تماشياُ مع القرارات الصادرة عن أعلى محكمة في أونتاريو، قامت مجموعة صغيرة، ولكن حازمة، من الكنديين الجدد وغير الجدد، بالتنصّل علناً من القسم للملكة الذي أدلوا به ليصبحوا مواطنين.
ويقوم البعض بتقديم التعهّد المطلوب، ثم يتخلّون عنه رسمياً بمجرد انتهاء مراسم الجنسية، بينما ينتظر آخرون عقوداً للإعلان عن آرائهم المناهضة للملكية.
وقال إريك دومونتيل (مواطن فرنسي أصبح مواطناً كندياً الأسبوع الماضي): “من الصعب جداً بالنسبة لي أن أقسم بوعي بأنْ أكون مخلصاً، وأنْ أتحمّل الولاء الحقيقي لشخص ورث امتيازات الملكية، ودون الحاجة إلى إثبات أي ميزة أخرى غير حقيقة أنْ أكون إبناً، فكيف أقسم بعقلانية نفس الشيء لورثتها وخلفائها؟ توقيع شيك فارغ لبعض الأشخاص غير الموجودين بعد؟ ليس لي”.
وسلّم دومونتيل (31 عاماً)، والذي جاء إلى كندا قبل خمس سنوات، رسالة توضّح موقفه من القَسَم إلى قاضي وكاتب الجنسية بعد مراسمه.
وفي عام 2014، خسر المواطن ” درور بار ناتان”، جنبًا إلى جنب مع امرأة من جامايكا وإيرلندي، معركة لجعل المحاكم تُنهي مطلباً تمييزياً للمواطنين المحتملين أنْ يُقسموا على أنهم “مخلصون، وأنْ يتعهدوا الولاء الحقيقي للملكة إليزابيث الثانية، ملكة كندا، وورثتها وخلفائها”.
أما سيمون توبي، إحد الرافضات الأساسيات للقسم، ولدت في جامايكا، ولا يسمح إيمانها للأعضاء بأداء القسم على الملوك بسبب ” إيمانها بأن الله هو الملك الوحيد” .
ومع ذلك، برفضها إلغاء هذا الشرط، أشارت محكمة الاستئناف في أونتاريو إلى أن الثلاثي أتيحت له الفرصة “للتنصل علناً مما يعتبرونه الرسالة التي ينقلها القسم”، وكذلك القدرة على “التعبير بحرية عن آرائهم المخالفة في ما يتعلق بحكومة جمهورية”.
وقد ماتت القضية بشكل قانوني العام الماضي عندما رفضت المحكمة العليا الحكم، ولكن بناءً على تعليقات محكمة الاستئناف، تراجع ” بار ناتان”، الذي وصف القسم بأنّه بمثابة طقوس “معاكسة”، عن قسمه شفهياً، عبر رسالة إلى القاضي بعد لحظات من حصوله على الجنسية في تشرين الثاني / نوفمبر، وأنشأ موقعاً على شبكة الإنترنت للسماح للآخرين بالإفصاح عن وجهات نظرهم للتنصل من القَسَم. حتى الآن، فعل ذلك حوالى 30 شخصاً.
جيك جافانشير، من تورنتو، وهو إيراني الأصل في السبعينيات من عمره أدّى اليمين في أوائل السبعينيات، وتنصل منه في كانون الأول / ديسمبر الماضي. وقال على سبيل التفسير” لقد كنت مستاءاً من جزء القسم المتعلق بعدد قليل من الأشخاص في إنجلترا عام 1970 ، لكنني لم أستطع فعل أي شيء حيال ذلك “.
وأضاف “تضامني مع كندا والإنسانية ، التي تقوم على العدل والأخلاق وكوني مواطنًا صالحًا في العالم ، وليس مع نظام عفا عليه الزمن من أفراد العائلة المالكة والملوك والملكات والأميرات وما إلى ذلك.”
وقد أوضحت الحكومة الكندية، التي حاربت من أجل الوفاء بالقسم، أنّ التنصل من القَسَم قانوني ولا يعرّض جنسية أي شخص للخطر.
مقالات مرتبطة :