سيكون هناك برامج هجرة جديدة للحصول على الإقامة الدائمة في كندا ل: (العمال الأساسيين، والخريجين من الطلاب الدوليين، والمتحدثين باللغة الفرنسية).
أعلن وزير الهجرة الكندي، Marco Mendicino، عن البرامج الجديدة التي ستمهد الطريق لـ 90 ألف مهاجرٍ جديدٍ، ليحصلوا على إقامةٍ دائمة هذا العام من خلال ثلاثة من الجداول. ولن يكون هناك سقفٌ للقبول، عبر التدفقات الثلاثة الأخرى، للمهاجرين الناطقين بالفرنسية.
ستكون البرامج الجديدة مخصصة للعاملين المؤقتين، العاملين في المستشفيات ودور الرعاية طويلة الأجل، وأولئك الذين يعملون في الخطوط الأمامية للقطاعات الأساسية الأخرى، بالإضافة للطلاب الدوليين، المتخرجين من المؤسسات التعليمية الكندية.
واعتباراً من 6 مايو/أيار، ستبدأ دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC)، في قبول تلك الطلبات، بموجب التدفقات الثلاثة التالية:
– 20000 طلبٍ، للعمال المؤقتين في مجال الرعاية الصحية.
– 30000 طلبِ توظيف، للعمال المؤقتين، في مهنٍ أساسيةٍ أخرى، مختارة.
– 40000 طلبٍ، للطلاب الدوليين، خريجي أحد المؤسسات التعليمية الكندية.
وستبقى التدفقات مفتوحةً حتى 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أو إلى حين الوصول للحد الأقصى.
وتنطبق هذه السياسات العامة الجديدة، على العاملين في 40 مهنةِ رعايةٍ صحية، بالإضافة إلى 95 وظيفةٍ أساسيةٍ أخرى عبر مجموعة من المجالات، مثل تقديم الرعاية، وإنتاج الأغذية، وتوزيعها.
ولامتلاك معايير الأهلية، يحتاج العمال إلى سنةٍ واحدةٍ على الأقل، من خبرة العمل الكندية، في مهنة الرعاية الصحية، أو مهنةٍ أساسيةٍ أخرى تم اعتمادها مسبقاً.
كما يجب أن يكون الخريجون الدوليون، قد أكملوا برنامجَ ما بعد الثانوية الكندي، الذي تم تأهيله خلال السنوات الأربع الماضية، وليس قبل يناير/كانون الثاني 2017.
ويجب أيضاً، أن يتمتع الخريجون والعمال بالكفاءة في إحدى اللغات الرسمية في كندا، واستيفاء متطلبات القبول العامة، وأن يكون المتقدم حاضراً ومصرحاً له بالعمل في كندا، في الوقت الذي يقوم فيه بتقديم طلب التأهل.
وقال Mendicino في بيان إعلامي: “ستساعد هذه السياسات الجديدة، أولئك الذين لديهم وضع مؤقت، في أن يخططوا لمستقبلهم في كندا، ويلعبوا دوراً رئيسياً في انتعاشنا الاقتصادي، كما أنها تساعدنا على إعادة البناء بشكل أفضل. إن رسالتنا إليهم بسيطة: قد تكون حالتكَ مؤقتة، ولكن مساهماتكَ دائمةً، ونريدك أن تبقى”.
إجراءٌ منتظر
وكان وزير الهجرة – منذ الخريف – يلمّح إلى فكرة تسهيل الهجرة للمقيمين المؤقتين، بعد أن تم الإعلان عن أعلى أهداف الهجرة التي شهدتها كندا على الإطلاق.
وقال Mendicino، أن هذه الخطوة ستكون ضروريةً، في سبيل التعافي من عامٍ كاملٍ من انخفاض الهجرة.
حيث لم تقبل كندا عدداً كافياً من المهاجرين في عام 2020، ونتيجة لذلك، فقد انخفضَ النمو السكاني إلى مستوياتٍ مشابهةٍ لمستوياتِ الحرب العالمية الأولى.
