أعلنت الممثلة الكندية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ريما جاموس إمسيس عن أنّ عام 2020 كان الأسوأ بالنسبة لإعادة توطين اللاجئين في التاريخ الحديث، إلا أنّ كندا غيّرت الوجهة وشكلت نوراً ساطعاً للاجئين.
ولفتت جاموس إمسيس إلى أنّه “مع تطبيق ما يقرب من 168 دولة قيوداً على الحدود والسفر، كان ملايين النازحين حول العالم عالقين، وغير قادرين على العودة إلى بلدانهم الأصلية أو الانتقال إلى بلدان أخرى، لكن حتى في ذروة الوباء، عندما كانت معظم الدول تتطلع إلى الداخل بالكامل، قبلت كندا حالات الطوارئ ومع استئناف السفر لا يزال يستقبل المزيد”.
وتابعت: “لسوء الحظ، لم تكن بالمستويات التي خططنا لها قبل تفشي الوباء، لكنها لا تزال تقدم شريان الحياة الحيوي للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليه، ونأمل في أن يجلب لنا العام المقبل سياقاً مختلفاً للغاية وقدرة ليس فقط على تحقيق تلك الأهداف، ولكن ربما لتجاوزها”.
خطط التوطين
وكانت كندا قد خطّطت لإعادة توطين حوالى 30 ألف لاجئ في عام 2020، لكن بحلول نهاية أيلول / سبتمبر الماضي، وصل عدد من جرى توطينهم إلى ما يقل قليلاً عن 6000 شخص، بينما لفت المتحدث بإسم وزير الهجرة ماركو مينديسينو، ألكسندر كوهين، إلى أنّ رقم نهاية العام سيقترب من الـ 7000.
وبما أنّ الهدف من إعادة التوطين في العام المقبل هو 35000 شخص، فإنّ مدى واقعية هذا الهدف بالنظر إلى المجهول حول نهاية الوباء غير واضحة، وقال كوهين: “يستمر النظام العام لإعادة التوطين بأكمله في العمل بسعة منخفضة، لكنه يتدافع ببطء”، مضيفاً: “لقد تأثرت عملياتنا كثيراً، فقد قطعنا شوطاً طويلاً منذ ظهور الوباء ونعالج الآن ما يقرب من 6 أضعاف عدد حالات اللاجئين التي كانت في فترة مماثلة من العام الماضي”.
في حين قالت جاموس إمسيس بأنّ إغلاق الحدود لم يكن التحدي الوحيد للاجئين هذا العام، بل إنّ ” العديد من النازحين في العالم كانوا يعملون اقتصادياً قبل أن ينتشر الوباء ، لكن مصادر دخلهم جفت تماماً، ليتم القضاء على القدرة على إعالة أنفسهم وأسرهم، لذلك رأيتنا مجموعات سكانية بأكملها تتحول من حالة ضعف، ولكن مع القدرة على إعالة أنفسهم بين عشية وضحاها ليصبحوا عرضة للخطر حقًا”.
وكانت هناك أيضاً ضربة قوية لقدرة الأطفال على الإلتحاق بالمدرسة، حيث قالت جاموس إمسيس: “لاتنطبق إمكانية التحول إلى التعلم عبر الإنترنت في بعض الدول المتقدمة في أي مكان آخر، فبعض الدراسات تشير إلى أن أكثر من نصف الفتيات اللاجئات قد لا يعدن إلى التعليم ما بعد الثانوي بعد الوباء، فهن لم يذهبن إلى المدرسة طوال الوقت، وقد لا يعدن أبدًا لأن ظروف الحياة تغيرت بشكل كبير”.