يقول الخبراء أن كندا تعاني من نقص حاد في المهارات في العديد من القطاعات الرئيسية، حيث يرجع ذلك إلى العوامل التي تشمل أوجه القصور في النظام التعليمي بالإضافة إلى تغيير التركيبة السكانية.
بعد التعافي من قيود حقبة الوباء، شهد الاقتصاد الكندي بطالة منخفضة قياسية في عام 2022 حيث شهدت العديد من الصناعات نقصاً حاداً في العمالة.
و لكن حتى مع وجود ركود محتمل يلوح في الأفق، يرى الخبراء أن نقص المهارات في بعض القطاعات قد يستمر.
حيث قالت Rosalie Wyonch كبيرة محللي السياسات في معهد C.D. Howe أن المهارات الرقمية و مهارات العلوم والتكنولوجيا و الهندسة والرياضيات هي على الأرجح الفئة الأكبر من المهارات التي تفتقر إلى القوى العاملة الكندية.
و في شهر آب/أغسطس الماضي نشر المعهد تقريراً يدعو كندا إلى زيادة المعروض من الأشخاص ذوي المهارات الرقمية، حيث يتضمن ذلك قبول المزيد من المهاجرين بهذه المهارات لمعالجة النقص في المدى القريب، و هو أمر قيد التنفيذ بالفعل مع خطة الحكومة الفيدرالية لاستقبال 500000 مهاجر سنوياً بحلول عام 2025.
في الأشهر الأخيرة، قامت شركات التكنولوجيا أيضاً بتسريح آلاف العمال مما قلل من النقص الفوري في العمالة في هذا القطاع.
و لكن على المدى الطويل تعتقد Wyonch أن جميع مستويات الحكومة بحاجة إلى تعزيز التعليم الرقمي و STEM، ليس فقط في الجامعات والكليات و لكن أيضاً وصولاً إلى المستوى الابتدائي حيث كانت درجات الرياضيات على وجه الخصوص في حالة انخفاض عبر البلاد.
الحرف الماهرة
وفقاً لحكومة أونتاريو هناك طلب كبير في المهن الماهرة حيث يتقاعد العمال المهرة بشكل أسرع مما يتم استبدالهم
إلّا أن Ian Howcroft الرئيس التنفيذي لـ Skills Ontario يقول أن متوسط الأعمار يمكن أن يكون مرتفعاً كما هو الحال في أواخر الخمسينيات في بعض الصناعات :
” هذا شيء مستمر منذ سنوات و عقود، لكنني أعتقد أن الوباء قد أدى إلى تفاقم ذلك من خلال وضع الكثير من الحواجز والتحديات الأخرى في مكانها “.
في صناعة البناء السكنية وحدها من المتوقع أن يتقاعد أكثر من 128400 عامل في جميع أنحاء كندا بحلول عام 2031، و لكن من المتوقع أن يدخل 102.100 عامل فقط إلى القوى العاملة وفقاً لتقرير أيار/مايو 2022 الصادر عن BuildForce Canada.
و تابع Howcroft أن جزءاً من العمل الذي يجب القيام به هو مساعدة الشباب على أن يكونوا أكثر وعياً بأنواع الفرص الموجودة في المهن الماهرة، مشيراً إلى أن هناك وصمة عار سلبية مرتبطة بالحرف الماهرة منذ فترة طويلة باعتبارها ” مهناً من الدرجة الثانية “.
مضيفاً : ” في الواقع يمكن أن تكون هذه فرص عمل من الدرجة الأولى بأجور عالية، مع معاشات تقاعدية مع مزايا إضافية ، ما نريد القيام به هو التأكد من أن الشباب لديهم الفرصة لاستكشاف هذا “.
الرعاية الصحية
على مدى سنوات شهدت كندا نقصاً مزمناً في العاملين في مجال الرعاية الصحية والذي تفاقم بسبب COVID-19 مما أدى إلى فترات انتظار طويلة للمرضى و إغلاق غرف الطوارئ في بعض الأحيان.
إنها مشكلة لا يمكن حلها ببساطة من خلال المزيد من الهجرة ، حيث يكافح العديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية المدربين دولياً للتنقل عبر العملية البيروقراطية للحصول على ترخيص كندي للممارسة في مجالهم.
و ذكرت Wyonch أنها تتفهم سبب ضرورة أن تكون معايير الترخيص الكندية عالية، لكنها تشير إلى أن العاملين في مجال الرعاية الصحية المدربين في الخارج يمكن أن يبدأوا في أدوار منخفضة المستوى أو أدوار مساعدة لتخفيف العبء.
و أضافت Wyonch أن المساحات في كليات الطب والتمريض بحاجةإلى النمو مع استمرار زيادة عدد سكان كندا وكبر السن، مع ملاحظة أن نظام الرعاية الصحية يحتاج أيضاً إلى العمل على الاحتفاظ بالعاملين.
النقص في الموظفين دفع المزيد من العاملين في مجال الرعاية الصحية إلى العمل لساعات أطول، مما زاد من الإرهاق والضغط. .
الأمر الذي تسبب في ترك البعض لمهنتهم تماماً مما أدى إلى تفاقم النقص و خلق حلقة تغذية راجعة.
و ختمت Wyonch حديثها بالقول : ” من الواضح أننا بحاجة إلى زيادة الالتحاق لضمان وجود عدد كافٍ من الأشخاص في مرحلة الإعداد، و لكن بالنسبة للأشخاص الذين تم تدريبهم و صقل خبراتهم بالفعل أعتقد أنه يمكننا فعل المزيد لمنع فقدانهم “.