رأى الرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة الرهن العقاري والإسكان الكندية أن هناك بعض العوامل التي كانت السبب في الارتفاع الحاد للأسعار في سوق الإسكان في كندا، وبالرغم من أن هذه العوامل واضحة، إلا أنها لا ترقى لتكون سببا في فقاعة الإسكان.
و قال Evan Siddall الذي كان يترأس المؤسسة من يناير/كانون الثاني 2014 وحتى أبريل/نيسان 2021: “لا أعتقد أننا في فقاعة إسكان حقاً”.
وأضاف: “إذا لم يترافق ارتفاع الطلب مع ارتفاع العرض، فإن الأسعار ستشهد ارتفاعاً، وهذه لا تعتبر فقاعة. لذلك، فإن المسألة هي مسألة المستقبل وما سيجلبه، وهل سيكون هناك توازن بين العرض والطلب أم لا”.
جاءت تعليقات Siddall في ظلّ انتقادات طالت الحكومة الليبرالية من قبل نواب المعارضة، بما فيهم الناقد المالي المحافظ Pierre Poilievre، الذي يرى أن الحكومة هي أحد أسباب فقاعة الإسكان.
حيث قال: “الأمر ليس مقتصراً على إنفاق المواطنين الكنديين أموالاً كثيرةً عند شرائهم لمنزل فحسب، بل بات عليهم الآن أن يدفعوا مزيداً من الأموال على ضرائبهم، لتلك البرامج الفاشلة التي قام الوزير والحكومة بوضعها، في مواجهة تضخم الإسكان”.
يُذكر أن متوسط سعر المنزل الوطني في كندا قد بلغ 686650 دولاراً في سبتمبر/أيلول، بزيادة قدرها 13.9% عن الشهر ذاته من العام الماضي، وذلك بحسب جمعية العقارات الكندية.
وقبل خمس سنوات فقط، كان يبلغ 490000 دولاراً.
بحسب تقرير توقعات سوق الإسكان لشركة Re / Max الذي تم نشره يوم الأربعاء الماضي، تقول التوقعات إن أسعار البيع سترتفع بنسبة 9.2% في المتوسط العام، في أنحاء البلاد كافة في عام 2022.
عامل محفز ؟
الرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة الرهن العقاري Siddall، الذي يعمل الآن كرئيس تنفيذي لشركة Alberta لإدارة الاستثمار، كان قد عارض الادعاءات التي تقول أن استجابة الليبراليين للتحفيز الوبائي كانت السبب الجذري وراء التضخم.
واعتبر : ” أن الأمر يتعلق بما هو أكثر من استجابة الطلب والعرض. مرة أخرى،هناك عوامل السوق بما فيها الموافقات البطيئة، و هناك ضعف تنسيقٍ بين البلديات وحكومات المقاطعات والحكومات الفيدرالية، و ذلك يجعل من الصعب على الأشخاص أن يشيّدوا المنازل. هذه إحدى المشاكل. أما المشكلة الأخرى، فهي أن الأسعار المنخفضة من شأنها أن تكون جاذباً للحصول على منزل. كما أن التأمين على الرهن العقاري، من شأنه أن يجعله أكثر جاذبيةً”.
وزير المالية الليبرالي السابق، ونائب رئيس الوزراء، John Manley، كان قد أيّد تعلق الأمر بعوامل العرض والطلب، إلا أنه قال إنه يجب أن يكون هناك عنصر يعمل على تقليص الإنفاق الحكومي.
وقال: “يجب أن تكون هناك خطة تهدف لبدء انخفاض نسبة إنفاقنا من اقتصادنا. هذا لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية. لن يشعر الكنديون بالازدهار، ولن نتمكن من امتلاك الثروة لإعادة توزيعها وإنفاقها على كل هذه البرامج إن لم نجذب الاستثمار الذي نحصل منه على الثروة إلى بلدنا”.
خطة الإسكان الليبرالية ” هامشية ”
أحد دعائم خطة الإسكان الوطنية الليبرالية الأساسية، التي تستهدف العرض، هو أنهم اقترحوا القيام باستثمار 4 مليارات دولار في صندوق تسريع الإسكان، والذي يزعمون بقدرته على خلق 100000 منزل جديد للطبقة المتوسطة، في أكبر المدن الكندية، بحلول عام 2024-2025.
كما أن الخطة تشمل توفير حافز لمشتري منزلٍ لأول مرة، إلى جانب حساب توفير منزل أول، يتم إعفاؤه من الضرائب، بالإضافة للعديد من الأفكار الأخرى.
وعندما سئل Siddall عن مدى قدرة هذا النوع من المبادرات على تهدئة السوق، قال “إنها على الهامش”.
وأضاف: “دعونا نواجه الأمر كما هو، فعلت الحكومة كل ما باستطاعتها في جانب العرض. إن التعامل مع الأمر أصعب من أن تتعامل معه الحكومة. إننا نتحدث هنا عن تريليونات الدولارات في النشاط الإسكاني. إنها مشكلة توريد حقيقية، ليس بإمكان الحكومة أن تتعامل معها بمفردها. بل هي بحاجة إلى دعمٍ من القطاع الخاص”.
نقاشٌ مطلوب
يرى Siddall أنه قد حان الوقت للكنديين، ليقوموا بمناقشة ما إذا كان يتوجب تطبيق ضريبة أرباح رأس المال على المنازل الأولية، والتي يمكن لها أن تساعد على تقليل فجوة عدم المساواة في الإسكان، بحسب رأيه.
و قال: “أحد الأشياء التي تساهم في التفرقة بين الناس حقاً، من حيث عدم المساواة في بلدنا، هي مقدار الأموال التي يحصلون عليها من المنازل التي يمتلكونها، مقابل مبلغ المال الذي لا يحصلون عليه من منازلهم التي يؤجرونها”.
و أردف قائلاً: “لمَ لا نقوم بفرض ضرائب على المكاسب على المنازل، بينما نحن نفرض الضرائب على الاستثمارات الأخرى؟ إن وضع قانون الضرائب لدينا، خطير جداً وغير تقدمي”.
واعترف Siddall بأن هذه الفكرة ليست في ذهن صانعي السياسة، فهي ستؤدي إلى “انتحار سياسي”.
و اختتم حديثه قائلاً: “السياسيون فقط، لا يُسمح لهم بإجراء هذه المحادثة، و ذلك لأن المعارضة، وأي طيف سياسي آخر، سوف يخدعونهم من أجل ذلك. وعلى ذلك، فإننا لا نملك النقاش المضمون الذي يجب أن نجريه”.
المصدر : CTV