على الرغم من جهود الشرطة المُضنية، ومساعي الجهات المعنية لعدم وقوع حوادث سير، قد تكون مميتة، فإنّ تقاطعات الطرق السريعة، تبقى الأماكن التي يتعرّض فيها سائقو السيارات لخطر الاصطدام الأكبر، بناء لما وثّقه تحليل غير مسبوق لحوالى 435000 حادث وقعت في كيبيك بين عامي 2014 و2019.
ويقع القسم الأكثر من الحوادث في كيبيك، على الطريق السريع 40، عند تقاطع boulevard Pierre-Bertrand.، مُسفراً عن وقوع 668 حادثاً، وإصابة 100 شخص في الفترة المذكورة أعلاه.
وفي التفاصيل، يتنقل ما يقرب من 220 ألف آلية يومياً على التقاطع المذكور، ما يجعله الموقع الأكثر حجماً وسعة في المنطقة، دون تجاوز تلك الموجودة في عدة أقسام في مونتريال.
وأخطر مكان لوقوع الحوادث أيضا هو الطريق السريع 132 وتقاطع A25، بالقرب من نفق Louis-Hippolyte La Fontaine في Longueuil.
سائقون متهوّرون
تُلقي المتحدّثة بإسم Sûreté du Québec ميلاني دومارسك باللوم على سلوك سائقي السيارات في الحوادث ، حيث لا يحترم الناس الخط المستمر للوصول إلى المنحدر [132] الذي يؤدي إلى النفق، فيقطعون المسارات وهناك تحدث الاصطدامات، ولعدّة سنوات خلت كانت Sûreté du Québec تستخدم طائرة مُسيّرة في الخريف لمراقبة هذا المكان.
وهذا العام، لم يتم استخدام الطائرة المسيّرة، لكن ذلك لم يمنع دوريات الشرطة من تسطير 30 ضبطاً في ساعتين فقط يوم 8 تشرين الأول / أكتوبر.
وفيما تنفّذ وزارة النقل في كيبيك (MTQ) مشروعاً تجريبياً لتحديد الاتجاهات على الأرض، قليلاً عند المنبع من المخرج الإشكالي، على أمل تقليل التغييرات المفاجئة في الممرات؛ قال المتحدث بإسم MTQ نيكولاس فينيولت: “سيتم إجراء مقارنات قبل وبعد (معدلات التدفق والسرعات) وستسمح مقاطع الفيديو بمقارنة السلوك المنحرف خلال فترة ازدحام الطريق، لأن أحد الأسباب الرئيسية للحوادث هو ازدحام الأنفاق المتكرّر، والذي من خلال تأثير الدومينو تكون له تداعيات على تدفق حركة المرور”.
النظام المروري والتفلّت الأخلاقي
من جهته قال أستاذ السلامة على الطرق في “بوليتكنيك مونتريال” نيكولاس سونييه: “إن ارتفاع عدد الحوادث على التقاطعات يرجع إلى التدفق العالي وحقيقة أن الطرق تتقاطع. هذا المزيج من الحركات يخلق نقاط صراع حيث تتقاطع التدفقات وحيث يكون الأمر أكثر خطورة، وهناك المزيد والمزيد من الدوارات المثبتة عند مخرج منحدر تقاطع “.
وتعقيباً اعتبر الخبراء أنّه على الرغم من أن الطرق أقل ازدحاماً في عام 2020 بسبب تفشي جائحة “كورونا”، إلا أن عدد الحوادث الخطيرة والقاتلة قد يكون أعلى؛ إذ اعتباراً من 7 تشرين الأول / أكتوبر، أحصت Sûreté du Québec 166 حالة وفاة في تصادم على شبكتها، مقارنة بـ 157 في نفس التاريخ من العام الماضي.
ولفت عالم النفس جاك بيرغيرون من جامعة مونتريال، والمتخصص في القيادة، إلى دراسة تم إعدادها في أونتاريو نُشرت في تموز / يوليو، تؤكد أن الزيادة في التوتر والقلق ووقت الفراغ وتعاطي الكحول أو المخدرات في الأشهر الأخيرة يمكن أن تترجم إلى قيادة أكثر خطورة على طرقنا. الطرق.
لا مزيد من السرعة
إلى ذلك، أعلنت العديد من الدول بما في ذلك أستراليا والولايات المتحدة عن زيادة في منسوب سرعة القيادة والقيادة المتهورة.
في حين كشفت شرطة تورنتو عن زيادة بنسبة 35% في عدد محاضر ضبط القيادة السريعة وزيادة بنسبة 200% في حالات القيادة الخطرة بين 15 و31 آذار / مارس 2020 ، مقارنة بعام 2019.
من ناحيته، أشارت شرطة مدينة مونتريال إلى انخفاض في عدد محاضر ضبط السرعة (-19%) والقيادة الخطرة (-34%) مقارنة بالفترة بين كانون الثاني / يناير وتشرين الأول / أكتوبر 2019 و2020.