ناشدت سلطات الصحة العامة في مونتريال سكان الجزيرة الذين يبلغون من العمر 55 عاماً وما فوق للذهاب إلى أقرب مركز تلقيح في نهاية هذا الأسبوع للحصول على جرعة من لقاح AstraZeneca بينما لا يزال بإمكانهم ذلك.
و كان الطلب على اللقاح ضعيفاً في نهاية الأسبوع الماضي، وتم إعطاء حوالي 1300 جرعة من لقاح AstraZeneca يومياً في جميع أنحاء المنطقة منذ يوم السبت.
هذا وقد أرسلت السلطات الصحية 14000 جرعة من AstraZeneca كانت مخصصة لمونتريال إلى مناطق أخرى من المقاطعة تعاني من ارتفاع إصابات COVID-19، وسيتم نقل المزيد منها في حال لم يرتفع الطلب في مونتريال.
و أصدرت سلطات الصحة العامة يوم الجمعة نداءاً لمن هم في سن 55 عام فما فوق ، مؤكدةً أنه يوجد حالياً 20000 جرعة متاحة من لقاح AstraZeneca في حوالي 30 عيادة في جميع أنحاء الجزيرة لهذه الفئة العمرية.
مع العلم أنه لا يزال هنالك حوالي 47454 شخصاً بحاجة إلى تلقي اللقاح في مونتريال من أجل الوصول إلى هدف تلقيح نسبة 75٪ ممن تزيد أعمارهم عن 55 عام.
160 ألف شخص لم يطلبوا موعد تلقي اللقاح
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الصحة في كيبيك Noémie Vanheuverzwijn، إلى أن أكثر من 635000 شخص تتراوح أعمارهم بين 55 و 79 عام في جميع أنحاء المقاطعة، لم يتلقوا اللقاح حتى الآن، ولم يقوموا بتحديد موعد للقيام بذلك.
وأضافت أن حوالي 160 ألف شخص في تلك الفئة العمرية في منطقة مونتريال لم يتم تلقيحهم ولم يحددوا مواعيدهم.
وقالت: ” سيتم إعادة توزيع الجرعات التي خُصصت في البداية إلى مونتريال على المناطق التي يكون فيها الاهتمام بلقاح AstraZeneca أقوى. التحليلات جارية حالياً لتحديد عدد الجرعات التي سيتم تضمينها في هذه العملية”.
خطر لقاح AstraZeneca ضئيل
كما شدّدت سلطات الصحة العامة على أن خطر الإصابة بجلطة دموية عند تلقي لقاح AstraZeneca ضئيل للغاية، في حين أن خطر الإصابة بمضاعفات COVID-19 أكبر بكثير.
و أشار الدكتور Paul Le Guerrier، المستشار الطبي في الصحة العامة في مونتريال، إلى أنه ليس من المنطقي الانتظار عدة أسابيع أو شهور حتى يتم تقديم لقاح مختلف.
وقال: “هنالك خطر أكبر للوفاة بسبب COVID بمقدار 8000 مرة مقارنةً بأخذ لقاح AstraZeneca بالنسبة لشخص يبلغ من العمر 55 عام فما فوق”.
وأضاف: “نحن حالياً في سباق ضد الأنواع المتحولة من الفيروس. نرى الأضرار التي يمكن أن تفعلها هذه الأنواع ، وهي تنتشر بشكل كبير في مونتريال، فهي أكثر قابلية للانتقال وتؤدي إلى دخول المزيد من الناس إلى المستشفيات والعناية المركزة. إحدى الطرق الجيدة لتجنب هذا الخطر هو الحصول على لقاح AstraZeneca”.
كما قال:”يوفر هذا اللقاح حمايةً بنسبة 73٪ من المرض بعد شهر واحد أو 35 يوم. و ربما يكون أفضل من Pfizer و Moderna ضد المضاعفات الخطيرة لمرض COVID-19، والذي أعني بها دخول المستشفى والموت. إنه لقاح جيد بشكل عام”.
وقد عبّر البعض عن قلقهم من أن الحكومة لم تبذل جهداً كافياً لإقناع سكان مونتريال بأن لقاح AstraZeneca آمن، ولا لتشجيعهم على تلقي اللقاح.
وقالت Roxane Borgès Da Silva ، أستاذة الاقتصاد الصحي في جامعة مونتريال، إنها معجبة بالطريقة التي احتشد بها مجتمع الصحة العامة لإنشاء مرافق رائعة والتعامل مع الخدمات اللوجستية، لكنها تشعر أن عامل التواصل مفقود. وقالت إن الحكومة كانت بطيئة للغاية في الرد على فترات الهدوء في الطلب في مراكز التلقيح.
وأكّدت أن الناس بحاجة إلى تحديد مواعيد نهائية حتى يعرفوا أن فئتهم العمرية أو تصنيفهم سيكون أولوية لتلقي اللقاح ولكن فقط لفترة محددة.
كما عبّرت عن قلقها بشأن قرار نقل بعض الجرعات التي تم تخصيصها لمونتريال إلى مناطق أخرى، لأنه حتى لو بدت مونتريال على منحنى نمو أبطأ من بعض أجزاء كيبيك الأخرى، فقد يتغير ذلك بسرعة كبيرة.
ولفتت إلى أن “كثافة السكان في مونتريال أعلى بكثير من باقي المناطق، و رأينا في الماضي أن مونتريال كانت بؤرة الوباء في كل موجة. ليس من الواضح سبب عدم وصول الموجة الثالثة إليها حتى الآن ، ولكن ربما سيكون هناك زيادة كبيرة في منطقة مونتريال غداً أو في اليوم التالي”.
وأشارت إلى أن مونتريال تملك مطاراً مفتوحاً للمسافرين من كافة المقاطعات.
وأضافت أن السلطات بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لإشراك قادة المجتمعات الثقافية في حملة التلقيح.