بالرغم من أن الثلج يمكن أن يوفر فرصة جيدة للقيام بأنشطة مختلفة في الهواء الطلق مثل التزلج على الجليد وغيرها من النشاطات إلا أن هناك في بعض الأحيان أخطار مميتة تتزامن مع عمليات جرف الثلج من أمام المنازل.
الباحثون الطبيون يؤكدون أن تجريف الثلج هو نشاط بدني ممتاز، حيث يعمل الجسم في جزئيه العلوي والسفلي ، وهذه الأنواع من الأنشطة التي تتم بانتظام يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة.
وبالرغم من ذلك يصنّف الباحثون تجريف الثلج كنشاط مكافئ للنشاط البدني القوي مثل الركض .
وتشير الأبحاث الطبية إلى ازدياد حالات دخول المستشفى بعد تساقط الثلوج لأشخاص يعانون من ألم في الصدر أو نوبات قلبية ترتبط بالقيام بجرف الثلوج .
وكشفت إحدى الدراسات الكندية عن ازدياد خطر الوفاة لدى الرجال بنسبة 34 في المائة بسبب نوبة قلبية في الأيام التي تلي سقوط 20 سم أو أكثر من الثلج.
وأشارت دراسة أمريكية مماثلة إلى حدوث 500 إصابة قلبية حادة خلال فصل الشتاء بسبب جرف الثلج .
وأوضحت الدراسة أنه في الولايات المتحدة ، يقوم ما يقرب من 770 شخصاً بإبلاغ قسم الطوارئ سنوياً عن الأحداث المتعلقة بالقلب نتيجة لجرف الثلج ، والتي ينتج عنها ما يقرب من 100 حالة وفاة.
مع هذه النتائج ، قد يعتقد المرء أنه يجب علينا تجنب جرف الثلج بأي ثمن لكن الأمر ليس كذلك مع وجود استثناءات قليلة .
وتوضح الدراسات الطبية أنه عندما يكون الشخص نشطاً ، تتطلب العضلات العاملة المزيد من الأكسجين مما يتسبب في تزايد ضربات القلب بشكل أسرع وأقوى الأمر الذي يضغط على القلب ويؤدي إلى زيادة في خطر الإصابة بنوبة قلبية.
ومع ذلك ، فإن هذا الخطر صغير للغاية ؛ حوالي وفاة واحدة في 36.5 مليون ساعة من التمرين مقارنة بواحدة من 59.4 مليون ساعة من الجلوس.
ما يميز نشاط جرف الثلج عن الأنشطة الأخرى هو أنه يتم في الطقس البارد وعادة تحتاج أجسامنا لوقت أطول في عملية الإحماء .
و يؤدي التعرّض لطقس بارد إلى تضيق الشرايين في وقت نريد فيه توسيعها للسماح بتدفق الدم والأوكسجين إلى عضلات الجسم وهذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وبالتالي تزايد خطر حدوث النوبات القلبية والسكتة الدماغية.
ومع ذلك ربما يكون العامل الأكثر أهمية هو حالة الأشخاص الذين أصيبوا بنوبة قلبية أو الوفيات القلبية المفاجئة نتيجة جرف الثلج
وغالباً ما يكون هؤلاء الأشخاص إما معرضين للإصابة بأمراض القلب أو هم غير نشطين عموماً.
بالنسبة لكثير من هؤلاء الناس ، قد يكون تجريف الثلج النشاط الأكثر نشاطًا الذي يقومون به. ومع انخفاض مستوى اللياقة البدنية ، يكون الضغط على القلب الناتج عن مجرفة الثلج أعلى ومخاطر الوفاة أكبر أيضاً.
العامل المهم الآخر أن عملية جرف الثلج تختلف عن الأنشطة الأخرى وغالبا ما يتم القيام به بأسرع ما يمكن بسبب استعجال الناس تنظيف الثلج وإخراج السيارة بسرعة للذهاب إلى العمل أو لتوصيل الأطفال إلى المدرسة .
إن السرعة بتنظيف الثلج والتي تتزامن مع الطقس البارد من دون عملية إحماء تزيد من خطورة هذا النشاط لأننا لا نستعدّ جسدياً وعقلياً له بالشكل الصحيح .
العلاج الأمثل
هناك عدد من الطرق التي يمكنك من خلالها تقليل خطر الإصابة أهمها هي أن تكون نشطاً بانتظام حيث يتمتع الأشخاص النشيطون بمستوى لياقة أعلى ويكونون أكثر قدرة على التعامل مع ضغوط النشاط القوي. وفي الوقت نفسه ، يكون الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة بانتظام أكثر ، عرضة لخطر الوفاة المفاجئة بسبع مرات.
مثل أي نشاط ، يحتاج جسمك إلى وقت للاحماء حتى يعمل بكفاءة. ابدأ ببطء ، ولا تتعجل واستخدم مجرفة صغيرة لتقليل فرص إصابة العضلات و ابدأ بالتجريف مبكراً قبل أن يتراكم الثلج وتزداد سماكته .