في ضوء الازدياد الكارثي بعدد إصابات COVID-19، وما استتبعه من حظر للتجوّل في كيبيك لمدة شهر، حذر أستاذ الطب النفسي وعلم العقاقير من جامعة تورنتو روجر ماكنتاير من أنّ هذا الحظر “قد يزيد من شعور الناس بالوحدة”، داعياً الناس لـ”الحفاظ على العلاقات الشخصية والنشاط البدني”.
وإذ قال: “لقد سئم الناس من عدم اليقين”، أعرب د. ماكنتاير عن تفهمه لمدى العصبية الذي يجب أن يكون عليه سكان كيبيك لمواجهة تدبير آخر عندما يواجهون بالفعل صراعاً اقتصادياً في ظل قيود الصحة العامة لـ COVID-19.
ولفت الى أن “هذا الوقت مضاد للتحفيز، فنحن لم نحصل على هذا الفيروس فحسب، لكن لدينا شعور بالوحدة المذهلة التي تترافق مع مطالبتنا بالبقاء في المنزل”.
وكانت إقرار حظر التجول في كيبيك قد تم التوصل اليه نتيجة للأرقام الكئيبة حول COVID-19، ففي نهاية هذا الأسبوع فقط، حطمت المقاطعة رقما قياسيا للارصابات اليومية، مع أكثر من 3100 حالة جديدة يوم أمس (السبت).
حظر التجول الليلي، الذي يستمر حتى 8 شباط / فبرايرالمقبل، هو الأول من نوعه في كندا ولديه استثناءات قليلة ، حيث يتطلب من السكان البقاء في منازلهم من 8:00 مساءً حتى 5:00 صباحاً كل ليلة، وهو ما قد يزيد من الشعور بالعزلة حسب ما يُشير د. ماكنتاير.
“لقاح” الوحدة
وقال ماكنتاير، مستشهدا باستطلاع جرى في نيسان / أبريل الماضي: “قبل وصول الوباء كان نصف الكنديين يشعرون بالوحدة، واليوم مع دخول هذا الوباء على يومياتنا تفاقم الأمر بشكل كبير، خاصة بعد قرار حظر التجوّل”.
وتابع: “إلى أن يتم إعطاء اللقاحات المعتمدة لعامة السكان ، فإن “اللقاح” ضد هذه الضائقة الرهيبة هو التواصل مع الناس”، داعياً الناس إلى الاستمرار في التواصل مع بعضهم البعض عبر الإنترنت أو عبر خدمات الفيديو مثل Zoom، لكنه شدد على الأهمية “الأساسية” لنظام غذائي جيد ومتوازن ونوم منتظم.
هل سيكون الحظر فعالاً؟!
في الليلة الأولى من حظر التجول ، تم تسطير 20 محضر ضبط لمتظاهرين رافضين له، لكن محامية الحقوق المدنية أعربت عن قلقها بشأن كيفية تطبيق حظر التجول ومن سيتأثرون به بشكل غير متناسب.
وقالت كارا زويبل، المحامية في جمعية الحرية المدنية الكندية: “نعلم أن اهتمام الشرطة يتركز بشكل غير متناسب على مجموعات سكانية معينة وأحياء معينة”.
وأكدت أنه في ما يتعلق بما إذا كانت خطوة كيبيك بالحظر ستنجح، فإنّ بحثاً جرى في فرنسا في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، أظهر أن حظر التجول كان قادرا على إبطاء انتشار COVID-19، على الأقل بالنسبة لبعض الفئات العمرية، كما أن حظر التجوّل في البلاد الذي بدأ في تشرين الأول / أكتوبر الماضي أدى إلى إبطاء العدوى، وكان التأثير الأقوى لمن هم في الستين من العمر وما فوق. ومع ذلك ، بالنسبة لجميع الشباب، يبدو أن طرق الإغلاق الشاملة كانت العامل الأكبر.