تعلم القراءة يمثل تحدياً كبيراً، وخاصة للطلاب الأكبر سناً والبالغين الذين تخلفوا عن الركب، ما يثير مخاوف خطيرة بشأن التأثيرات طويلة الأمد لهذه المشكلة.
وتُظهر البيانات الحديثة أن المدارس في الولايات المتحدة تشهد تزايداً في أعداد الطلاب الأكبر سناً الذين لا يستطيعون القراءة بمستوى صفهم الدراسي، بالتوازي مع زيادة نسبة البالغين الذين يعجزون عن قراءة جمل بسيطة.
تؤكد Sarah Cacicio، مديرة شبكة محو الأمية للبالغين، أن هذا التحدي متشابك بين الأجيال، وقالت: “إذا كان الآباء ومقدمو الرعاية يعانون من محو الأمية، فمن المرجح أن يعاني الأطفال أيضاً، وأضافت أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي ومستويات معرفة الوالدين بالقراءة والكتابة تعد من أقوى المؤشرات على أداء الطفل، حتى أكثر من جودة التعليم.
في بيانات صادرة عن المركز الوطني لإحصاءات التعليم (NCES) في ديسمبر/كانون الأول، تبيّن أن 28% من البالغين في الولايات المتحدة حصلوا على أدنى مستويات معرفة القراءة والكتابة، مقارنة ب-19% في 2017، وهي زيادة كبيرة جداً.
وأظهرت الدراسات أن انخفاض معرفة القراءة والكتابة يؤدي إلى تفاقم مشكلات الفقر والرعاية الصحية وانخفاض المشاركة المدنية، وعلى الرغم من وجود برامج لدعم المتعلمين البالغين، إلا أن قلة الوعي بها تشكل عائقاً رئيسياً، مع الإشارة إلى أن 80% من البالغين الذين شملهم الاستطلاع لم يعرفوا عن هذه البرامج، ولكن 84% قالوا إنهم يرغبون في التسجيل إذا علموا بوجودها.
قالت Cacicio أن نقص الوعي بالبرامج المجانية والوصول إلى الموارد هو العائق الأول، بالإضافة إلى التكاليف المتوقعة، وأضافت أن برامج تعليم الكبار الممولة اتحادياً تخدم أقل من 10% ممن يحتاجون إليها.
مشكلة معرفة القراءة والكتابة لدى البالغين معقدة، حيث تتراوح مستويات القراءة بين طلاب في الصف الثالث وحتى المرحلة الثانوية. تقول Cacicio: “لا يمكنك تصميم منهج دراسي قياسي للكبار”. وأشارت إلى أن بعض المتعلمين يركزون على التعلم المرتبط بالعمل، بينما يحتاج آخرون، خاصة متعلمي اللغة الإنجليزية، إلى مفردات تتعلق بمهنهم.
الأزمة لا تقتصر على البالغين. دراسة حديثة أظهرت أن أكثر من 20% من طلاب الصفوف من الخامس إلى السابع يعجزون عن التعرف على الكلمات أو نطقها، ووفقاً لبيانات NWEA، يتأخر طلاب الصف الثامن بعام كامل في القراءة والرياضيات.
أوضحت Erin Bailey، نائب رئيس قسم محو الأمية في مؤسسة “Reading Is Fundamental”، أن فجوات القراءة غالباً ما تبدأ في الصف الرابع، نتيجة عدم تعليم الطلاب المهارات الأساسية مثل الصوتيات والمفردات والخلفية المعرفية اللازمة لفهم النصوص.
تُظهر البيانات أن الطلاب الأكبر سناً الذين يعانون من صعوبة القراءة يواجهون تحديات إضافية، لأن المعلمين في الصفوف العليا لم يتم تدريبهم على تدريس المهارات الأساسية للقراءة.
وأوضحت Miah Daughtery، نائبة رئيس NWEA لدعم المحتوى: “معلمو اللغة الإنجليزية لا يتعلمون كيفية تدريس القراءة، بل يتخصصون في العلوم الإنسانية، وهذا يؤدي إلى نقص في دعم الطلاب المتأخرين الذين يحتاجون إلى تعليم القراءة بشكل خاص، وخاصة لفهم النصوص التقنية أو العلمية”.
رغم التحديات، يُجمع الخبراء على أن الدماغ قادر على تعلم القراءة في أي مرحلة من الحياة. وتبقى الحاجة ملحة إلى الاستثمار في برامج تعليمية شاملة، وتدريب المعلمين على أساليب تدريس القراءة الأساسية، وتوسيع الوعي بالبرامج المتاحة لمحو الأمية، لضمان أن يتمكن الجميع من القراءة بكفاءة.