نونافوت هي الإقليم الكندي الوحيد الذي لم يسجل أي إصابة بـ COVID-19 حتى الآن . ليس فقط لأن المنطقة بعيدة جدًا بحيث لا يصل الفيروس إليها ولكن لأسباب أخرى مختلفة .
و مع ارتفاع عدد حالات COVID-19 في جميع أنحاء كندا إلى أكثر من 14 ألف حالة ، تظل نونافوت ملاذاً مدهشاً وتنعم بهدوء وعدم الخوف وسط حالة الرعب الذي تسبب بها فايروس كورونا في أكثر من 200 دولة حول العالم .
أحد أسباب عدم تسجيل إصابات في الإقليم هو الإجراءات المشددة المبكّرة التي اتخذها المسؤولون فيه .
وعلى سبيل المثال فقد اتخذت نونافوت إجراءات صارمة ضد السفر في وقت مبكر ، وأصدرت حظراً على السفر على مستوى الإقليم اعتبارًا من 24 مارس.
وسمح الإقليم لسكان نونافوت والعاملين الأساسيين بالدخول إليها فقط ، مما حدّ بشكل كبير من انتقال و انتشار الفيروس له من مقاطعات كندية أخرى أو من الخارج.
وفرض الإقليم على جميع السكان العائدين إلى نونافوت الخضوع لحجر صحي لمدة 14 يومًا في مدن : إدمونتون أو وينيبيغ أوتاوا أو يلونايف قبل دخول الإقليم.
وبالمثل ، تحرك المسؤولون بسرعة لحظر التجمعات العامة وإغلاق الملاعب وأماكن العبادة مؤقتًا.
كما تم إغلاق جميع المدارس اعتبارًا من 17 مارس. وللمقارنة فقد أغلقت مقاطعة بريتش كولومبيا جميع المدارس العامة في نفس اليوم ، ولكنها سجلت 1203 حالات من COVID-19.
السبب الرئيسي الآخر لعدم وجود حالات COVID-19 هو طبيعة انتشار السكان في الإقليم على مساحات واسعة .
ويبلغ عدد سكان الإقليم ما يزيد قليلاً عن 39000 نسمة ، بكثافة سكانية تبلغ 0.02 شخصًا لكل كيلومتر مربع ، مما يسهل على الناس في بعض النواحي ممارسة التباعد الاجتماعي.
والأمر اللافت الآخر في المقاطعة أن 60 في المائة من سكان نونافوت يدخنون بشكل يومي ، مما كان سيرفع معدل أمراض الجهاز التنفسي في المقاطعة بشكل فلكي مقارنة ببقية كندا في حال انتشر فايروس كورونا بين السكان الأمر الذي حدا بوزير الصحة في نونافوت جورج هيكس إلى الطلب من السكان بوقت مبكر إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر قبل فوات الأوان .
تجربة هذه الإقليم الكندي بتجنّب تسجيل أي إصابة والإجراءات التي تم اتخاذها على عجل ، ربما كانت ستكون مفيدة وتقلّل من حدة انتشاء الوباء ، لو اقتدى بها مسؤولو المقاطعات الكندية الأخرى.