أكّدت الاحصائيات الجديدة الصادرة عن Equifax هذا الأسبوع ما اكتشفه مراقبو سوق الإسكان منذ فترة، وهو أن الكنديين ” مدمنون على ديون الرهن العقاري “.
و حصل الكنديون على 410.000 قرض عقاري في الربع الثاني من هذا العام، ويعدّ ذلك أكبر قفزة ربع سنوية على الإطلاق، بزيادةٍ قدرها 60٪ مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق.
وعلى الرغم من وباء COVID-19، فقد انخفضت أسعار الفائدة إلى مستويات قياسية.
كما بلغ متوسط سعر المنزل الكندي المعاد بيعه 716000 دولار في مارس/آذار. وفي حين أن متوسط الأسعار قد انخفض قليلاً منذ ذلك الحين، إلا أنه لا يزال مرتفعاً مقارنةً بمستويات ما قبل الوباء.
وأشارت Equifax إلى أن متوسط قرض المنزل الجديد كان 355 ألف دولار خلال الربع الثاني. وهو أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق، بزيادةٍ قدرها 20٪ مقارنةً بما كنا عليه قبل عام.
يُذكر أن الكنديين بشكل عام مدينون حالياً بأكثر من 2.15 تريليون دولار من الديون، أي أكثر من قيمة الاقتصاد الكندي بأكمله.
وأوضحت Rebecca Oakes من Equifax، أن هذه الزيادة في قروض المنازل الجديدة يمكن أن تصبح مشكلة في حال ارتفاع أسعار الفائدة.
وقالت: “يمكن لحركة صغيرة في أسعار الفائدة أن تؤدي إلى زيادة كبيرة في ما يحتاجه المستهلك للخروج من هذه المدفوعات، وهذا هو سبب قلقنا حالياً.”
معضلة الإيجار مقابل الشراء
يمتلك Adam Eljerbi عدداً من المنازل في لندن/ أونتاريو، اشترى نصفها في العام الماضي وحده. وبيّن أنه يعتقد أن المشترين في بعض الأسواق يضعون أنفسهم في مواقف صعبة بسبب الحاجة إلى “مواكبة الجيران”، على حد تعبيره.
علماً أنه يملك حوالي مليوني دولار من ديون الرهن العقاري باسمه على ممتلكاته، لكنه لا يشعر بالقلق بشأن ارتفاع او انخفاض الأسعار، لأنه لا يعيش في أي من البيوت، أو يعتمد على صعودها في القيمة. فهو يجني أمواله من إصلاح المنازل وتأجيرها للطلاب.
ويعيش في منزل والديه في باري/ أونتاريو، على بعد حوالي 250 كيلومتراً من ممتلكاته التي يعتمد عليها كمصدر دخل.
و تمكن من إنشاء إمبراطورية عقارية تبلغ قيمتها حوالي 4.5 مليون دولار. وقال: “أنا من أشد المؤيدين لاستئجار المكان الذي تعيش فيه، وامتلاك ما يمكنك تأجيره”.
هل يضع الكنديين أنفسهم في موقفٍ صعب بالفعل؟
لا يعتقد الجميع أن كندا تعاني من مشكلة ديون الرهن العقاري. حيث أكّدت Sherry Cooper، كبيرة الاقتصاديين في Dominion Lending Centers، أن القلق بشأن تزايد ديون الرهن العقاري يعطي نظرة مشوّهة عن الواقع.
وبيّنت أن معدلات التأخّر في السداد تقترب من أدنى مستوياتها على الإطلاق، مما يشير إلى أن الغالبية العظمى من الناس لم يضعوا أنفسهم في موقفٍ صعب.
وأشارت إلى أن حوالي نصف مالكي المنازل الكنديين ليس لديهم رهن عقاري على منازلهم.
كما أن التغييرات الأخيرة في قواعد اختبار الإجهاد، والتي تجعل من الصعب التأهل للحصول على قرض لشراء منزل، رفعت مستوى الأمان.
وقالت “إنها ليست قلقة للغاية بشأن المشترين الجدد الذين يساهمون في هذا الرقم المذهل للديون البالغ 2 تريليون دولار، لأنهم أثبتوا أن مواردهم المالية جيدة بما يكفي لتحمّل الديون ” .