تواجه المنطقة التي تنتج أرخص طاقة في أمريكا الشمالية تهديداً كان يبدو مستحيلاً قبل بضع سنوات فقط، حيث تعاني من نقص في الكهرباء.
أمضت كيبيك سنوات في العمل لإقناع الولايات الأمريكية بشراء طاقتها النظيفة الوفيرة، فقط لتدرك الآن أنها لن تكون قادرة على إنتاج ما يكفي من الكهرباء .
الأمر الذي يخلق معضلة للمقاطعة : بناء المزيد من السدود التي يمكن أن تعيد تشكيل الأنهار البكر و تقطيع مساحات من الغابات – و هي عملية مدمرة بيئياً من شأنها تعزيز إمدادات الطاقة الكهرومائية – أو تلطيف السياسات الاقتصادية التي تعلّق ازدهارها على الموارد الطبيعية.
و تقدر Hydro-Quebec و هي شركة كهرباء مملوكة للحكومة أنها تحتاج إلى أكثر من 100 تيراواط / ساعة من الكهرباء الإضافية – أكثر من نصف قدرتها التوليدية السنوية – للوصول إلى هدف المقاطعة المتمثل في أن تكون محايدة للكربون بحلول عام 2050. 60.000 منزل في السنة.
و قال Philippe Dunsky رئيس شركة Dunsky Energy + Climate Advisors :
” نحن ضحايا نجاحنا، لا أعتقد أن أي شخص كان يعرف مدى السرعة التي سيتحول بها الطلب على الطاقة النظيفة “.
و ذكر Dave Rheaume من Hydro-Quebec الذي يشرف على إدارة المخاطر :
” نبيع طاقة رخيصة و موثوقة و متجددة، على الرغم من أنها ثمينة و الآن يريد الجميع المجيء و الوصول إليها، و لكن ليس لدينا القدرة على تكرار هذه الأنواع من أصول التوليد بلا حدود “.
و تابع Rheaume أن شركة Hydro-Quebec تحتاج إلى تجديد محطات الطاقة و إضافة مزارع الرياح في العقد المقبل لتلبية الطلب، مع التفكير أيضاً في بناء سدود و خطوط نقل جديدة.
الطاقة الكهرومائية هي أكبر مصدر عالمي للطاقة المتجددة و توفر سدس الكهرباء في العالم وفقاً لتقديرات وكالة الطاقة الدولية.
و غالباً ما تُستخدم السدود على الأنهار لتوليد الطاقة الكهرومائية حيث تتدفق المياه وتحوّل التوربينات لتوليد الطاقة في المحطات.
و من المتوقع أن تنمو قدرة هذا المورد الطبيعي و في الوقت ذاته فإن مصادر الطاقة النظيفة ركيزة مهمة لأكبر مقاطعة في كندا.
حيث استحوذت شركة Hydro-Quebec على حوالي %5 من الإيرادات التي حققتها الحكومة العام الماضي، و ساهمت بمبلغ 6 مليارات دولار في خزائن المقاطعات.
و تتضمن التزامات الطاقة المستقبلية لشركة Hydro-Quebec عقوداً طويلة الأجل لتقديم 20 تيراواط ساعة إضافية كل عام إلى شمال شرق الولايات المتحدة المكتظ بالسكان عندما يتم بناء Champlain Hudson Power Express و مشروع New England Clean Energy Connect.
هذا و تمثل طلبات الطاقة من المستهلكين الصناعيين و التجاريين الآن ما يصل إلى نصف قدرة التوليد لشركة Hydro-Quebec، مما يزيد من التوترات مع المستخدمين السكنيين الذين يتم تشجيعهم بالفعل على الحفاظ على الطاقة.
و سيساعد بناء المزيد من السدود في معالجة النقص المتوقع لشركة Hydro-Quebec لكن مثل هذه الخطوة ستثير انتقادات من دعاة حماية البيئة و مجموعات السكان الأصليين.
إذ تتطلب مشاريع السدود عادةً إغراق مناطق شاسعة، مما يؤدي إلى انبعاثات غاز الميثان الكبير من الأشجار المتحللة و المواد العضوية الأخرى.
و هو ما أكدّه Pierre-Olivier Pineau رئيس الأبحاث في إدارة قطاع الطاقة في كلية HEC Montreal للأعمال، قائلاً :
” يمكننا وضع الخرسانة في كل مكان إذا أردنا ذلك.. لكنها لن تكون مربحة اقتصادياً أو مقبولة اجتماعياً.”