تتصارع حكومات المقاطعات حول كيفية السيطرة على الموجة الثالثة من COVID-19، حيث بدأت الأنواع المتحولة الأكثر ضراوة من الفيروس في الهيمنة، كما أصبح الأشخاص الأصحاء والصغار في السن معرّضين للخطر بشكل كبير.
وقد تزايد الخوف من الأنواع المتحولة من الفيروس بشكل سريع، حاله حال عدد الإصابات، خاصةً بالنسبة للشباب الذين لا يزالون يعتقدون أن الفيروس لن يؤثر فيهم بشكل كبير.
وقالت الدكتورة تيريزا تام ، كبيرة مسؤولي الصحة العامة في كندا: “هذا تذكيرٌ بأن COVID-19 يمكن أن يؤثر على الأشخاص من كافة الأعمار، ويمكن أن يحدث المرض الشديد في أي عمر”.
وأضافت أن مسؤولي الصحة في المقاطعة أفادوا بوجود أعداد متزايدة من المرضى الصغار الذين يدخلون المستشفيات، والذين سيحتاجون إلى العناية المركزة قريباً. وقالت:”الكثير منهم يتدهور بسرعة كبيرة ويتعين قبولهم في وحدة العناية المركزة.”
كما أشارت إلى وجود 6100 إصابة جديدة بـ COVID-19 يومياً خلال الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى 31 حالة وفاة ، ارتفاعاً من 4600 إصابة جديدة و 26 حالة وفاة في الأسبوع السابق.
وعبّرت عن قلقها من أرقام العلاج في المستشفيات، حيث ازدادت نسبة المرضى الذين يحتاجون إلى العناية المركزة في المستشفيات بشكل سريع.
وقالت إن عدد الأشخاص المصابين بـ COVID-19، والذين يتلقون العلاج في المستشفيات ارتفع بنسبة 4٪ خلال الأسبوع الماضي، ليصبح 2400 شخص في المتوسط يومياً. وفي الوقت نفسه، ارتفع عدد الأشخاص في وحدة العناية المركزة بنسبة 18٪ ليصل إلى 780 شخص.
ما يعني أن واحداً من بين كل ثلاثة مرضى مصابين بـ COVID-19 في المستشفى يحتاجون إلى الرعاية المركزة حالياً. مع العلم أنه وفي منتصف شهر يناير/كانون الثاني، عندما بلغ عدد المرضى في المستشفى أثناء الموجة الثانية من الوباء ذروته عند 4775 شخص، كان حوالي خُمسهم أو 880 شخص في وحدة العناية المركزة.
وتشير العديد من المقاطعات إلى أن غالبية المرضى المتواجدين في المستشفيات تقل أعمارهم عن 60 عام. كما يتوجه الأطباء في كافة أنحاء البلاد إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتأكيد على أن هذا الفيروس لا يهاجم الضعفاء أو كبار السن فقط.
وغرّد الدكتور Kevin McLeod ، أخصائي الطب الباطني في فانكوفر:”يعتقد الشباب أنهم لا يقهرون. يتلاشى هذا الشعور سريعاً عندما تتلقى الأكسجين في المستشفى، ويصبح كل ما تسمعه هو فريق يناقش إيجابيات وسلبيات تنبيبك وربطك بجهاز التنفس الصناعي”.
كما يوجد حالياً ضغوطات متزايدة على المقاطعات للحصول على اللقاحات للعمال الأساسيين الأصغر سناً بشكل أسرع، خصوصاً في الصناعات التي تشتهر بانتشار الفيروس، والتي لا يتمكن العاملون فيها من البقاء في المنزل.
و تحدث رئيس الوزراء جاستن ترودو مع رئيس وزراء أونتاريو دوج فورد يوم الثلاثاء. و ورد أنهما اتفقا على أهمية مواصلة التعاون في طرح اللقاح.
وجاء أيضاً أن كلاهما يدعم الحفاظ على نهج Team Canada لحماية صحة الكنديين وسلامتهم.
هذا وقد أثارت قضية إمدادات اللقاح وتسليمها الكثير من الجدل بين أونتاريو وأوتاوا خلال الأيام الأخيرة، حيث سلّط فورد الضوء على بطء توزيع اللقاحات والتوزيع غير المتكافئ ، بينما أشارت وزيرة الصحة الفيدرالية Patty Hajdu على تويتر إلى عدد الجرعات التي حصلت عليها كندا مقابل عدد الجرعات التي وزعتها المقاطعات.
وقالت Hajdu يوم الثلاثاء إنها كانت تقدم الحقائق فقط. حيث تم إعطاء حوالي 6.7 مليون جرعة من أصل أكثر من 10 ملايين جرعة تم توزيعها. وتلقّت المقاطعات ما يصل إلى 15٪ من هذه الجرعات خلال الأيام القليلة الماضية.
ومع اقتراب كندا من تلقيح ستة ملايين شخص بجرعة واحدة على الأقل، قالت تام إن اللقاحات قد تساعد في السيطرة على انتشار الأنواع المتحولة، لكنها حذرت من أنها ليست الدواء الشافي، وأكدت على أهمية ارتداء الكمامات و الحد من التجمّعات، خصوصاً مع ارتفاع الإصابات.
ويوجد حالياً أكثر من 15000 إصابة مؤكدة بالأنواع المتحولة في كندا، بارتفاعٍ من 9000 إصابة في 30 مارس/آذار. كما يتم فحص المسحات الإيجابية بحثاً عن الأنواع المتحولة، إلا أن هذا الأمر يستغرق عدة أيام لتحديد ذلك.
وقد سجلت أونتاريو حوالي 2300 إصابة بالأنواع المتحولة، بالإضافة إلى أكثر من 27000 حالة يتم فحصها للبحث عن الأنواع المتحولة،.
مع العلم أن أكثر من 90٪ من هذه الإصابات هي من النوع B.1.1.7، الذي تم اكتشافه لأول مرة في المملكة المتحدة.
إلا أن النوع P. 1 الذي تم اكتشافه لأول مرة في البرازيل يتقدم بسرعة أيضاً، خصوصاً في بريتيش كولومبيا حيث تم تأكيد 737 إصابة بP. 1 من أصل 857 إصابة في كندا.
وقالت تام إن كبار مسؤولي الصحة العامة اجتمعوا خلال عطلة نهاية الأسبوع لمناقشة انتشار P. 1، وأكدت أنهم يعملون على مضاعفة الجهود للسيطرة على إصابات P. 1 المعروفة.