عندما علم بيان عاصي (29 عاماً)، أنه سيتم أخيراً السماح لزوجته بالقدوم إلى كندا، شعر بحالة قصوى من الفرح والراحة إثر رحلة طويلة من العناء.
وقال عاصي: “كانت لحظة مبهجة. كان الأمر أشبه بإزالة الكثير من الضغط عن صدرك، ووضعها على الجانب”.
اقترن الزوجان في كانون الثاي / يناير الماضي. ومنذ ذلك الحين، يحاول المواطن الكندي اللبناني الأصل عاصي لم شمله مع زوجته روان شمس الدين (30 عاماً)، في كندا، وتكثفت جهوده بعد انفجار 4 أغسطس / آب الماضي، في بيروت، حيث كانت تعيش شمس الدين، مُسفراً عن وفاة ما لا يقل عن 200 شخص وإصابة أكثر من 6000 جريح، وتشريد أكثر من 300 أسرة.
وأنشأت دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC) برنامجاً مُصمّماً للم شمل العائلات المتضرّرة من الانفجار، فتقدّمت شمس الدين بطلب، لكن قيل لها إنها غير مؤهلة ورُفضت، وبعد مناشدة الزوجين لـIRCC الأسبوع الماضي، حصلت شمس الدين أخيراً على تصريح إقامة مؤقت (TRP) لتتمكن من القدوم إلى كندا.
وقال عاصي: “كانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها ابتسامتها الحقيقية بعد كل الكوارث التي تمر بها. كانت مثل بصيص أمل على وجهها”، مضيفاً: “أعتقد أن هناك حاجة إلى مزيد من الاهتمام بتفاصيل كل طلب”، ومعرباً عن اعتقاده بأنّ ملف زوجته ربما لم تتم مراجعته بشكل صحيح، ولهذا السبب تم رفضها في البداية، إذ إنّ “ملفها الذي أُعدَّ للمتضررين من الانفجار في بيروت، تم التعامل معه على أنه تأشيرة سياحية عادية”.
مؤهّل منذ البداية
وأشاد المحامي الذي يتعامل مع قضايا الهجرة جوزيف داورا بموظّفي السفارة الكندية وIRCC لجهودهم.
وقال داورا: “لقد قاموا بعمل رائع. راجعوا قرارهم الذي يتماشى الان مع الارشادات والتعليمات التي أُعطيت بعد انفجار بيروت”، موضحاً أنّ “شمس الدين كان ينبغي أن تكون مؤهلة منذ البداية – بموجب برنامج لم الشمل الفيدرالي الكندي – لأنها متزوجة من مواطن كندي وتعيش في المنطقة المتضررة من انفجار بيروت”.
وتابع: “قضية أخرى عملت عليها مع طاقم السفارة وانتهت بنهاية سعيدة، وأنا سعيد لأنّ المسؤولين هناك يتخذون مقاربة إنسانية للم شمل العائلات”.
وفيما يسمح تصريح الإقامة المؤقتة الخاص بـ شمس الدين لها بالعيش في كندا لفترة من الوقت، بينما تنتظر الموافقة على تأشيرة الكفالة الزوجية، قال عاصي بأنّه يتطلع إلى وصول زوجته وبدء حياتهما معاً.