قال أصحاب الأعمال الصغيرة إنهم لا يستطيعون العثور على عدد كافٍ من العمال المستعدين للتخلي عن مدفوعات الوباء الفيدرالية وتولّي الوظائف، لذا فهم يأجلون خطط إعادة فتح أعمالهم، مما قد يعيق التعافي الاقتصادي.
وقد حذرت المجموعات الصناعية وأصحاب الأعمال لعدة أشهر من أن يتسبب برنامج مزايا التعافي الكندي (CRB) الذي أقرته حكومة جاستن ترودو على وجه الخصوص، بإعاقة الجهود المبذولة لإعادة العمال إلى وظائفهم، مما حفز البعض على رفض فرص العمل واختيار البقاء في المنزل مقابل أجر منخفض.
وبلغت مساعدات هذا البرنامج 500 دولار في الأسبوع للعمال العاطلين عن العمل. لكن تخطط أوتاوا لتقليل ذلك إلى 300 دولار في الأسبوع الأول من يوليو/تموز.
وأوضح Angelo Santorelli، رئيس شركة Schomberg للإنشاءات في أونتاريو : “تعمل الحكومة على تمكين الناس من البقاء في المنزل والحصول على رواتبهم في نفس الوقت”.
وأضاف أن شركته توظّف حوالي 180 شخصاً وتدفع لمشغليها ما بين 22 و 28 دولار في الساعة. لكنه لاحظ أن العديد من العمال يرفضون القدوم إلى العمل من أجل الاستمرار في تلقي المساعدات الفيدرالية.
وعبّر عن قلقه من حدوث “تحوّل مجتمعي” طويل الأمد يستمر بعد انتهاء الوباء، ويسعى فيه العمال للحصول على دعم حكومي بدلاً من سعيهم وراء الوظائف.
الحكومة بالغت بالسخاء
من جانبه قال Phil Weaver، مؤسس شركة Oakview Management، وهي شركة قابضة تمتلك 53 محل حلاقة وصالون تجميل في منطقة أوتاوا: “أعتقد أن الحكومة بالغت في سخائها قليلاً”. وأشار إلى أن عدد موظفيه انخفض من 280 موظف قبل الوباء إلى حوالي 230، وهو يكافح حالياً لجلب عمال جدد.
وقدّرت هيئة الإحصاء الكندية وجود 632.700 وظيفة شاغرة على الصعيد الوطني في مارس/آذار، بزيادةٍ قدرها 100 نقطة أساس مقارنةً بالمستويات السابقة للوباء. وسجّل قطاع الضيافة أعلى معدل شغور (7.4٪ من الوظائف) الشاغرة. أما بالنسبة لقطاع البناء، فقد بلغت نسبة الشواغر 5.8٪.
وفي الأسبوع الماضي ، أفادت “Statcan” أن معدل البطالة في كندا لشهر مايو/أيار ارتفع بشكل طفيف ليصبح 8.2٪ بعد أن كان 8.1٪ في أبريل/نيسان.
كما تخطط الحكومة الكندية في يوليو/تموز للبدء في تقليص برنامج دعم الأجور الطارئة في كندا (CEWS)، الذي يهدف إلى مساعدة الشركات التي كانت تكافح في إبقاء الموظفين. أما بالنسبة للشركات التي يمكنها إظهار أن عمليات الإغلاق الوبائي قد أثرت بشكل كبير على إيراداتها، سيتم تخفيض الدعم من تغطية 75٪ من الأجور إلى 60٪ في يوليو/تموز.
وأشار عدد من رواد الأعمال إلى أن تخفيض مساعدات CEWS الشهر المقبل مبكر جداً ، نظراً للقيود المستمرة على أعمالهم في معظم المقاطعات.
وقالت الحكومة إنها تأمل في إنهاء كل من CRB و CEWS بحلول سبتمبر/إيلول، لكنها وعلى الرغم من ذلك، تركت إمكانية التمديد مفتوحة. مع العلم أن الاتحاد الكندي للأعمال المستقلة (CFIB) ضغط على أوتاوا بهدف تمديد CEWS إلى ما بعد سبتمبر/إيلول.
وشّدد Weaver من Oakview Management على أن مشاكل التوظيف لديه لا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالبرامج الحكومية، فالعديد من مصففي الشعر وغيرهم من المهنيين غيروا حياتهم المهنية أو لا يزالون يشعرون بعدم الأمان في العودة إلى مكان العمل العام. لكنه يفكر في تقليص خطط التعافي بعد الوباء كوسيلة لتقليل الخسائر، وذلك مع قيام الحكومة بتغطية جزء صغير من الأجور اعتباراً من الشهر المقبل.
وحذّرت بعض المجموعات من احتمال تأثير هذا التقليص بين الشركات الصغيرة على آمال رئيس الوزراء جاستن ترودو في التعافي الاقتصادي، مما يؤدي في النهاية إلى إعاقة الشركات عندما يتم رفع القيود.
وقد تنازعت الشركات الصغيرة على وجه الخصوص لأكثر من عام مع المسؤولين الفيدراليين حول هيكلية CEWS، و CRB، وغيرها من البرامج، وجادلت بأن الوصول إليها صعب للغاية أو أنها مجزأة وتدريجية لدرجة أنها لا تكفي لتقديم الدعم المناسب.