لا يزال سوق السيارات في كندا يمثل تحدياً كبيراً بالنسبة للمستهلكين، لا سيما مع ارتفاع الأسعار الكبير الذي يشهده السوق مؤخراً، فضلاً عن الحوافز القليلة جداً التي يقدمها الوكلاء، والمدفوعات الشهرية المرهقة التي تزيدها أسعار الفائدة المرتفعة سوءاً.
صحيح أن تكلفة السيارة الجديدة قد انخفضت من الذروة التي وصلت إليها في ذروة COVID-19، لكن قيود العرض المستمرة والتضخم أبقت الأسعار أعلى بكثير من مستويات ما قبل الوباء.
وفقاً لمؤشر أسعار Autotrader.ca للربع الأول من العام بلغ متوسط سعر السيارة الجديدة 61،821 دولار، في حين بلغت تكلفة السيارات المستعملة 39،235 دولار في المتوسط، وقد استشهد السوق بمستويات المخزون المنخفضة والطلب المكبوت من بين عوامل أخرى تدفع الأسعار نحو الأرتفاع بشكل كبير.
وجدت دراسة إحصائية أجرتها شركة DesRosiers Automotive Consultants ورابطة تجار السيارات الكندية أن مستويات مخزون الوكلاء الإجمالية في الربع الأول من العام كانت عند 42٪ من مستويات ما قبل الوباء، وفي هذا تحسن كبير عن العام الماضي عندما كانت مستويات المخزون الإجمالية 19٪ من مستويات ما قبل الجائحة.
يمكن القول أن ما يجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لمالكي السيارات الجدد والحاليين هو الارتفاع السريع في أسعار الفائدة، حيث بلغ متوسط سداد القرض الشهري لسيارة جديدة ما يقرب من 900 دولار، كما وصل متوسط مدفوعات التمويل إلى 1000 دولار شهرياً في المتوسط.
علاوةً على ما سبق لا يوجد اليوم لدى تجار السيارات أسباب ملحة لتقديم أي حوافز، وهذا يعني أنه إذا لم تكن قد اشتريت سيارة منذ فترة، فلا تتوقع أن تحصل على حافز مرتفع لسيارتك أو على خصم من الوكيل.
يلاحظ الخبراء أن تآكل الحوافز ليس هو ما يرفع الأسعار للمستهلكين، حيث أن المصنعين يفرضون رسوماً أكبر على سياراتهم بسبب ارتفاع تكلفة السلع والعمالة.
بالنسبة لأسعار السيارات المستعملة فهي أيضاً لا تزال مرتفعة أيضاً، وصحيح أنها تراجعت أيضاً من مستويات الوباء المرتفعة إلا أن الانخفاض لم يكن كبيراً.
يذكر أخيراً أن 14٪ من التجار يتوقعون تحسينات كبيرة في النصف الأول من العام، ويتوقع 37٪ أن يتحسن الوضع بحلول النصف الثاني من عام 2023، لكن 49٪ يقولون إن ذلك لن يحدث حتى عام 2024.