّد د. شرقاوي على ضرورة التخفيف من مخاوفنا، وإدراك أن الهدف ليس منع COVID-19 من الدخول إلى البيئة المدرسية على الإطلاق، لأن هذا ببساطة غير ممكن، والعودة إلى “العمل كالمعتاد” دون أن يكون الشخص في خطر الوقوع فريسة للفيروس أمر غير ممكن، وفي الحقيقة إذا لم يحصل أي تفشٍّ للفيروس ستكون صدمة لعلها إيجابية.
روابط ذات صلة :
استطلاع رأي : غالبية الأهالي سيرسلون أطفالهم إلى المدارس
دعوى قضائية لإجبار حكومة كيبيك على عدم إلزام الأهالي على إرسال أطفالهم إلى المدارس