تتوقع نسبة كبيرة من الكنديين أن تستمر أسعار المنازل في الارتفاع لمستويات عالية جديدة.
و يعتقد 6 من كل 10 كنديين، أن قيمة العقارات في منطقتهم سوف تزداد خلال الأشهر الستة المقبلة، وفقاً لآخر استطلاع أسبوعي أجرته مجموعة أبحاث Nanos لصالح Bloomberg News.
هذه هي المرة الأولى التي تتجاوز فيها مثل هذه الاستطلاعات نسبة 60%، منذ بدء الاستطلاع في عام 2008، وهو ما يؤكد أن الارتفاع في أسعار المنازل بات يغذي التوقعات المستقبلية للعوائد المرتفعة.
لكن القلق، هو أن هذه التوقعات، ربما تجذب النوع الخاطئ من الطلب – من المُضاربين أو المستثمرين الذين يخشون أن يفوتهم – الأمر الذي سيؤدي للتضخم المفرط في السوق، وتفاقم عدم القدرة على تحمل التكاليف بالنسبة للأسر الشابة، أو لذوي الدخل المنخفض، وزيادة ديون الرهن العقاري. وتضخيم مخاطر انهيار السوق غير المستقر.
الخبير الاقتصادي في “رويال بنك كندا” Robert Hogue، قال: “هذا الخوف من الضياع موجود حقاً، وهو يدفع الناس لاتخاذ قرارات سيتعين عليهم التعايش معها”.
نتيجة الاستطلاع، ليست هي المؤشر الوحيد الذي يومض باللون الأحمر:
فقد أفادت هيئة الإحصاء الكندية في الأسبوع الماضي، بأن أسعار المنازل الجديدة في فبراير/شباط، قد شهدت ارتفاعاً بأسرع وتيرة شهرية، في أكثر من ثلاثة عقود.
مؤشر أسعار المنازل المنفصل، الذي تقوم جمعية العقارات الكندية بحسابه، يُظهر أن الأسعار على الصعيد الوطني قد ارتفعت بنسبة 17% خلال الأشهر الـ 12 الماضية.
كما أن 12 سوقاً رئيسية، قد حققت مكاسب في الأسعار تزيد عن 30%.
أسباب أساسيةٌ، ووجيهة لهذا الارتفاع
أولها، أن أسعار الفائدة على الرهن العقاري قد انخفضت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق في العام الماضي، ما جعل تحمّل كل الديون أرخص بكثير.
وهذا هو السبب الرئيسي، في أن تكاليف ملكية المنازل تنمو بنسبة 2.2% فقط سنوياً، على الرغم من ارتفاع قيمة المنازل.
وكما أدى التحول إلى العمل عن بعد أثناء الوباء، لزيادة الطلب على منازل الأُسرة الواحدة، لا سيما في الضواحي والبلدات الصغيرة.
وفي الوقت نفسه، كان المخزون من العرض ضئيلاً، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
ولكنّ المخاوف باتت تتصاعد.
حيث حذر محافظ بنك كندا Tiff Macklem في الشهر الماضي، من وجود بعض العلامات المبكّرة على ما سماه “الوفرة الزائدة”.
وقد أصبح أكثر بروزاً، أولئك الذين يشترون منزلاً، بِنيّة إعادة بيعه بسرعة لتحقيق ربح كبير بعد القيام بتحسينات طفيفة.
كما تكثر الروايات عن منازلٍ متواضعة الحجم، وتُباع بأسعار باهظة.