بينما وصف رئيس وزراء كيبيك “فرانسوا لوغو إعادة افتتاح المدارس يوم الاثنين بأنها “مخاطرة محسوبة ” ، تشير دراسةٌ جديدة إلى أن المدارس كانت سبباً لانتشار COVID-19.
الدراسة التي صدرت الثلاثاء، اعتبرتْ أنّ إعادة افتتاح المدارس الابتدائية في ظلّ ارتفاع الإصابات، سوف تعيق الفوائد المحتملة من الإغلاق الجزئي الحالي.
نظرت الدراسة في الإصابات في المدينة بين سبتمبر/أيلول، وأوائل يناير/كانون الثاني، ووجد الباحثون أن الحالات ازدادت لأول مرة بين الفئات العمرية من 10 إلى 19 عاماً، قبل أن تزداد بين البالغين، من 30 إلى 49 عاماً.
بالنسبة إلى “سيمونا بينامي”، عالمة الديموغرافيا والأستاذة في جامعة مونتريال، والمشارِكة في الدراسة، فإن النتائج تُظهر أن الحالات لم تنتقل إلى الأطفال من المجتمع – كما ارتأى المسؤولون الحكوميون – بل على العكس.
فقد استنتجت الدراسة أن الأطفال هم من نقل الفيروس للبالغين، عندما أعيد افتتاح المدارس، مما أدى للانتشار المتزايد المقلق في مونتريال مؤخراً.
وتخشى “بينامي” ظهور نتيجة مماثلة الآن، في وقتٍ لاتحتمل فيه شبكة الرعاية الصحية في كيبيك أية زيادة في الحالات.
“بينامي” قالت: “يجب أن يكون هدفنا هو تسوية المنحنى، ولكنّ افتتاح المدارس سيحدّ، وربما سيلغي الفوائد التي ستحققها الإجراءات الأخرى السارية”.
نفذت كيبيك حظر تجولٍ عامّ يوم السبت، بعد إغلاقٍ جزئيٍّ خلال العطلات، لكنها قررت إعادة افتتاح المدارس الابتدائية اعتباراً من الاثنين، وتليها المدارس الثانوية الأسبوع المقبل.
لوغو : مخاطرة محسوبة
الاثنين، وخلال مؤتمر صحفي، قال “لوغو”: “سمعتُ بعض الشكوك من الخبراء بقرار المقاطعة بإعادة افتتاح المدارس، لكنني متمسّك بمخاطرتي المحسوبة”.
وأضاف: “اتخاذ القرارات جزءٌ من وظيفتي. أتفهّم الخطر المرتبط بإعادة الأطفال إلى المدارس، ولكن هناك أضرارٌ أخرى لإبقائهم في المنزل، كالمساوئ الاجتماعية، وعيوب التعلم”.
وقالت “بينامي” أن الالتحاق بالمدرسة أمرٌ أساسيٌّ لنمو الأطفال وصحتهم العقلية، لكنها حذرت أن المقاطعة وصلت لنقطة الانهيار، وينبغي أن تتّبع أي طريقة لتخفيض الحالات.
استندت الدراسة إلى بياناتِ قسم الصحة العامة في مونتريال، ومعلوماتٍ جمعها موقع إلكتروني تطوعي يتتبّع تفشي الفيروس في المدارس منذ الخريف CovidEcolesQuebec.org. وبحسب الدراسة، اعتمد الباحثون على الموقع، لأن كيبيك تصدر قائمة بالمدارس التي تفشّى فيها المرض فقط، ولا تفصّل عدد الحالات فيها.
وبالإضافة للصلة بين الأطفال بعمر المدرسة، وانتقال العدوى في المجتمع، وجدت الدراسة أن الأحياء التي تضم الإصابات العظمى بين الأطفال، تقع في مناطق أكبر تجمع للمدارس التي أبلغت عن تفشي المرض.
دعَت الدراسة، المقاطعة، لجعل التعلم عن بعد اختيارياً للآباء الراغبين بذلك، وقالت أن الهدف هو إبقاء العدد الأقل من الطلاب في الفصول الدراسية، وتدعو لتحسين أنظمة التهوية في المدارس، وهي قضية كان النقاش فيها أساسياً منذ بداية الوباء.
لا توصي وزارة الصحة العامة في كيبيك بتركيب أجهزة تنقية الهواء في الفصول الدراسية، وقالت لايوجد دليل على فائدة الأجهزة في تقليل انتقال الرذاذ الحامل للفيروس، ومن الممكن أن وجودها يُشعِر بأمانٍ كاذب، لكنّ بعض مجالس المدارس مضت قدماً بتركيب الأجهزة.
عقد مجلس مدرسة مونتريال الإنجليزية، الاثنين، مؤتمراً صحفياً في مدرسة “بيير إليوت ترودو” في روزمونت، وتم تركيب 26 جهازاً لتنقية الهواء خلال العطلة، وتعتبر المدرسة واحدة من 30 مدرسة يقوم المجلس بتجهيزهم، ويعتزم تثبيت الأجهزة في نهاية يناير/كانون الثاني.
وقال “جو أورتونا”، رئيس المجلس: “إننا نؤكد أن أجهزة تنقية الهواء تساعد على الحد من انتشارCOVID-19”.
قام المجلس بشراء أكثر من 800 جهاز لتنقية الهواء، تكلفة شرائها وتثبيتها 1750000 دولاراً. وقال “أورتونا” أنها أموال يجب على المقاطعة سدادها، بالرغم من موقفها من الأمر. وأضاف: “سنواصل مطالبة الحكومة بدفع الأموال، هذا إجراءٌ للسلامة، ونحن نقوم بما يتوجّب علينا”.
ترافقت العودة إلى المدارس مع إجراءاتٍ إضافية للمدارس الابتدائية، حيث أن الأقنعة إلزامية لطلاب الصفين الخامس والسادس، كما يجب على الطلاب من الأول إلى الرابع ارتداء الأقنعة داخل المدرسة وفي المناطق العامة والحافلات المدرسية، باستثناء الفصل الدراسي.
يذكر أنه ومنذ إعادة افتتاح المدارس في سبتمبر/أيلول وحتى العطلة، كان هناك21410 حالات مؤكدة .