أعلنت دولٌ في جميع أنحاء أوروبا أنها ستبدأ رسمياً في التخلي عن تدابير الوباء غير العادية والبدء في التعامل مع COVID-19 مثل الأنفلونزا.
وصرّح رئيس الوزراء الإسباني Pedro Sanchez في مقابلةٍ إذاعية حديثة: “لقد أعطانا العلم الجواب لحماية أنفسنا. علينا تقييم تطور COVID من جائحة إلى مرض متوطّن”.
يُذكر أن هذه التصريحات تُمثّل تحولاً حاداً بالنسبة لبلدٍ واجه الوباء لأول مرة بواحد من أقسى عمليات الإغلاق في العالم. ولم يُسمح للإسبان بمغادرة منازلهم في نزهة على الأقدام لمدة 3 أشهر في عام 2020.
كما أعلنت كل من المملكة المتحدة وسويسرا والبرتغال وأيرلندا عن سياسات مماثلة تتماشى مع المثال الإسباني. وفي جنوب إفريقيا، التي اكتشفت متغير Omicron، يتوقع مسؤولو الصحة حالياً أن COVID-19 قد انتهى بشكل فعلي.
وأوضح Shabir Madhi ، أخصائي الحساسية البارز في مجال اللقاحات في جنوب إفريقيا: “أعتقد أننا وصلنا إلى نقطة تحول في هذا الوباء. ما نحتاج إلى القيام به هو تعلّم التعايش مع الفيروس والعودة إلى أكبر قدر ممكن من الحياة الطبيعية”.
وتجدر الإشارة إلى أن كندا شهدت بداية سياسات مماثلة يوم الجمعة، عندما أعلنت بريتيش كولومبيا إيقاف تتبع المخالطين وحثّت معظم الذين تظهر عليهم الأعراض على البقاء في المنزل حتى يشعروا بالتحسن.
وأوضحت Bonnie Henry، مسؤولة الصحة الإقليمية: “لا يمكننا القضاء على جميع المخاطر، وهو أمرٌ نحتاج إلى فهمه وقبوله”.
وأضافت أن المقاطعة ستتعامل مع دد COVID-19 معاملة الانفلونزا إلى حد كبير.
تجدر الإشارة إلى أن علماء الأوبئة أقرّوا منذ بأن نهاية COVID-19 ستكون بمثابة مرض “مستوطن”، أي مثل السل أو فيروس نقص المناعة البشرية أو الإنفلونزا، وهي أمراض لا تختفي أبداً ولكن يمكن إبطاء انتشارها والسيطرة عليها.
وقامت هذه البلدان بتبنّي استراتيجيات “الانفلونزا” كرد فعل مباشر لمواجهة زيادات أوميكرون التي ثبت أنها أقل خطورة بكثير من الموجات السابقة لـ COVID-19.
ولفتت Henry إلى انخفاض معدلات الاستشفاء التي شهدناها خلال موجة أوميكرون. حيث وصلت نسبة دخول الفئات السكانية المعرضة للخطر إلى المستشفى في بريتيش كولومبيا إلى 58.3٪ إثر إصابتهم بنوع سابق من COVID-19 ، مثل دلتا. إلا أن معدل الاستشفاء لتلك المجموعة انخفض إلى 9.1٪ خلال موجة أوميكرون.
يُذكر أن متوسط وفيات موسم الإنفلونزا كانت 3500 شخص كل عام في كندا قبل ظهور COVID-19. وبالمقارنة ، فقد تسبب الوباء في مقتل أكثر من 30 ألف شخص في عامين فقط.
لكن ونظراً لأن الكنديين الملقحين بالكامل يمثلون حالياً 11.5٪ فقط من وفيات COVID-19 ، فإن معدل الوفيات بين الأشخاص المحصنين يقترب من موسم الأنفلونزا العادي.
كما جاء في مراجعة بيانات المستشفيات الكندية والأمريكية المنشورة في إصدار مايو/أيار 2020 من JAMA Pediatrics:”لا يزال الأطفال يواجهون خطراً أكبر بكثير للإصابة بأمراض خطيرة بسبب الإنفلونزا مقارنةً بفيروس COVID-19″.
هذا وقد تسببت موجة أوميكرون الحالية في ارتفاع وفيات COVID-19 في جميع أنحاء كندا، لكنها لا ترقى لتوقعات الموجات السابقة.
وسجّلت كندا 136 حالة وفاة بسبب COVID-19 يوم الخميس، وهي أكبر حصيلة للمرض في البلاد منذ ما يقارب 12 شهراً.
ومع ذلك، تمثل هذه الأرقام انخفاضاً غير مسبوق في وفيات COVID-19 النسبية عند النظر إلى أن معدلات الإصابات مرتفعة للغاية. حيث كانت حصيلة كندا اليومية 40 ألف إصابة جديدة قبل اسبوعين.
لكن وخلال الموجات السابقة، لم تتجاوز الإصابات اليومية عتبة ال10000 إلا نادراً. أي وباختصار ، في حال كان الكنديون يموتون جراء عدوى COVID-19 بنفس المعدلات التي كانوا عليها قبل عام ، فمن المتوقع أن تكون معدلات الوفيات أعلى بما لا يقل عن 5 إلى 6 أضعاف.
لكن وبفضل الانتشار الكبير لعدوى المتغير، حتى المعدل الأقل من المرض الشديد ينتج عنه معدلات أعلى من حالات الاستشفاء لأنه يصيب المزيد من الناس.
ويعد ذلك السبب في استمرار أونتاريو وكيبيك في التعامل مع المستشفيات المكتظة بشكل كبير، ويعود السبب في ذلك إلى أنظمة الرعاية الصحية التي تعاني من نقص حاد في القدرات.