لأول مرة منذ سنوات عديدة تعتقد Monique Toutant أنها قد تكون قادرة على شراء بعض البقالة الأفضل و بعض الملابس الجديدة لنفسها.
بصفتها متلقيةً للمساعدات الاجتماعية منذ فترة طويلة فإن المقيمة في مدينة كيبيك و البالغة من العمر 62 عاماً معتادة على شراء الحد الأدنى لحاجاتها من متجر البقالة و توفيره لأشهر لكل عملية شراء، و هو ما تسميه ضغوط الحياة اليومية.
و تابعت Toutant التي لا تستطيع العمل بسبب التهاب المفاصل الحاد الذي يمنعها من الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة أنها تواجه صعوبات أقل قليلاً بعد أن ارتفع شيكها الشهري بأكثر من 300 دولار إلى 1548 دولار في بداية شهر كانون الثاني/يناير مع إطلاق برنامج الدخل الأساسي لحكومة كيبيك.
و بحسب الحكومة فإن البرنامج الذي يستهدف 84000 من سكان كيبيك الذين لديهم قدرة محدودة للغاية على التوظيف مثل المرض المزمن أو حالة الصحة العقلية سيوفر زيادة بنسبة %28 لشخص واحد.
حيث سيكون لدى هؤلاء القدرة على كسب حوالي 14500 دولار في السنة من الأجور ارتفاعاً من 2400 دولار في السنة مع مدخرات تصل إلى 20 ألف دولار كل ذلك دون خسارة المزايا.
كما سيكونون أيضاً قادرين على العيش مع شريك يكسب راتباً صغيراً دون رؤية فوائدهم تتراجع.
و من جانبها أوضحت وزارة العمل و التضامن الاجتماعي في المقاطعة في رسالة عبر البريد الإلكتروني أن البرنامج الذي سيكلف حوالي 1.5 مليار دولار سنوياً، يسمح للمستفيدين بالاستفادة من أعلى الدخل المتاح للأشخاص الذين يتلقون المساعدة الاجتماعية في كندا.
هذا و يشيد نشطاء مكافحة الفقر بالبرنامج كخطوة جيدة نحو مساعدة الناس على تلبية احتياجاتهم الأساسية، لكنهم يقولون إن معايير الأهلية الصارمة تستبعد العديد من سكان المقاطعة ذوي الدخل المنخفض.
حيث قال Jean Lalande المتحدث باسم لجنة حقوق الرعاية الاجتماعية في Pointe-St-Charles بمونتريال أن البرنامج يعالج بعض المشكلات المتعلقة بالرعاية التقليدية و التي تثني الناس عن اتخاذ خطوات لتحسين أوضاعهم عن طريق خفض المزايا بمجرد أن يحاول شخص ما الحصول عليها.
و مع ذلك فهو يعتقد أنه ينبغي تقديمها لجميع أولئك الذين يتلقون المساعدة الاجتماعية بما في ذلك أولئك الذين يحصلون على الحد الأدنى من مبلغ الرعاية الاجتماعية البالغ 770 دولار شهرياً و الذين ينفقون أحياناً %80 أو %90 من دخلهم على الإيجار.
كما أشار Lalande و Serge Petitclerc من Collectif pour un Québec sans pauvreté إلى أن قواعد القبول في المساعدة الاجتماعية مقيدة للغاية بالفعل و قد يستغرق الأمر سنوات حتى يتم الاعتراف رسمياً بالظروف الصحية للأشخاص.
مضيفين أنه بحلول الوقت الذي تتم فيه الموافقة على الناس للحصول على مزايا أعلى، من المرجح أن تكون صحتهم الجسدية والعقلية قد تدهورت بشكل أكبر بسبب آثار الفقر المدقع.
و وفقاً لحكومة كيبيك فإنه لا نية في الوقت الحالي لتوسيع الأهلية، مشيرةً إلى وجود برامج أخرى لمساعدة أولئك الذين يعيشون في فقر غير مؤهلين للحصول على دخل أساسي بما في ذلك بعض البرامج لمساعدة الأشخاص على العودة إلى مكان العمل.
في حين يرى François Blais الوزير الليبرالي السابق أنه سيكون من الصعب الاستغناء عن برنامج دخل أساسي أوسع يمكن تطبيقه أيضاً على العاملين من ذوي الدخل المنخفض..