في خضم النقاش الذي يخص ارتفاع أسعار الوقود مقابل تكاليف البطاريات، والفوائد والعقبات أمام مستقبل خفض الانبعاثات، يقول Dan McTeague، خبير الوقود الكندي ورئيس Canadians for Affordable Energy: “دولاران للتر الواحد ليس مجرد رقم عابر فمن المحتمل جداً أن نستمر في رؤية مثل هذه الأرقام خلال العامين المقبلين”.
ووفقاً لMcTeague، فإن جزء من هذا الأمر متعمّد، وهو نتيجة السياسات الحكومية المصممة للحد من استخدامنا للوقود الأحفوري، والتي تتضمن ضريبة الكربون الجديدة لليبراليين(ستصل إلى 170 دولار للطن بحلول عام 2030)، بالإضافة إلى معيار الوقود النظيف الذي سيتم تطبيقه قريباً.
وكان أشار رئيس الوزراء جاستن ترودو منذ بداية حملته السياسية إلى أن الرسوم الجمركية على الوقود الأحفوري كانت جزءًا رئيسياً من أجندته.
لكن ما كان مفاجأة للجميع تقريباً هو مدى سرعة انتعاش سعر النفط منذ الوباء. فمع تداول النفط في نطاق 75 دولار أمريكي للبرميل، قد يكون من الصعب تذكر أن أسعار النفط في الولايات المتحدة انخفضت لفترة قصيرة في أبريل/نيسان من العام الماضي.
وبعد مرور 18 شهراً، نوّه Adam Rozencwajg، الشريك الإداري ل Goehring و Rozencwajg إلى احتمال وصول هذا الرقم إلى 100 أو 200 أو حتى 250 دولار أمريكي للبرميل. يُذكر أن Rozencwajg كان الوحيد الذي توقع دورة الازدهار الحالية للنفط.
ورأى Rozencwajg أيضاً أن السبب في ذلك يعود إلى العرض والطلب، حيث تجاوز الطلب على النفط مستويات ما قبل COVID-19 في بعض الفصول ، مع تسجيل أرقام قياسية شهرية في عام 2021 في الولايات المتحدة والصين والهند، وهي أكبر ثلاث دول مستهلكة. وحدث ذلك على الرغم من أن قطاع الطيران لم يتعافى بشكل كامل من آثار الوباء.
ومن الواضح في غضون ذلك أن العرض آخذ في التراجع. وتابع Rozencwajg: “لا أحد يملك احتياطي من براميل النفط، وهذا يشمل المملكة العربية السعودية وروسيا”.
الدولة الوحيدة التي قد تملك بعض الطاقة النفطية هي الولايات المتحدة، إلا أن الإمدادات فيها تراجعت في الأشهر الأخيرة بسبب إجبار المستثمرين الناشطين لشركات النفط الكبرى على الحد من التنقيب والاستثمار مثل أي تخفيضات ناجمة عن وباء COVID-19.
لكن يمكن أن يكون اليوم الذي يزيد فيه سعر النفط عن 200 دولار قد حل بالفعل. حيث ارتفع الغاز الطبيعي في أوروبا من 1.40 إلى 35 دولار أمريكي لكل مليون قدم مكعب. ومع معادلة الطاقة التي يستخدمها خبراء الموارد ، تصبح أسعار النفط 230 دولار أمريكي للبرميل. أي أن عصر وفرة الوقود الأحفوري قد انتهى بالفعل.
ومن المفترض أن يكون كل ذلك بمثابة أخبار مرحب بها لأنصار السيارات الكهربائية ، الذين أكدوا منذ فترة طويلة أن شعبية BEVs ستزداد مع زيادة تكلفة تشغيل السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري.
لكن ولكي تستفيد BEVs من هذا الارتفاع في الأسعار ، يجب أن تستمر تكلفة البطاريات في انخفاضها المطرد. وبينما يتوقع معظم الخبراء انخفاض تكلفة أيونات الليثيوم إلى 100 دولار أمريكي للكيلوواط / ساعة مما يجعل السيارات الكهربائية ذات سعر تنافسي مع تلك التي تعمل بالوقود الأحفوري، يعتقد Rozencwajg أن سعر البطاريات لن ينخفض أكثر من ذلك، والسبب من جديد هو العرض والطلب.
وبشكل عام، تقدّر وكالة الطاقة الدولية أننا سنحتاج إلى 40 ضعف كمية الليثيوم التي ننتجها اليوم لتلبية الطلب المتوقع، مع ما يصل إلى 25 ضعفاً من الجرافيت والكوبالت والنيكل.
وبتطبيق مبادئ الاقتصاد الكلاسيكية، لا يبدو أن سعر أي منها يسير نحو الاتجاه التنازلي. وأوضحت Bloomberg في مقال حديث أن خلية البطارية نفسها – على عكس العبوة – تمثل حالياً 82٪ من تكلفة البطارية (ارتفاعاً من 70٪ قبل بضع سنوات فقط) وتعتمد إلى حد كبير على تكلفة المواد الخام.
ونوّه Rozencwajg إلى أن إمدادات النحاس معرضة للخطر بشكل خاص بسبب انتشارها في مختلف التجهيزات الكهربائية، نظراً لأهمية النحاس في توليد الطاقة وتوزيعها واستخدامها. ما يعني أن سعر النحاس سيرتفع، وعلى الرغم من أنه لن يحاول التنبؤ بنقطة سعر مستقبلية للبطاريات، يعتقد Rozencwajg أن متوسط عام 2021 الذي يبلغ 132 دولار لكل كيلوواط / ساعة هو “أدنى مستوى” لسوق أيونات الليثيوم.
يعد ما سبق مجرد طريقة طويلة لنقول إن التكافؤ في السعر الذي طال انتظاره للسيارة الكهربائية قد يكون أبعد بكثير مما نتصور. حيث تقع معظم المنتجات التي تخدم السوق الخالية من الانبعاثات في قطاع المنتجات الفاخرة التي يزيد سعرها عن 60 ألف دولار، وأفضل ما يمكن أن يفعله معظم المصنِّعين هو الانزلاق قليلاً إلى ما دون عتبة 45000 دولار المطلوبة للتأهل للحصول على دعم فيدرالي في كندا بقيمة 5000 دولار.
بالتأكيد ستكون المركبات التي تعمل بالبطارية جزءاً كبيراً من مستقبل النقل،
وفي الواقع، قد يتضح أن الاعتماد الكامل على طاقة البطارية لكافة احتياجات النقل خطأ كبير، حاله حال تكريس جميع مواردنا لمحركات الاحتراق الداخلي في فجر عصر السيارات منذ 100 عام.
هناك الكثير من الطرق للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الخاصة بالسيارات، ويجب أن نستخدمها كافة.