نوّه أطباء الأشعة إلى الآثار الجانبية التي يحتمل أن يواجهها الأشخاص الذين يتلقون لقاح COVID-19. و من ضمنها تورم أو كتلة تحت الإبط ، والتي يمكن أن تظهر في صور الثدي الشعاعية أثناء فحوصات الكشف عن سرطان الثدي.
و يأمل الأطباء أن الحديث عن ذلك حالياً سيمنع الناس من توقع الأسوأ إذا لاحظوا وجود كتلة جديدة في هذه المنطقة بعد تلقي اللقاح.
و أكدت الدكتورة Jean Seely، و هي رئيسة قسم تصوير الثدي في مستشفى أوتاوا ، و رئيسة الجمعية الكندية لتصوير الثدي، على أهمية عدم إصابة الناس بالذعر، خصوصاً مع تأجيل فحوصات الكشف عن سرطان الثدي في جميع أنحاء البلاد بسبب الوباء.
وقد أصبحت على دراية بهذا التأثير الجانبي بعد ظهور تقارير من الولايات المتحدة عن أشخاص تلقوا لقاح COVID-19 ، ثم لاحظوا وجود كتل جديدة في منطقة الإبط أو الترقوة في الأسابيع التي تلت ذلك.
ومن المحتمل أن يكون هذا التورم الجديد في منطقة الإبط مقلقاً للغاية في عالم ما قبل الجائحة. لكن و على الرغم من عدم خطورة هذا التأثير الجانبي، فلا توجد طريقة تمكن الأطباء من معرفة الفرق بين هذه الكتل والنوع الذي يستدعي أخذ خزعة في صورة الثدي الشعاعية.
وقالت Seely إن إحدى مرضاها قدمت إليها مع تضخم في الغدد اللمفاوية في يناير/كانون الثاني, وعبّرت عن خوفها مما قد يعنيه هذا التورم الجديد.
لكن و بسبب معرفة Seely بأن هذه الكتل مرتبطة باللقاح ، فقد طرحت الأسئلة الصحيحة ، واكتشفت أن المريضة تلقت لقاح COVID-19 قبل أسبوع فقط، وكانت كتلتها في إبط نفس الذراع التي تلقت اللقاح فيها.
وقالت: “بناءاً على ذلك ، تمكنت من طمأنتها وقالت لها أن هذا على الأرجح أحد الآثار الجانبية للقاح”.
ثم قامت بإجراء المزيد من الاختبارات للتأكد ، وبحلول الوقت الذي عادت فيه المريضة للمتابعة بعد ثلاثة أسابيع ، كان التورم قد اختفى من تلقاء نفسه.
سبب التأثير الجانبي
وفقاً لاستشارةٍ أصدرتها جمعية تصوير الثدي في يناير/كانون الثاني ، فإن ما يقارب 11٪ من الأشخاص يعانون من هذا التأثير الجانبي بعد الجرعة الأولى من لقاح Moderna ، بينما يعاني حوالي 16٪ منهم بعد الجرعة الثانية. و تم الإبلاغ أيضاً عن حالات لهذا التأثير الجانبي بين الأشخاص الذين تلقوا لقاح Pfizer-BioNTech ، إلا أن النسبة الدقيقة غير معروفة.
و قد يعني تقدم طرح اللقاح في كندا أن الآلاف من الكنديين سيعانون من تورم غير متوقع في العقد اللمفاوية.
مع العلم أن احتمال أن يتسبب اللقاح في حدوث هذا التورم ليس مصدر قلق بحد ذاته. فالغدد اللمفاوية هي جزء من جهاز المناعة في الجسم ، وتساعد في تصفية البكتيريا والفيروسات.
وأوضحت Seely: ” الغدد اللمفاوية هي المكان الذي تحدث فيه الاستجابات المناعية. لذلك فهي علامة جيدة جداً على أن الأمور تسير على ما يرام فيما يتعلق بالتلقيح “.
وقد عبّر أطباء الأشعة عن قلقهم من افتراض العديد من الناس للأسوأ إذا لم يتم تحذيرهم من هذا التأثير الجانبي. و في حال لم يكن اختصاصيو التصوير على علم بذلك ، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من التعقيدات.
وأوضحت Seely: “نريد أن نتأكد من أن الناس يتجنبون الخزعات غير الضرورية”.
و قد تظهر الغدد اللمفاوية المنتفخة في الإبط في أي مسح مقطعي للصدر ، وكذلك الموجات فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي في تلك المنطقة ، وليس فقط على صور الثدي الشعاعية التي يتم إجراؤها أثناء فحوصات سرطان الثدي.
وقالت Seely: “يمكن أن يحدث هذا للرجال وللنساء على حد سواء، ويمكن رؤيته في أي فحص يتم إجراؤه على الصدر بالأشعة المقطعية”.
وقد أصدرت الجمعية الكندية لتصوير الثدي والجمعية الكندية لأخصائيي الأشعة بياناً مشتركاً يقدم المشورة للأطباء حول كيفية إدارة هذه العقبة الجديدة. و أوصوا بتحديد موعد الفحوصات بعد مضي 4 أسابيع على تلقي اللقاحات إن أمكن.
و قالت Seely أن الآثار الجانبية اختفت في غضون ثلاثة إلى أربعة أسابيع لدى معظم المرضى. و يجب أن تختفي جميع الآثار الجانبية بشكل كامل بعد ستة أسابيع من تلقي اللقاح. وسيكون الأمر مقلقاً إذا كان المريض يعاني من كتل غامضة بعد ذلك.
ويوجد حالياً أكثر من 24000 مريض ينتظرون فحوصاتهم الروتينية في أوتاوا. و يمكن أن تكون هذه الأعمال المتراكمة ضارة للغاية للمرضى الذين أصيبوا بالسرطان وهم غير مدركين لذلك.
كما أن إجراءات التنظيف والسلامة المضافة تستهلك الكثير من الوقت ، مما يؤدي إلى إبطاء عملية متابعة الفحوصات المؤجلة.
و على الرغم من أن Seely تريد أن يدرك الناس أن الورم الجديد المرتبط بتلقي اللقاح ليس سبباً للذعر ، إلا أنها تؤكد على أهمية الاستمرار في محاولة إجراء الفحوصات حتى أثناء الوباء.
و قالت: “أعتقد أنه من المهم أن يطمئن الناس إلى أن هذا لن يتعارض مع قدرتنا على تشخيص السرطان ، ويجب ألا يترددوا في إجراء فحوصاتهم الدورية.”