بات سؤال تم طرحه الأسبوع الماضي باللغة الإنجليزية خلال مناظرة قادة الأحزاب الفيدرالية، قضية رئيسية في كيبيك ، و أدى إلى دعم “كتلة كيبيك” في استطلاعات الرأي، إضافة لانتقاداتٍ من السياسيين في كيبيك، ومن قادة الأحزاب الفيدرالية، إلى جانب وسائل الإعلام في المقاطعة.
بالنسبة لمن يتابعون سياسات كيبيك، فلم تفاجئهم ردة الفعل السلبية على السؤال، والتي وصفت قانونين اثنين في كيبيك بـ ” التمييز والعنصرية ” .
جاء هذا الموقف، في وقت يقال إن العديد من سكان كيبيك يواجهون حساسية تجاه فكرة أن الصحفيين والسياسيين والمثقفين الكنديين-الإنجليز المتحدثين إلى كيبيك بطريقة اشتهرت باسم “تقريع أو توبيخ كيبيك”، و في الوقت الذي يُصوّر فيه رئيس الوزراء “فرانسوا لوغو” بأنه المدافع عن لغة وثقافة كيبيك.
و قال Martin Papillon، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة مونتريال: “عندما سمعت السؤال، انزعجت حقاً، ليس لأنه كان شائناً، بل إنني لم أتوقع من المذيعة التي أدارت المناظرة أن تسأل هكذا سؤال”.
وكانت Shachi Kurl الصحفية التي تدير المناظرة الانتخابية بين قادة الأحزاب المتنافسة، قد وجهت هذا السؤال لزعيم ” كتلة كيبيك، “Yves-Francois Blanchet” :
“إنك تنكر تعامل كيبيك بعنصرية، لكنك تدافع عن تشريعات كمشروعي قانون 96 و 21، اللذان يهمشان الأقليات الدينية، والناطقين باللغة الإنكليزية “.
و أشار Papillon إلى أن العديد من سكان كيبيك يرون السؤال مثالاً حيّاً على وسائل الإعلام الإنجليزية الكندية، التي لا تحاول أن تفهم القضايا من وجهة نظر كيبيك.
وأضاف” إن مجرد التلميح بأن كيبيك تتعامل مع البعض بعنصرية، فهذا يؤكد النظرة العامة التي تقول إن وسائل الإعلام الإنجليزية الكندية، تتحدث بنبرة متعالية فيما يتعلق بقضايا كيبيك.
من جانبه قال Daniel Beland، مدير معهد ماكجيل للدراسات الكندية: إن “الكثير من سكان كيبيك، يشعرون بأن الناس خارج كيبيك، يظنون أن سكانها عنصريون، وهم يتخيلون سكان كيبيك بطريقة سلبية للغاية. لذلك فإن هناك شعور سائدٌ بتعرض كيبيك لهجومٍ مباشر”.
وأضاف: “إن استطلاعات الرأي لكتلة كيبيك تشهد ارتفاعاً الآن. إن هذا ليس هجوماً ضدي، بل هو هجومٌ على كيبيك”.
أما Jack Jedwab، وهو رئيس جمعية الدراسات الكندية، ومقرها مونتريال، فهو يعتقد أن Kurl لم تكن موفقة بدمج موضوعي قانون العلمانية وإصلاح قانون اللغة، و العنصرية المنهجية.
وقال ” إن ما حدث، قد ساعد حكومة كيبيك، ووسائل الإعلام فيها على الاستمرار في اعتبار الأشخاص المشكّكين بشرعية القانون، ولا سيما مشروع القانون 21، على أنهم ليسوا من سكان كيبيك ” .
واعتبر Papillon أن “لوغو” الذي حافظ على شعبيته خلال الوباء، نجح في تحويل النقاش من الحديث عن مشروع قانون حكومته الخاص بالعلمانية، و من إصلاح قانون اللغة، إلى النقاش حول هوية وأمّة كيبيك ” .
في غضون ذلك قامت الجمعية الوطنية في كيبيك بالتصويت بالإجماع على طلب لتقديم الصحفية اعتذارها عن هذا السؤال ، الذي وصفته الجمعية بما يسمى “تقريع أو توبيخ كيبيك”.
إلى ذلك أيد قادة الأحزاب المشاركة في المناظرة الانتخابية تقديم الصحفية اعتذارها عن هذا السؤال .