من المحتمل أن يشعر سكان مونتريال الذين اعتادوا التحقّق من إحصائيات المستشفيات بالانزعاج في حال اطلعوا عليها مؤخراً، خاصةً إذا كان لديهم أطفال.
و تتعامل مدارس كيبيك مع زيادة إصابات COVID-19 بسبب المتغير دلتا الأكثر قابلية للانتشار. وفي غضون ذلك، أظهرت الإحصائيات أن غرفة الطوارئ في مستشفى مونتريال للأطفال تجاوزت طاقتها بنسبة 150٪ هذا الأسبوع.
ولهذا السبب تساءل الأهالي عما إذا كانت تحذيرات هذا الصيف التي تتضمن زيادة كبيرة في حالات “دلتا” الشديدة بين الأطفال قد تحقّقت.
إلا أن الأطباء يقولون إن أطفال مونتريال ليسوا في غرف الطوارئ بسبب فيروس كورونا، على الرغم من أن بعض هذه الحالات لا تزال مرتبطة بالوباء، ولا تزال خطيرة، مع ارتفاع غير عادي في الفيروسات التي تظهر عادة في الشتاء والتي تنتشر حالياً بين الأطفال.
يشمل ذلك أحد الفيروسات التي يمكن أن تسبّب التهابات الجهاز التنفسي بشكل كبير، لكن لا يتم ظهوره عادةً قبل نوفمبر/تشرين الثاني.
و كان هناك أيضاً حالات تفشي غريبة من الخنّاق وأمراض الأطفال الأخرى خلال الصيف.
وقالت رئيسة رعاية الطوارئ في مستشفى الأطفال، الدكتورة Laurie Plotnick :”نحن نرى مرضى أكثر بكثير بالنسبة لهذا الوقت من العام”، مؤكدةً أن الفيروسات غير الموسمية تساعد في تفسير هذا الاتجاه.
ولهذا السبب قامت كيبيك بإنشاء سلسلة من 20 عيادة هذا الخريف للأطفال الذين ليس لديهم طبيب أسرة، والذين ليسوا في حالة حرجة لدرجة أنهم يحتاجون إلى رعاية الطوارئ.
ما السبب وراء هذه الزيادة؟
يعتقد الخبراء أن الأطفال لم يتعرضوا للعديد من العوامل الممرضة لفترة طويلة، وقد بدأت جميعها بالانتشار في نفس الوقت وفي غير موسمها. و لهذا السبب، من الصعب التنبؤ بالأشهر القليلة المقبلة حالياً.
وأوضح Jesse Papenburg، عالم أوبئة الأطفال والأستاذ في جامعة McGill: “نحن نعيش في أوقات غير مسبوقة، حيث تم إغلاق شبكاتنا الاجتماعية لعدة أشهر ثم أعيد فتحها”.
لكن لا يبدو أن المدن الكندية الأخرى تشهد نفس الارتفاع حتى الآن ، خاصةً في الفيروس الذي يدعى RSV ” الفيروس التنفسي” و هو المسؤول عن نزلات البرد عند البالغين.
لكنه غالباً ما يكون أكثر خطورة بالنسبة للرضّع ، الذين لم يتعرضوا له من قبل، لأن مجاريهم الهوائية الصغيرة يمكن أن تُسد بسهولة أكثر من البالغين.
عادةً ما يكون فيروس RSV شائعاً في فصل الشتاء، حيث يتم إدخال 2٪ من إجمالي أطفال أمريكا الشمالية إلى المستشفى قبل أن يكملوا عامهم الأول.
لكن في أغسطس/آب الماضي، كانت أكثر من 30٪ من العينات التي تم اختبارها بحثاً عن الفيروس إيجابية، وهو رقم صادم بحسب Papenburg.
ومن ناحية أخرى، لم تظهر الأنفلونزا في كيبيك هذا الصيف. وأشار Papenburg إلى أن سلالات الأنفلونزا عادةً ما تصل من أمريكا الجنوبية، وهذا لا يحدث كثيراً بسبب قلة السفر.
وتابع قائلاً: “لكل فيروس عوامله الخاصة التي تفسر موسمية انتقاله، حيث يتأثر البعض بأشعة الشمس أو الرطوبة، وكذلك بقاء الناس في أماكن مغلقة في الشتاء”.
التحضير للمجهول
بالنظر إلى جميع المتغيرات الجديدة، لا يمكن للخبراء التنبؤ بكيفية تطوّر هذه الفيروسات. فعلى سبيل المثال، يمكن لفايروس RSV أن يستمر في الارتفاع ، أو يمكن أن “يحوم” عند مستوى مستقر طوال فصل الشتاء.
كما أشارت الدكتورة Plotnick إلى وجود بعض الاحتياجات الأخرى غير العادية للأطفال حالياً، لكنها لم تقدم المزيد من التفاصيل.
ونوّهت إلى وجود العديد من الأطفال في قسم الطوارئ لأسباب متنوعة ولفترة طويلة، فضلاً عن المصابين بالأمراض المعدية. بالإضافة إلى COVID-19 والمتغير دلتا.
واستشهدت ببحثٍ جديد صدر هذا الأسبوع عن المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض، جاء فيه أن المتغير دلتا لا يتسبّب في إصابات أكثر خطورة بين الأطفال مقارنةً بالمتغيرات السابقة.
كما نفت وجود أي مؤشر في مونتريال على أن المتغير ” دلتا” سيؤدي إلى دخول الأطفال دون سن 12 عاماً، والذين لا يمكن تلقيحهم بعد، إلى المستشفى.
ووفقاً لبيانات الصحة العامة، يوجد حالياً 6 أطفال دون سن العاشرة في المستشفى بسبب COVID-19 في جميع أنحاء المقاطعة بأكملها، بما في ذلك 2 في العناية المركزة.
مع العلم أن أعراض العديد من الفيروسات يمكن أن تبدو متشابهة لدى الأطفال، ويشمل ذلك الحمى والسعال وصعوبة التنفس والتعب وأحياناً الإسهال أو التهاب الحلق.
المصدر: CTV