يمكن القول أن نقص المعلومات حول التدخين الإلكتروني دفع العديد من الأشخاص إلى الإدمان على هذه التقنية الجديدة، لا سيما أولئك الذين قرروا الإقلاع عن التدخين معتقدين أن السجائر الإلكترونية هي الحل الأمثل لذلك.
يقول الخبراء أن التخلص من الإدمان على هذه السجائر ليس بالأمر السهل إطلاقاً، كما أن أعراض انسحاب النيكوتين تستمر لفترة أطول وتكون أكثر شدة، وغالباً ما يعاني المدمنين من الاكتئاب والقلق ولا يحصلون قسط كاف من النوم كل ليلة.
كما يحذر الخبراء من أن آثار التدخين الإلكتروني على الجسم ليست ضئيلة، وقد تسبب آثاراً صحية طويلة المدى.
من الجدير بالذكر أنه في عام 2013، لم تكن هناك لوائح حول التدخين الالكتروني، ونظراً لعدم وجود رقابة حكومية على هذا المنتجات لم يكن لدى المستهلكين طريقة لمعرفة مستويات تركيز النيكوتين في السجائر الإلكترونية.
في عام 2018 أصدرت الحكومة الفيدرالية تشريعات لتنظيم تصنيع وبيع منتجات التدخين الإلكتروني التي لا تحتوي على القنب، ولكن في هذا الوقت كان معظم المستهلكين قد أدمنوا التدخين الإلكتروني.
ومع ظهور المزيد من الأبحاث حول تأثيرات التدخين الإلكتروني وبدء الحكومة الكندية في تطبيق زيادات ضريبية على الأدوات المرتبطة بالمنتج، أدرك معظم المستهلكين مدى العبء المالي والصحي الذي أصبح عليه الأمر.
في السياق نفسه يقول Michael Chaiton، كبير العلماء في مركز الإدمان والصحة العقلية (CAMH) أنه بعد حوالي عامين من التدخين المنتظم تبدأ أعراض الإدمان في الظهور.
وتظهر أبحاث Chaiton أن الرغبة الشديدة في تناول الطعام بعد الإقلاع عن التدخين تبدأ فوراً أو بعد 24 ساعة من التوقف، وبعد أسبوع تتم إزالة النيكوتين من جميع مستقلبات الجسم، مع الإشارة إلى أن التأثير الأولي للإقلاع عن التدخين يسبب الغضب، لكن هذا يتغير كلما طالت فترة ابتعاد الجسم عن النيكوتين.
هذا وأوضح Chaiton أنه مقارنة بالتدخين العادي، فإن التدخين الإلكتروني أقل ضررا بلا شك، ولا يزال من الممكن استخدام السجائر الإلكترونية كأداة أو بديل للأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن تدخين السجائر، وعندما يقترن بالعلاج السلوكي، يمكن أن يكون فعالاً للغاية.
وأضاف قائلاً أنه بالنسبة للأشخاص الذين لا يدخنون، والذين ربما لم يدخنوا قط، فإن التدخين الإلكتروني يمكن أن يؤدي إلى مخاطر صحية وفرصة الإدمان.
أظهرت الدراسات الجديدة أن الشباب يستخدمون السجائر الإلكترونية بشكل متزايد في كندا، وقد وجد أحد التقارير المنشورة أن حوالي ربع طلاب المدارس الثانوية في كندا استخدموا السجائر الإلكترونية خلال الشهر الماضي، ويعتبر الشباب هم أكثر عرضة لتجربة التدخين الإلكتروني بدلاً من التدخين العادي.
وفقاً للبيانات الصادرة عن هيئة الإحصاء الكندية فإنه في عام 2022، حاول 30% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاماً و 48٪ من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و24 عاماً استخدام السجائر الإلكترونية، وهذا الاتجاه يثير قلق كبير لدى الباحثين الذين ما زالوا غير مدركين للتأثيرات طويلة المدى للتدخين الإلكتروني.