مونتريال : عندما عانت ابنة Stephanie Peillon من الصداع وآلام الرقبة في أوائل شهر مارس/آذار ، اعتقدت أنها قضت الكثير من الوقت على جهاز iPad الخاص بها.
و بعد أن شكت من آلامٍ في الظهر بعد فترةٍ وجيزة، اشترت لها Peillon فراشاً جديداً لترى ما إذا كان ذلك سيحل المشكلة. ولكن عندما ارتفعت درجة حرارتها إلى أكثر من 103 فهرنهايت (39.4 درجة مئوية)، بالإضافة إلى ظهور طفح جلدي، أدركت الوالدة أن شيئاً ما لم يكن على ما يرام.
لذا هرعت Peillon بابنتها إلى غرفة الطوارئ، حيث انهارت. وبعد قضائها ليلتين في العناية المركزة ، أمضت Rebecca التي تبلغ من العمر 12 عاماً، أسابيعها الخمسة التالية في المستشفى.
و على الرغم من أنه لم يتم إثبات إصابتها بـCOVID-19 على الإطلاق، إلا أن الأطباء يعتقدون أنها تعاني على الأرجح من متلازمة نادرة تظهر لدى الأطفال بعد إصابتهم بCOVID، تسمى متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة عند الأطفال (MIS-C).
وقالت Peillon في مقابلةٍ لها: “يجب على الآباء أن يكونوا على دراية بإمكانية حدوث هذا الأمر. لو كنت أعرف ماهية هذا المرض، لكنت تصرفت في اليوم الأول. ابنتي في هذا الموقف حالياً بسبب تشخيص حالتها في وقت متأخر للغاية “.
هذا وقد بدأ المتخصصون في اكتشاف هذه المتلازمة الالتهابية لدى الأطفال لأول مرة بعد وقتٍ قصير من بدء الوباء. وعلى الرغم من ندرة هذه الحالة، إلا أن مشافي مونتريال تشهد المزيد من الحالات المشتبه فيها مع امتداد الوباء إلى عامه الثاني.
كما عالج مستشفى Ste-Justine في مونتريال حوالي 60 حالة من المتلازمة منذ الموجة الأولى، وشهد مستشفى مونتريال للأطفال حوالي 50 حالة أخرى.
و يعتقد كلا المستشفيين أن حالات الإصابة بالمتلازمة الجديدة يمكن أن تستمر في الزيادة خلال الموجة الثالثة، خصوصاً مع انتشار الأنواع المتحولة من الفيروس في المدارس ودور الحضانة في المدينة.
وقالت الدكتورة Marie-Paule Morin، أخصائية أمراض روماتيزم الأطفال في مستشفى Ste-Justine: “عادةً ما نشهد هذه الحالات بعد أربعة أو خمسة أسابيع تقريباً من ذروة COVID”.
وأكدت أن بعض الأطفال الذين تلقوا العلاج في المستشفى ظهرت عليهم أعراض مرض كاواساكي، وهو مرض نادر يؤدي إلى التهاب وتورم في الأوعية الدموية، بينما عانى آخرون من أعراض مرتبطة بالصدمة السمّية.
ويمكن أن يُطلق على المرض في كندا والمملكة المتحدة اسم متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة لدى الأطفال، أو PIMS ، وهو تشخيص يتطلب ارتباطاً زمنياً بـCOVID-19 بدلاً من إثباته من خلال الاختبار أو الاتصال الوثيق.
و تشمل أعراض المتلازمة آلاماً شديدة في البطن، وحمّى مستمرة وطفحاً جلدياً واحمرار العينين. وفي الحالات الأكثر شدّة، يمكن أن تتطور الأعراض إلى مشاكل التهابية في القلب أو الأعضاء الأخرى.
وأضافت Morin: “نعتقد أنّه رد فعل مناعي تجاه COVID-19، فالجهاز المناعي يصبح مفرط النشاط. ما زلنا نجهل السبب ، ولكن هذه هي الفرضية”.
كما قالت الدكتورة Rosie Scuccimarri ، أخصائية أمراض الروماتيزم لدى الأطفال في مستشفى مونتريال للأطفال، إن المستشفى شهد زيادةً كبيرة في أعداد الأطفال الذين يعانون من أعراض تشبه أعراض كاواساكي، لكن لم يتم ربط كافة هذه الحالات بCOVID.
وأضافت أن المستشفى كان يعالج حوالي 30 إلى 40 حالة من مرض كاواساكي سنوياً خلال السنوات السابقة ، مقارنةً بأكثر من 50 حالة مماثلة شوهدت في الأشهر العشرة الماضية فقط.
وأكّدت أن هذه الزيادة مثيرة للقلق، خاصة وأن عدوى COVID-19 تستمر في الانتشار في المقاطعة، ومن المعروف أن الأنواع المتحولة من الفيروس تنتشر بين الأطفال في سن المدرسة.
كما قالت إنه لا يزال مرضاً نادراً ، وشدّدت على أن معظم الأطفال يتعافون بعد العلاج، لكنه يملك عواقب وخيمة في حال لم يتم اكتشافه في الوقت المناسب لأنه يمكن أن يهدد الحياة.
ولمعرفة ما إذا كان لهذه الحالات علاقة بCOVID-19 ، سيبحث الأطباء عن نتيجة اختبار إيجابية للمرض لدى الأطفال في الماضي، أو عن إصابة أحد أفراد الأسرة المقربين بالعدوى. ويمكنهم أيضاً إجراء اختبارات الدم لمعرفة ما إذا كانت إيجابية للأجسام المضادة.
إلا أن ربط هذه الحالات بـ COVID-19 ليس ممكناً في كافة الأوقات، كما هو الحال في حالة Peillon. حيث خضعت Peillon وRebecca وابنتها الأخرى لاختبارات الدم للكشف عن الأجسام المضادة، لكن لم تظهر أي منها إيجابية. بينما ظهر لدى ابنتها الكبرى ما يُعرف باسم أصابع COVID في يناير/كانون الثاني ، عندما تورمت أصابع قدمها وأصبحت أرجوانية.
غادرت Rebecca المستشفى يوم الأحد بعد قضائها خمسة أسابيع في المستشفى. وستبقى على المضادات الحيوية والكورتيكوستيرويدات في المستقبل القريب، إلا أن صحتها تتحسن.
وأشارتPeillon إلى أنها تعتقد أن Rebecca أصيبت بفيروس كورونا في وقت سابق، ولكن لم يكتشفه الاختبار الذي تم إجراؤه لسبب من الأسباب.
و على الرغم من أنها تدرك أن نسبة الأطفال الذين سيصابون بالمتلازمة بعد الإصابة بـ COVID-19 ضئيلة للغاية، إلا أنها تشعر أن حكومة المقاطعة بحاجة إلى أخذها في الاعتبار عند اتخاذ قرار بشأن تدابير الصحة العامة.
وقد صُدمت عندما قررت كيبيك إعادة طلاب المدارس الثانوية الأكبر سناً إلى المدارس بدوام كامل في مارس/آذار ، وشعرت بالارتياح عندما تراجعت الحكومة عن قرارها.