قالت عائلة كندية تعيش في نيوزيلندا منذ 18 عاماً إنها تلقت شيكاً بمساعدات COVID-19 موجه لابنتهم التي تعد من ذوي الاحتياجات الخاصة والتي توفيت في عام 2009، على الرغم من عدم التقدم بطلب للحصول على أي مساعدة مالية.
وقد انتقلت Sandra Walsh برفقة عائلتها من Winnipeg إلى Christchurch في نيوزيلندا في عام 2003 مع أطفالهم الأربعة. و كانت ابنتهما الصغرى، Bonnie، المصابة بمتلازمة داون، تبلغ من العمر عاماً واحداً في ذلك الوقت.
و أوضحت Walsh في مقابلةٍ لها أنه تم تشخيص إصابة Bonnie بالسرطان بعد عامين من وصولها إلى نيوزيلندا. ثم توفيت لاحقاً في عام 2009، عن عمرٍ يناهز السابعة.
و قالت: “تخيل دهشتي عندما وجدت رسالة من حكومة كندا في صندوق بريدنا، هنا في Christchurch، شيك بقيمة 600 دولار”.
وأشارت إلى عدم وجود أي معلومات إضافية في الشيك ، ولم يُكتَب في الرسالة سوى “مدفوعات المساعدة” وتم توجيهها إلى Bonnie.
كما أكدت أن العائلة أعلمت القنصلية الكندية في نيوزيلندا بوفاة ابنتهم، وأكملت المعاملات اللازمة لذلك في عام 2009. وقالت إن العائلة تلقت شهادة وفاة لBonnie في وقتٍ لاحق، بالإضافة إلى جواز سفرها الذي تم إلغاؤه.
وأضافت أنهم لم يتلقوا أي بريد من الحكومة الكندية منذ ذلك الحين.
وأشارت إلى أن أسرتها لم تتقدم بطلب للحصول على أي مساعدة مالية من الحكومة الكندية عند اجتياح الوباء، لأنها لم تكن تعيش في كندا ولم تكن بحاجة إلى الدعم.
وقالت:”لن أفكر حتى في القيام بذلك، لأننا لم نتأثر بشدة بسبب الوباء في نيوزيلندا”.
وأضافت: “من الغريب أن ترسل الحكومة الكندية مساعدات وبائية إلى شخص يعيش في نيوزيلندا”.
كما عبّرت عن ارتباكها بشأن كيفية عدم اكتشاف هذا الخطأ قبل وصول الشيك إلى نيوزيلندا. ونوّهت إلى وجود خطأ واضح في إصدار الشيك لمواطن كندي متوفي يعيش في بلد آخر، وأضافت أنه كان بالإمكان إنفاق هذه الموارد على كنديين آخرين بحاجة إلى المساعدة.
المساعدات الوبائية
أكّدت شركة التوظيف والتنمية الاجتماعية الكندية (ESDC) يوم الثلاثاء أن الشيك الموجه إلى Bonnie كان عبارة عن دفعة لمرة واحدة قدرها 600 دولار للأشخاص ذوي الإعاقة للمساعدة في التكاليف الإضافية التي يتم تكبدها وسط جائحة COVID-19.
وقالت في بيانٍ عبر البريد الإلكتروني:”العديد من الكنديين مؤهلون للحصول على هذه المساعدة لمرة واحدة. ويشمل ذلك الكنديون الحاصلون على شهادة الائتمان الضريبي للإعاقة (DTC)، والمستفيدون من خطة المعاشات التقاعدية الكندية للإعاقة (CPPD)، ومعاش الإعاقة لخطة كيبيك التقاعدية (QPPD)، وحتى شؤون المحاربين القدامى في كندا (VAC)، اعتباراً من 1 يوليو 2020″.
كما أوضحت ESDC أن الدفع استند إلى سجلات وكالة الإيرادات الكندية، وقالت إنه سيتم إعلام الوكالة بوفاة الفرد في حال اتصال أحد أفراد الأسرة بـ CRA أو Service Canada لإبلاغهم بالوفاة فقط.
وأضافت: “في حال لم يكن لدى الأطفال أحد الوالدين أو الوصي على مساعدة الطفل الكندي (CCB) في ملفهم لدى CRA اعتباراً من 1 يوليو/تموز 2020، فسيتم كتابة الشيك باسمهم”.
وبحسب ESDC، فقد تم إصدار هذه الدفعة لمرة واحدة لحوالي 1.7 مليون كندي من ذوي الاحتياجات الخاصة.
لكنها لم تقدم معلومات إضافية بخصوص أي شيكات أخرى تم إرسالها عن طريق الخطأ، و قالت إن حالة Walsh “نادرة للغاية ومؤسفة”.
وأضافت: “حكومة كندا تأسف بشدة لخسارة هذه العائلة التي لا يمكن تعويضها”.
وعلى الرغم من تأكيد Walsh أن العائلة قامت بإعلام الحكومة بوفاة Bonnie من خلال القنصلية الكندية في نيوزيلندا في عام 2009، لكنها قالت إنه لم يتم إخبارها بأن عليها التواصل مع إدارات منفصلة داخل الحكومة وإعلامهم بوفاة ابنتها، بما في ذلك CRA.
وأضافت أنها لم تتوقع أن يكون لابنتها أي نوع من السجلات في CRA، خصوصاً و أن العائلة غادرت كندا عندما كانت Bonnie طفلة.
كما قالت إنها تتفهم سبب إصدار الشيك باسم ابنتها، كونها ستبلغ التاسعة عشرة في يونيو/حزيران. لكن ومع ذلك، من غير المنطقي أن تقوم الحكومة بإرسال المبلغ إلى عنوان والديها في نيوزيلندا.
وأكدت أنها تأمل ألا يضطر الآباء الآخرون إلى خوض التجربة التي مرت بها.
تجربة محزنة
قالت Walsh إنها كانت مرتبكة ومصدومة بعض الشيء عندما صادفت الرسالة في صندوق بريدها. وأشارت إلى أنهم تلقوا بريداً يخص ابنتهم المتوفية أكثر من مرة.
وعلى الرغم من أن Walsh لم تخطط أبداً لصرف الشيك لأنه لم يكن موجهاً لها ، إلا أنها تود التبرع به إلى مركز New Zealand’s Champion الذي يقدم خدمات التدخل المبكر متعددة التخصصات للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة تكريماً لBonnie.
لكن وعلى الرغم من ذلك، فقد أشارت ESDC إلى وجوب إرجاع هذا المبلغ، وقدّمت عنواناً بريدياً بالإضافة إلى رابط موقع ويب بخصوص ما يجب فعله عند وفاة أحد أفراد الأسرة.
وقد أكدت Walsh أنه لم يتواصل معها أي شخص من ESDC أو CRA بشكل مباشر بشأن الشيك.