مع دخول عام 2025، تتجه أنظار الأمريكيين إلى سبل تحقيق استقرار مالي بعد عام مليء بالتحديات الاقتصادية، ومع استمرار التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، يبحث الكثيرون عن أدوات إدارة مالية مبتكرة تمكنهم من التكيف مع الواقع الاقتصادي. إحدى هذه الأدوات هي الميزانية التزايدية، التي أثارت جدلاً واسعاً بين الخبراء حول مدى فعاليتها وفوائدها مقابل عيوبها.
الميزانية التزايدية هي نظام مالي يستخدم الإنفاق السابق كأساس لبناء ميزانية جديدة، مع إجراء تعديلات تدريجية بناءً على التغيرات الاقتصادية الحالية مثل التضخم وأسعار السوق.
يتم إنشاء الميزانية التزايدية عبر تعديل ميزانية العام السابق، بدلاً من إعادة البناء من الصفر، وهو النهج المستخدم في الميزانية الصفرية. تعتمد هذه الطريقة على إضافة أو خصم مبالغ صغيرة للإنفاق بناءً على الاحتياجات الحالية أو التوقعات المستقبلية.
في إطار الميزانية التزايدية، يتم اعتماد أرقام الميزانية الحالية كنقطة انطلاق، ثم تُضاف أو تُطرح تغييرات تدريجية لإنشاء ميزانية جديدة. على سبيل المثال، يتم حساب الزيادات على أساس معدل التضخم، وأسعار السلع، أو أي تغييرات اقتصادية متوقعة، ورغم سهولة هذه الطريقة، يشير الخبراء إلى أنها قد تؤدي إلى ترسيخ أنماط الإنفاق غير الضرورية إذا لم يتم فحص بنود الميزانية بعناية.
☆ إيجابيات الميزانية التزايدية
1- سهولة التطبيق
الميزانية التزايدية بسيطة وتستند إلى الوضع المالي الحالي، ما يجعلها سهلة التنفيذ سواء على مستوى الأفراد أو الشركات، فهي لا تتطلب تغييرات جذرية أو إعادة تقييم شاملة، ما يخفف من تعقيد العملية.
2- توفير الوقت والجهد
بالنسبة للشركات التي تتمتع بأداء مالي مستقر، توفر الميزانية التزايدية جهد إعادة التخطيط الكامل، بدلاً من ذلك، يتم إجراء التعديلات على المبالغ الحالية بشكل تدريجي وبمبالغ صغيرة.
3- المرونة في التعديل
تتيح هذه الطريقة إجراء تغييرات تدريجية، ما يساعد الأفراد والشركات على تحسين خططهم المالية خطوة بخطوة دون الشعور بالحاجة إلى تغييرات كبيرة.
4- تقليل المقاومة للتغيير
في بيئة الأعمال، نظراً لأن التعديلات تكون طفيفة، فإنها غالباً ما تُقابل بمقاومة أقل من قبل الموظفين أو المديرين، مما يسهل عملية الموافقة على الميزانية الجديدة.
5- إدارة مالية أكثر وضوحاً
يساعد استخدام الميزانية الحالية كمرجع في تتبع التغييرات التي تمت من العام السابق إلى العام الحالي، ما يجعل العملية أكثر قابلية للإدارة.
☆ سلبيات الميزانية التزايدية
1- الإفراط في الإنفاق غير الضروري
يحذر الخبراء من أن الميزانية التزايدية قد تشجع الأفراد أو الشركات على إنفاق كامل الميزانية المخصصة لضمان عدم تقليلها في العام التالي، وقد يؤدي ذلك إلى نفقات غير ضرورية لا تُراجع بشكل كافٍ.
2- غياب التقييم النقدي
اعتماد الميزانية السابقة كقاعدة قد يؤدي إلى استمرار الأخطاء أو أوجه القصور من عام إلى آخر دون التدقيق فيها أو العمل على تحسينها.
3- غياب الابتكار المالي
نظراً لأن التعديلات تكون طفيفة، قد يفقد المديرون الشعور بالإلحاح لتحسين أو إعادة هيكلة الميزانية، مما يضعف فرص التوصل إلى استراتيجيات مالية أكثر كفاءة.
4- محدودية التكيف مع التغيرات الكبيرة
بالنسبة للشركات التي تعمل في بيئات متقلبة أو تحتاج إلى مرونة عالية، قد لا تكون الميزانية التزايدية فعالة بما يكفي لتلبية الاحتياجات المتغيرة بسرعة.
5- انتقال أوجه القصور
عدم البدء من الصفر قد يؤدي إلى استمرار نقاط الضعف في الميزانية السابقة، ما يؤثر على الأداء المالي المستقبلي.
في حين أن الميزانية التزايدية تعتبر أداة مالية مفيدة للشركات المستقرة والأفراد الذين يفضلون تغييرات تدريجية، إلا أنها قد لا تكون الخيار المثالي في جميع الحالات، وبالنسبة للشركات التي تحتاج إلى مرونة أكبر أو تلك التي تواجه تقلبات كبيرة في السوق، قد تكون الميزانية الصفرية أو أساليب أخرى أكثر فعالية.