يُعتبر التنمّر العنصري أو العرقي حقيقة موجودة في المدارس الكندية، حيث أظهر استطلاع جديد أن غالبية الطلاب شهدوا أو عانوا من مثل هذه الحوادث في مدارسهم.
وشمل الاستطلاع الذي أجراه معهد Angus Reid بالشراكة مع جامعة بريتيش كولومبيا، الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عاماً في جميع أنحاء كندا ، وسألهم عن تجربتهم مع العنصرية والتنوع في المدارس.
وقال حوالي 58٪ من الطلاب الذين شملهم الاستطلاع إنهم رأوا أطفالاً يتعرضون للتخويف أو الإهانة أو الإقصاء بسبب عرقهم، بينما قال 14٪ إنهم عانوا من ذلك بشكل شخصي.
وأشار التقرير إلى أن الشباب الذين يعتبرون أقلية ظاهرة كانوا أكثر عرضة ب3 مرات ليقولوا إنهم تعرضوا للإساءة الشخصية بسبب عرقهم، في حين كان الشباب من السكان الأصليين أكثر عرضة بمرتين للمعاناة من نفس التجارب.
وبيّن Henry Yu، وهو أستاذ التاريخ في جامعة بريتيش كولومبيا، أن هذه النتائج كانت محبطة ومثبطة للهمّة.
وأكّدت الغالبية العظمى(92٪) من أولئك الذين عانوا شخصياً من العنصرية في المدارس، أن هذه التجربة أزعجتهم. وقال نصفهم تقريباً إنهم “تجاوزوا التجربة” ، بينما أشار 28٪ إلى أنهم لم يتجاوزوها.
كما وجد الاستطلاع أن معظم الشباب تمكنوا من الحديث عن قضية العنصرية مع والديهم، بل كانت موضوعاً عائلياً منتظماً أثناء المحادثة بالنسبة لثلث الذين شملهم الاستطلاع.
ومع ذلك ، أفادت أقلية كبيرة أنها لم تحصل على مساعدة بشأن التنمر العنصري من سلطات المدرسة. وأوضح حوالي 32٪ أن معلميهم ومديريهم يتجاهلون السلوك العنصري أو حتى لا يدركون هذه المشكلة.
وتناول الاستطلاع أيضاً مستوى الوعي بقضايا العنصرية في التاريخ الكندي. ووجد أن الأطفال في المدارس الأكثر تنوعاً تعلموا عن العنصرية في تاريخ كندا بشكل أكبر مقارنةً بالأطفال في المدارس المتجانسة.
وتضمنت الموضوعات التي كان الطلاب على دراية بها: المدارس الداخلية ومعاهدات السكان الأصليين والمطالبات بالأراضي، والتعددية الثقافية الكندية، والميثاق الكندي للحقوق والحريات.
ومع ذلك ، أفاد 80٪ بأنهم لا يعرفون عن حادثة Komagata Maru ، عندما مُنع 376 راكب هندي من دخول فانكوفر في عام 1914 بسبب السياسات التمييزية في ذلك الوقت. ولم يكن حوالي 60٪ على علم بضريبة الرأس على المهاجرين الصينيين إلى كندا، بينما لم يكن نصفهم على علم باعتقال الكنديين اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية. وقال 32٪ إنهم لم يتعلموا عن العبودية في كندا في المدرسة.
إلا أن أكثر من 90٪ من الطلاب تعلموا عن المدارس الداخلية، والإرث المروع للنظام العنصري الذي لا يزال يشعر به السكان الأصليون اليوم.
يُذكر أنه تم إجراء هذا الاستطلاع عبر الإنترنت في الفترة من 24 إلى 27 أغسطس/آب 2021، ضمن عينة عشوائية تمثيلية شملت 872 كندي تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عام.
المصدر: Montreal Gazette