وعلى مدى السنوات الثلاث المقبلة، فإن كندا تضع نصب أعيُنها، هدفَ استقبال حوالي 1.2 مليون مهاجرٍ جديد.
كما من المفترض أن يصبح حوالي 401 ألف شخصٍ، في عِداد المقيمين الدائمين في عام 2021 وحده، ولكنّ قيودَ السفرِ المتعلقة بفيروس كورونا لا تزال ساريةً، مما يعيق هجرة الكثيرين إلى كندا.
يهدف نظام الهجرة الكندي حقاً إلى تسهيل الانتقال للإقامة الدائمة، لأولئك الأشخاص المقيمين بالفعل في كندا. كما يمنح العديد من برامج الدرجة الاقتصادية المختلفة في كندا، والتي يزيد عددها عن 100 نقطةٍ إضافيةٍ، لمن هم يمتلكون الخبرة الكندية، أو أن هذه البرامج توجدُ بشكلٍ خاصّ لتسهيلِ مثل هذه التحولات.
هذه، إلى حدّ كبيرٍ، هي وظيفةٌ من أبحاث هيئة الإحصاء الكندية، التي توضح أن التجربة الكندية السابقة للهبوط، تؤيّد الاندماج في سوق العمل في كندا.
وعلاوةً على ذلك، فقد كان تيسيرُ مثلِ هذه التحولات، هو عاملٌ في تعزيز كندا لتوزيعٍ أوسعٍ للهجرة عبر كندا. حيث أن هذا النهج، يساعدُ المدن والمجتمعات الأصغر، في الاحتفاظِ بالعمال الأجانب المؤقَّتين، من الطلاب الدوليين، والذين قد أسسوا جذورهم محلياً.
يستهدف برنامج Express Entry المرشحين المحليين
إحدى الطرق التي تعمل بها كندا لتحقيق هدف 2021، هي دعوة أعداد كبيرة جداً من مرشحي الهجرة، ليتقدموا بطلب للحصول على الإقامة الدائمة، والذين يعيشون في كندا خلال الجائحة.
كل أسبوعين تقريباً، ومنذ بداية العام، قد عقدت كندا سحوبات Express Entry، التي تستهدف فقط المرشحين المؤهلين لفئة الخبرة الكندية (CEC)، أو الذين تم ترشيحهم سابقاً من خلال برنامج الترشيح الإقليمي (PNP).
برنامج Express Entry، هو الطريقة الرئيسية التي ترحب بها كندا بالمهاجرين من الطبقة الاقتصادية، وذلك لأنها تضم أكثر من ربع المقبولين الجدد السنويين، في كندا.
في 13 فبراير/شباط، قاما كندا بدعوة كل مرشح مؤهل لـ CEC من مجموعة Express Entry، وعددهم 27332 مرشحاً. وكان هذا إلى حدٍ ما، أكبر سحبٍ تاريخيٍّ منذ أن تم إطلاق Express Entry في يناير/كانون الثاني 2015.
وقبل هذا السحب، كان أغلب مرشحي Express Entry الذين دعتهم IRCC في وقتٍ واحد، هم 5000.
وقالت إدارة الهجرة، أن سبب السحب كان جزءاً من جهدٍ مبذول، لمساعدة مزيدٍ من مرشّحي الهجرة، الذين كانوا يعملون في كندا للبقاء في كندا.
حوالي 90% من مرشحي CEC، هم موجودون بالفعل في كندا، هذا يعني أنهم لن يتأثروا بقيود السفر، وقد لا يواجهون نفس الصعوبات في جمع جميع مستنداتهم معاً، مقارنةً بالمتقدمين الأجانب.
