لجأ بعض أعضاء عائلة محمّد بوعزيزي، مُفجّر ثورة الياسمين، إلى كندا وهم يواصلون حياتهم بعيدًا عن أهلهم وأقاربهم.
والتقت هيئة الإذاعة الكندية بأخت وأمّ هذا الرجل الذي أدّى موته إلى إشعال فتيل الربيع العربي في بداية 2011. ففي ديسمبر كانون الأول 2010، قام الرجل بإضرام النار في جسده بعد أن احتجز رجال الشرطة التونسية في سيدي بوزيد بضاعة كان يبيعها على الرصيف.
وبعد سقوط نظام الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، تعرّضت العائلة لمضايقات من طرف جيرانها الذين اتهموها باستغلال مأساة ابنها للحصول على مزايا. كما تعرّضت لتهديدات من بعض أفراد النظام السابق.
واضطرّت العائلة إلى الانتقال للعيش في تونس العاصمة، كما تقول ليلى بوعزيزي أخت محمّد بوعزيزي، لراديو كندا.
وفي نهاية عام 2011 ، انتقلت ليلى إلى مونتريال بعد حصولها على تأشيرة للدراسة في كندا في معهد حرف الطيران.
وفي حديثها مع هيئة الإذاعة الكندية، تقول ليلى بوعزيزي إنّها بدأت العمل في شركة “برات أند ويتني كندا” (Pratt and Whitney Canada) لصناعة محرّكات الطائرات، مباشرة بعد حصولها على شهادتها واتمام تدريباتها.
وتقول ليلى بوعزيزي إنّها كانت قلقة على مصير أقاربها الذين بقوا في تونس. واستطاعت إقناع والدتها، منوبية بوعزيزي بالالتحاق بها في كندا. وحصلت الأم وأفراد آخرون من الأسرة على حقّ اللجوء إلى كندا في 2014.
وتتابع الأم حاليًّا دروسًا لتعلّم اللغة الفرنسية في مونتريال. وتقول منوبية لعزيزي : ” في البداية ، على الرغم من الحزن ، كنت جدّ فخورة بابني. وكنت أقول لنفسي إنّ الوضع سيتغيّر في تونس لكنّ للأسف ، لا تزال البطالة مرتفعة ، والاقتصاد ضعيف ، ولا يوجد مستقبل للشباب في تونس وهذا ما يؤلمني.”
وبالمقابل تضيف ابنتها قائلة إنّه “على الأقل اليوم في تونس، يمكنك التصويت واختيار الرئيس الذي تريده. ويمكنك التعبير عن رأيك والتظاهر. أمور لم تكن ممكنة من قبل.”
ولم يستطع كلّ أفراد عائلة بوعزيزي اللجوء إلى كندا حيث بقي في تونس أخ وأخت ليلى بوعزيزي.
وقالت هذه الأخيرة إنّ العائلة لا تحتفل عادة بهذه الذكرى لأنّ ذلك يؤلم الأمّ التي فقدت ابنها وهو لا يتجاوز 26 سنة من العمر.
المصدر: سمير بن جعفر / راديو كندا الدولي