القليل من الأهالي فقط، الذين فكروا مسبقاً في الطريقة المُثلى لحماية أبنائهم من جائحةٍ عالمية.
ربما سيقرّر الآباء في الوقت القريب، إذا ما كان يتوجب عليهم أن يلحقوا أطفالهم الصغار ضد COVID-19، وبحسب أفضل أطباء كندا، سيتوجّب عليهم أن يفكروا في أكثر من السلامة فقط وخاصة انقطاع الأطفال عن المدرسة وتأثير كوفيد طويل المدى.
و قالت الدكتورة “تيريزا تام” كبيرة أطباء كندا: “إنها مجموعة معقدة من العوامل”.
حالياً، ليس هناك لقاحات COVID-19 معتمدة ليتلقاها الأطفال تحت سن 12 عاماً في كندا، ولكنّ شركة Pfizer كانت قد أعلنت هذا الأسبوع، عن توصلها لنتائج إيجابية في تجاربها على أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات وما فوق.
حيث قالت الشركة أن لقاح Pfizer-BioNTech كان آمناً، ولدى الأطفال قابلية على تحمله، إضافة إلى أنه أظهر استجابات قوية للأجسام المضادة في الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 11 عاماً.
كما أن نتائج الاختبارات على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و5 سنوات من المتوقع صدورها في وقت لاحق من هذا العام.
وبمجرد أن قدمت الشركة نتائجها إلى الحكومة، ستقوم كلّ من وزارة الصحة الكندية، واللجنة الاستشارية الوطنية للتحصين، بالبحث بدقة لتحديد درجة أمان و فعالية اللقاح للأطفال.
ولكن بالنظر إلى أن خطر الفيروس يعتبر أقل للإصابة بأمراض خطيرة وموت الأطفال، فإن الدكتور Nazeem Muhajarine يتوقع أن يقلق الأهالي من تطعيم أطفالهم، أكثر من قلقهم من تلقي اللقاح بأنفسهم.
و أشار الدكتور إلى ضرورة مراعاة الأهالي لعوامل أخرى عند المقارنة بين مخاطر وفوائد اللقاح، بما فيها الآثار غير المعروفة لـ “COVID الطويل”.
وقال: “ظهرت بعض الأعراض والعلامات والتحديات على الأطفال، بما فيها التحديات المعرفية، بعد أشهر من التعافي الأوليّ”.
وأضاف: “ربما لا نعرف عن COVID الطويل كثيراً من المعلومات، و يتوجب علينا أن نأخذ ذلك في عين الاعتبار”.
من جانبها حذرت ” تام” الأهالي ” من أن الحوادث النادرة من الأمراض الخطيرة وحتى الموت بين الأطفال يمكن أن تصبح أكثر شيوعاً مع انتشار الفيروس بين السكان” .
و أضافت: “سنشهد دخول أطفالٍ إلى المستشفيات، إلى جانب بعض الحالات النادرة والخطيرة، ومن الممكن أن نشهد أعداداً كبيرة إذا كان هناك نشاطٌ فيروسيّ كبير”.
في أونتاريو، وصلت نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 11 عاماً إلى ما يزيد عن 20% من حالات COVID-19 الجديدة خلال اليومين الماضيين في المقاطعة بأكملها.
وتعتبر هذه النسبة مرتفعة عن 12.6% في الأسبوع الأخير من أغسطس/آب.
في بريطانيا، لم تتمكن اللجنة المشتركة للتلقيح والتحصين (JCVI) من إصدار توصيةٍ عالميةٍ بتطعيم الأطفال الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عاماً لأسباب صحية فقط، ذلك لأن نسبة الفائدة كانت قليلة، ولم يكن هناك دليل على وجود صلة بحالاتٍ مرضية نادرة كالتهاب عضلة القلب.
في كندا ، تم الإبلاغ عن وجود 774 حالة من التهاب عضلة القلب، وحالات التهاب الغشاء المحيط بالقلب، اعتباراً من 17 سبتمبر/أيلول، من أصل 54 مليون لقاح تم إعطاؤه حتى الآن.
وأضافت الدكتورة تام: “من الضروري أن نقارن ذلك مع التأثيرات الكبيرة، الاجتماعية، والتنموية، وكذلك التعليمية، والصحة العقلية التي تطرأ على الأطفال بسبب غيابهم عن المدارس”.
في النهاية، قام كبار المسؤولين الطبيين الأربعة في المملكة المتحدة، بإقرار أن يتم تقديم اللقاحات لتلك الفئة العمرية بكل الأحوال، وذلك يعود بشكل جزئيّ إلى أهمية أن يتمكن الأطفال من البقاء في المدارس.
اللجنة الاستشارية الوطنية للتحصين، إلى جانب وكالة الصحة العامة الكندية، سيقدمون المزيد من النصائح الرسمية، عندما يحصلون على نتائج السلامة والفعالية من شركة Pfizer، ومن مصنّعي اللقاحات الآخرين.