طرقٌ أخرى تسعى كندا خلالها لتحقيق هدفها البالغ 401.000 وافدٍ جديد
تعتمد كندا أيضاً على تدفقات الطبقة الاقتصادية الأخرى، لمنح الإقامة الدائمة لأولئك الموجودين هنا، في هذا العام، لدعم هدف الهجرة البالغ 401.000.
وبالإضافة إلى نظام Express Entry، و PNP، فإنّ برامجاً مثل Atlantic Immigration Pilot، و التدفقات الفيدرالية الأخرى، ستمكّن مزيداً من الأفراد من الحصول على إقامة دائمة هذا العام.
أظهرت IRCC ومقاطعة كيبيك، أنهما لا يمانعان التوصل لطرقٍ جديدةٍ لمساعدة أولئك الموجودين في كندا، على البقاء فيها بشكلٍ دائم بعد الوباء.
وقد فاز من يُسمّون “الملائكة الحراس” بقلوبِ وعقول الكنديين خلال العام الماضي. هؤلاء، هم طالبوا اللجوء، العاملون في الخطوط الأمامية لنظام الرعاية الصحية الكندي، للمساعدة في مكافحة الوباء.
بدءاً من ديسمبر/كانون الأول 2020، بدأت كل من IRCC و Quebec في قبول طلبات الإقامة الدائمة لهؤلاء الأفراد، كعربون تقديرٍ لمساهماتهم في كندا أثناء الوباء.
كما تساهم الهجرة العائلية أيضاً في ردف هدف كندا البالغ 401.000. حيث يُعفى المهاجرون من فئة العائلة من قيود السفر في كندا، ويمكنهم دخول البلاد لاستكمال عمليات إقامتهم الدائمة، وهم يشكلون أكثر من ربع المقبولين الجدد الذين تسعى كندا لقبولهم، بموجب خطة مستويات الهجرة الخاصة بها.
لماذا يقال أن مستويات الهجرة المرتفعة هي مفتاح الانتعاش الاقتصادي؟
قبل فترة طويلةٍ من غزوِ الوباء، كان الكنديون يتطلعون إلى الهجرة، للمساعدة في التخفيف من التحديات الديموغرافية، التي تنجم عن شيخوخة السكان، وانخفاض معدلِ المواليد الجديدة “الخصوبة”.
منذ عام 1971، كان معدل الخصوبة في كندا أقل من مستوى التكاثر، البالغ 2.1 طفل لكل امرأة.
وجاءت فترة الخصوبة المنخفضة هذه، بعد جيلِ طفرةِ المواليد، حيث كان معدل المواليد أكثر من ثلاثة أطفال لكل امرأة بين عامي 1946 و 1965.
مواليد كندا، البالغ عددهم 9 ملايين شخصٍ، قد وصلوا إلى سنّ التقاعد هذا العقد.
وبدون عدد كافٍ من العمال الجدد لسد الفجوات في سوق العمل، فلن تتمكن كندا من الحفاظ على اقتصادٍ تنافسيّ.
علاوة على ذلك، سوف يتحمل الجيل الأصغر، ضغطاً فيما يتعلق برعايةِ الجيل الأكبر سناً، الذي يفوقه عدداً، وبالتالي، فقد لا يتلقى الجيل الأكبر سناً رعايةً ملائمةً.
وعلى هذا النحو، تسعى كندا إلى هجرةٍ أعلى، لتدعم نمو السكان والقوى العاملة، الضرورية للحفاظ على مستويات المعيشة المرتفعة.
وعلى الرغم من أن الوقت لا يزال مبكراً، إلا أن كندا تتطلع بالفعل لتحقيق هدفها البالغ 401.000 وافداً جديداً هذا العام ، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير، لجهودها المبذولة لتسهيل انتقال الإقامة الدائمة لأولئك الموجودين هنا بالفعل.
كما تُظهر بيانات IRCC، أن كندا قد رحبت بما يقارب 50000 مقيمٍ دائمٍ جديد، خلال الشهرين الأولين من عام 2021.